منتدى الحياة الموصلية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الحياة الموصلية

منتدى الحياة الموصلية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحياة الموصلية

منتدى ( ادبي - علمي - ثقافي - رياضي )


    المؤرخ الدكتور نجمان ياسين: بقلم :ا.د.ابراهيم خليل العلاف

    جاسم شلال
    جاسم شلال
    مشرف مساعد
    مشرف مساعد


    عدد المساهمات : 392
    نقاط : 1143
    تاريخ التسجيل : 27/09/2010
    العمر : 56

    المؤرخ الدكتور نجمان ياسين: بقلم :ا.د.ابراهيم خليل العلاف  Empty المؤرخ الدكتور نجمان ياسين: بقلم :ا.د.ابراهيم خليل العلاف

    مُساهمة من طرف جاسم شلال الأربعاء مايو 02, 2012 12:25 pm

    المؤرخ الدكتور نجمان ياسين
    بقلم :ا.د.ابراهيم خليل العلاف
    استاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل



    منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي ،وعندما عينت في قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة الموصل ،عرفت نجمان ياسين ،وكان طالبا في القسم ذاته. وقد درسته مادة تاريخ الوطن العربي في العهد الثماني وأقول - بصدق- انه كان طالبا متميزا جاء إلى الجامعة ،وهو يمتلك تجربة أدبية وثقافية جيدة . ولم يكن طيلة السنتين اللتين درسته فيها طالبا عاديا ،وإنما سرعان ما أصبحنا أصدقاء، خاصة وانه كان في ذلك الوقت يرافق مجموعة من الطلبة قاربوه في الاهتمامات الثقافية والسياسية والفكرية .كما أن الفارق في السن بيني وبينه لم يكن يزد على ست سنوات . وكثيرا ما كان الجدل يثور بيننا وينتهي على أحسن مايكون من حيث النتائج .

    تخرج نجمان ياسين بتفوق ،وعين معيدا في كلية الآداب، وبدأ يغذ السير بأتجاه الحصول على الدكتوراه ، وتحقق له ذلك وهو - عند كتابة هذه السطور - أستاذا .وفوق هذا ، فهو مؤرخ ،وكاتب ،وصحفي وبدرجة أكبر، شاعر ،وروائي ،وناقد ، وقاص معروف .وقد نال الأستاذية سنة 2002 . كما حصل على وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب سنة 2002 ،ووسام العلم من محافظة نينوى 1998 ، ودرع إبداع جامعة الموصل 2009 ،وعد أستاذا متميزا مشمولا بامتيازات رعاية الملاكات العلمية للسنوات من 2000 -2003 .

    ولد نجمان ياسين عباس علي الجبوري سنة 1952 في مدينة الموصل، ودرس في مدارسها ،وأكمل الدراسة الثانوية في الإعدادية المركزية .ثم دخل كلية الآداب بجامعة الموصل وأكمل الماجستير والدكتوراه فيها . وكان عنوان رسالته للماجستير :" تطور الأوضاع الاقتصادية في الدولة العربية الإسلامية الأولى وعصر الرسالة والراشدين " .وقد ناقشها في 13 شباط 1985 ، وكان المشرف عليه الأستاذ الدكتور هاشم يحيى الملاح ، وهو نفسه المشرف على أطروحته للدكتوراه من الكلية ذاتها والموسومة : "التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة في القرن الأول الهجري ". وقد ناقشها في 10 مايس-أيار 1990 .

