سيدة على طريق المدرسة
كان الطريق من البيت إلى المدرسة مزدحم بالطلاب والمارة في كل صباح كذا بعد الظهيرة بقليل ، لأنه يمر بعدة مدارس ، وفي طريقي أرى في كل يوم امرأة فاضلة صاحبة دين ، كانت في حال خروجها من بيتها إلى السوق أو إلى أي مكان آخر تلبس الحجاب الشرعي وتغطي وجهها ، ولكنها عندما تقوم بتنظيف الأوساخ التي أمام دارها، لا تخرج إلى الشارع بذلك اللباس بل تخرج وقد غطت شعرها ولبست ثوباً فيه قصر إلى فوق الكعبين ، وأسدلت جزء من الخمار الذي على رأسها على وجهها وأمسكته بيد ، ومسكت آلة التنظيف باليد الأخرى ، فإذا ما أنحت انكشف نصف ساقها ، فإذا ما رأتني قد اقتربت منها انسلت ودخلت دارها واختفت خلف الباب حتى اجتاز الشارع لتخرج من جديد إلى عملها غير آبهة بما في الشارع ، وكأن النظر فيه اختلاف ، نظر أصحاب الدين إليها أمر محرم ، ونظر سواهم من الناس مباح ، ولا باس به .
إن هذا النظر مألوفاً لديَّ كل صباح ، فهو يتكرر أمام ناظريَّ لعدة سنوات ، فتصوروا أثر ذلك في نفسي ، إنّه ينقش على قلبي كل يوم كالنقش على الحجر ، فيبكي قلبي ألماً ، وأحس بمرجل يشتعل فيه ، ولا استطيع أن اكلمها ، لأبين لها أمر دينها ، فآثرت الكتابة ، وليبق الألم في صدري أحمله وحدي .
انظروا أيها الأحبة إلى انقلاب الأمور والى ضياع فقه الأوليات لدى أبناء وبنات الإسلام ، هذه المرأة وغيرها من النساء تجهل فقه الأوليات في الدين ، فهي تحرص على غطاء الوجه الذي لم يجمع العلماء على تحريمه ، بل تنازعوا فيه ، بين محرم إظهاره وبين مبيح ، وتهمل ظهور شيء من جسدها وهو الساق الذي اجمع العلماء على تحريم ظهوره .
إنها حادثة عابرة تدل على أن هذا المجتمع ومنهم أصحاب الدين يجهلون أوليات دينهم ، وماهو المتفق على حرمته وماهو المختلف فيه .
فما هو السبب ياترى ، هل هو إرث جهل الماضي فينا ، أم تشدد اليوم الذي وضع في غير محله .
فقلت في نفسي ، لو أن هذه المرأة المسكينة فهمت دينها ، لما فعلت مافعلت وهي تظن إنها تحسن بذلك صنعاً، ولو أن الرجال علموا النساء دينهن ، لما اضطرب الأمر على هذه المسكينة ولما وقعت في الحرام وحرصت على فعل المستحب ، فكرت في حالها وحال هؤلاء النسوة ، وكيف أضاع الناس موازين الشرع ، وشرعوا لهم موازين جديدة يحتكمون إليها ، ويحاكمون الناس بها ، ويحاسبون ويمرقون من الدين من لم يلتزم بها ، وفي عرفهم كل من لا يطبقها يُعدُ مفرطاً في أمر دينه ، وهذه الموازين ليست من الدين إنما هي اجتهاد فقط ، إنها مقاييس الناس ، مقاييس غير مقاييس الشرع ، فهذا هو فساد الزمان ، واضطراب الأحوال ؟
كان الطريق من البيت إلى المدرسة مزدحم بالطلاب والمارة في كل صباح كذا بعد الظهيرة بقليل ، لأنه يمر بعدة مدارس ، وفي طريقي أرى في كل يوم امرأة فاضلة صاحبة دين ، كانت في حال خروجها من بيتها إلى السوق أو إلى أي مكان آخر تلبس الحجاب الشرعي وتغطي وجهها ، ولكنها عندما تقوم بتنظيف الأوساخ التي أمام دارها، لا تخرج إلى الشارع بذلك اللباس بل تخرج وقد غطت شعرها ولبست ثوباً فيه قصر إلى فوق الكعبين ، وأسدلت جزء من الخمار الذي على رأسها على وجهها وأمسكته بيد ، ومسكت آلة التنظيف باليد الأخرى ، فإذا ما أنحت انكشف نصف ساقها ، فإذا ما رأتني قد اقتربت منها انسلت ودخلت دارها واختفت خلف الباب حتى اجتاز الشارع لتخرج من جديد إلى عملها غير آبهة بما في الشارع ، وكأن النظر فيه اختلاف ، نظر أصحاب الدين إليها أمر محرم ، ونظر سواهم من الناس مباح ، ولا باس به .
إن هذا النظر مألوفاً لديَّ كل صباح ، فهو يتكرر أمام ناظريَّ لعدة سنوات ، فتصوروا أثر ذلك في نفسي ، إنّه ينقش على قلبي كل يوم كالنقش على الحجر ، فيبكي قلبي ألماً ، وأحس بمرجل يشتعل فيه ، ولا استطيع أن اكلمها ، لأبين لها أمر دينها ، فآثرت الكتابة ، وليبق الألم في صدري أحمله وحدي .
انظروا أيها الأحبة إلى انقلاب الأمور والى ضياع فقه الأوليات لدى أبناء وبنات الإسلام ، هذه المرأة وغيرها من النساء تجهل فقه الأوليات في الدين ، فهي تحرص على غطاء الوجه الذي لم يجمع العلماء على تحريمه ، بل تنازعوا فيه ، بين محرم إظهاره وبين مبيح ، وتهمل ظهور شيء من جسدها وهو الساق الذي اجمع العلماء على تحريم ظهوره .
إنها حادثة عابرة تدل على أن هذا المجتمع ومنهم أصحاب الدين يجهلون أوليات دينهم ، وماهو المتفق على حرمته وماهو المختلف فيه .
فما هو السبب ياترى ، هل هو إرث جهل الماضي فينا ، أم تشدد اليوم الذي وضع في غير محله .
فقلت في نفسي ، لو أن هذه المرأة المسكينة فهمت دينها ، لما فعلت مافعلت وهي تظن إنها تحسن بذلك صنعاً، ولو أن الرجال علموا النساء دينهن ، لما اضطرب الأمر على هذه المسكينة ولما وقعت في الحرام وحرصت على فعل المستحب ، فكرت في حالها وحال هؤلاء النسوة ، وكيف أضاع الناس موازين الشرع ، وشرعوا لهم موازين جديدة يحتكمون إليها ، ويحاكمون الناس بها ، ويحاسبون ويمرقون من الدين من لم يلتزم بها ، وفي عرفهم كل من لا يطبقها يُعدُ مفرطاً في أمر دينه ، وهذه الموازين ليست من الدين إنما هي اجتهاد فقط ، إنها مقاييس الناس ، مقاييس غير مقاييس الشرع ، فهذا هو فساد الزمان ، واضطراب الأحوال ؟