    رصد الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في" معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000 " ، جانبا من نتاج الدكتور نجمان ياسين ، فقال انه طبع رسالته للماجستير في دار الشؤون الثقافية ببغداد سنة 1991 .وان له كتبا ،وقصص وروايات منها مجموعته القصصية "احتراق " وقد طبعت في دار ابن الأثير للطباعة والنشر في الموصل سنة 1974 ،ومجموعة من المقالات والقصائد نشرت بعنوان : "أمام المرآة " وطبعت سنة 1976 ،وكتاب نقدي بعنوان : " الإنسان والحرب في أعمال الفنان رحيم حسن " ،ورواية بعنوان : " حجابات الفاو " طبعت سنة 1989 ،ومجموعة قصصية نشرت سنة 1987 بعنوان : " حكايات الحرب " ،وكتاب في التاريخ بعنوان : " شخصيات من التراث العربي والإسلامي " طبع سنة 1985 ،ومجموعة قصصية بعنوان : " ذلك النهر الغريب " طبعت في بيروت من قبل المؤسسة العربية للدراسات والنشر سنة 1981 ،ودراسات نشرت بعنوان : " غزال الحب والموت " 1989 ،وقصص بعنوان : "ما كتبه الحلم على أشجار المنفى " 1974 ،وكتاب عن الفنان الفوتوغرافي الموصلي الرائد مراد الداغستاني بعنوان : " مراد الداغستاني :جدل الإنسان والطبيعة " ، ومجموعة قصص بعنوان : رائحة التفاح " 2000 ، وكتاب "فوتوغرافيون عراقيون " 1987 ،وكتاب "الإنسان والحرب " 1987 وكتاب "السر الضائع في الماء " وهو قصص عامية مترجمة إلى اللغة الانكليزية من قبل الدكتور جاسم محمد حسن و"شظايا قلب " وهي رواية نشرت في حلقات بجريدة الزمان اللندنية بين 5 آذار -11 حزيران 2006 .وله كذلك "أنثى الصياد الأول " وهو كتاب في الشعر نشره اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1998 .تفرغ السيد علي ابراهيم الباحث في قسم اللغة العربية بكلية التربية –جامعة الموصل لانجاز رسالة ماجستير عن الدكتور نجمان ياسين بعنوان : "جماليات الفن القصصي في مجاميع نجمان ياسين القصصية " وبأشراف الدكتورة فاطمة عيسى جاسم .كما كتبت عنه مقالات نقدية كثيرة داخل العراق وخارجه وقد ترجمت بعض اعماله القصصية الى اكثر من لغة واعدت باحثة في معهد الاستشراق في صوفيا ببلغاريا دراسة نقدية عن تلك الاعمال ونال فيها اروين دوينز شهادة تخرج من جامعة غنت في بلجيكا مع ترجمة كاملة سنة 1987 .

    وليس من السهولة ذكر كل دراساته ومقالاته وبحوثه وأعماله الأدبية والثقافية ،فهي كثيرة ومتناثرة في كم كبير من الصحف والمجلات العراقية والعربية . وثمة إحصائية ذكرها الدكتور خيري شيت شكر سنة 2008 عن نتاجات الدكتور نجمان ياسين قال فيها انه ألف مايزيد على 25 كتابا ولديه مايزيد عن 70 بحثا منشورا فضلا عن قيامه بكتابة أكثر من 500 مادة لموسوعة العلماء العرب والمسلمين التي تقوم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بنشرها . وفي الفضاء الأكاديمي، أشرف على عشرات من طلبة الماجستير والدكتوراه ،وناقش الكثير منها وألقى المحاضرات في الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية على طلبة الدراسات العليا لمرحلتي الماجستير والدكتوراه في قسمي التاريخ في كليتي الآداب والتربية بجامعة الموصل .

    لقد كتب الدكتور نجمان ياسين في موضوعات أصيلة وجديدة في فكرتها وأهميتها ونتائجها . ومن ذلك انه كتب عن الاتجار بغنائم الحرب في العصرين الراشدي والأموي ،وأشكال الطلاق والخلع والفراق في عصري الرسالة والراشدين ،ودراسة في شخصية التاجر القريشي النبيل حكيم بن خرام ، والتفكير الاقتصادي والاجتماعي عند المقريزي ،وتحدي الامبرياليات الأولى في التاريخ، وعطاء الموالي في عصري الراشدين وبني أمية ، والأمة :المفهوم والتطور التاريخي، والحرية والإرهاب ،وكتاب الأنساب والأشراف للبلاذري مصدرا للتاريخ الاقتصادي الإسلامي،وثوابت ومتحولات أدونيس عن القرن الاول الهجري ،والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لتنظيم أشكال الزواج في الإسلام ،وتجار العراق في عصور الازدهار الإسلامي ،وأوضاع فلاحي العراق في عصور الازدهار الإسلامي ،والتفسير الاقتصادي للتاريخ ،واستقرار العرب في العراق ،وأساليب مواجهة التحديات الثقافية في الدولة العربية والإسلامية .كما أن للدكتور نجمان ياسين كتابا مثيرا للجدل حول "تاريخ الجنس في الإسلام ".نشرته دار عطية للنشر في بيروت سنة 1997 ،وفيه يتعرض إلى المسألة الجنسية في الإسلام ، ويربطها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبشكل غير مثير مؤكدا أهمية النظرة الإسلامية إلى الجنس بأعتباره وسيلة للحفاظ على النوع ،واستمرار الجنس البشري، ويؤكد السياق التاريخي لهذا الموضوع وأبعاده الاجتماعية ،وهو مما لم يدرس سابقا بمثل هذه الطريقة الجديدة من البحث .



    ومما يفرح أن بعض نتاج نجمان ياسين ترجم إلى اللغات الانكليزية والفرنسية والفنلندية والاسبانية .كما درست أعماله من قبل باحثين وأكاديميين معروفين في جامعات عربية وأجنبية .

    رأس الدكتور نجمان ياسين الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق للأعوام 1996 -1998 .كما رأس اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في محافظة نينوى للأعوام 1993-1998 .وترأس دائرة الثقافة والفنون في جامعة الموصل 1985-1990 وكان رئيسا لتحرير مجلة المورد سنة 1998 . ومن مناصبه العلمية تسنمه منصب رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب –جامعة الموصل 2001-2003 ،وهو عضو في هيئات تحرير مشروع مكتبة آشور بانيبال في الموصل ،ومشروع موسوعة العراق الحضارية ،وجمعية المؤرخين والاثاريين العراقيين –فرع نينوى ،والجمعية العراقية للتصوير الفوتوغرافي ،واتحاد المؤرخين العرب، ونقابة الفنانين ،وجمعية المترجمين العراقيين .

    مع أن الدكتور نجمان ياسين- ينهج المنهج نفسه الذي يتبعه المؤرخون الأكاديميون من حيث الالتزام بالطريقة العلمية في الدراسات التاريخية ،وخاصة في جمع المادة وتحليلها وعرضها بشكل يعتمد التوثيق الدقيق لمختلف الروايات والآراء - إلا انه - وبحكم تنشئته الأدبية - يضفي على كتاباته التاريخية نوعا من الروحية المحببة التي تحظى بالإعجاب من لدن القراء .وهو يؤكد بأن تاريخ الأمة العربية لايمكن أن يفهم بدون فهم النواحي الاقتصادية والاجتماعية التي تعد جزءا حيويا مهما في التجربة الإنسانية .كما أن دراسة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي تضعنا أمام خبرة وتنظيمات الدولة العربية والإسلامية وقدرتها على التمثل ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الإضافة والإبداع .

    ويذهب الدكتور نجمان ياسين إلى أن فترة عهدي الرسالة والراشدين شهدت تكوين الأمة، وتوحيدها قوميا وفكريا .كما عدت فترة هجرات واسعة إلى الأمصار والتعرف على حياة الاستقرار ومفارقة البداوة .أي أنها كانت تمثل التأسيس والأصول والجذر الذي استندت إليه البحوث التاريخية والدراسات الدينية فيما بعد ..ناهيك من أثر هذه الفترة في رسم الأحداث اللاحقة .ويأخذ الدكتور نجمان ياسين –شأنه في ذلك شأن ممثلي المدرسة التاريخية المعاصرة – بتعددية الأسباب في تفسير الأحداث التاريخية وكان الأساس الذي اعتمده هو إدراكه بعدم وجود نظرية تستطيع استيعاب تعقيدات الحياة ومن ثم التاريخ .

    وينتقد الدكتور نجمان ياسين من يفسر التاريخ بنظرية واحدة ويقول أن الحياة أشمل من كل فلسفة .كما أن إغفال عامل وتغليب عامل آخر يؤدي إلى تزوير التاريخ ويبعد المؤرخ عن هدفه الأساس وهو إعادة تشكيل الحدث التاريخي كما وقع .لكن هذا لايعني أن المؤرخ قد لا يضطر في بعض دراساته إلى أن يبرز عاملا ويرجحه على غيره في محاولة منه لفهم الحدث .وعلى سبيل المثال قد يرجح العامل الاقتصادي عند دراسة الثورة الصناعية ،ويأخذ بعامل البطل عند دراسة شخصية أبو جعفر المنصور على أن يتم ذلك دون مصادرة أحقية العوامل الأخرى، وتأكيد الموقف الإنساني من الأحداث التاريخية .موقع الدكتور ابراهيم خليل العلاف ....
    ........


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 12:05 pm