منتدى الحياة الموصلية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الحياة الموصلية

منتدى الحياة الموصلية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحياة الموصلية

منتدى ( ادبي - علمي - ثقافي - رياضي )


    من علماء الموصل : محمد حبيب العبيدي مفتي الموصل

    جاسم شلال
    جاسم شلال
    مشرف مساعد
    مشرف مساعد


    عدد المساهمات : 392
    نقاط : 1143
    تاريخ التسجيل : 27/09/2010
    العمر : 56

    من علماء الموصل : محمد حبيب العبيدي مفتي الموصل  Empty من علماء الموصل : محمد حبيب العبيدي مفتي الموصل

    مُساهمة من طرف جاسم شلال الخميس مارس 24, 2011 7:09 am

    محمد حبيب بن سليمان
    العبيدي الاعرجي
    1296 ـ 1382هـ /1880ـ1963م
    بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد الله بن خليل الذي ينسب إليه السادة (العبيديون ) في الموصل ، مفتي وشاعر: ولد هذا الفاضل في مدينة الموصل في 2 ذي الحجة سنة 1880م الموافقة لسنة 1296هـ وفي صغره دخل المدرسة الرشدية العثمانية وكان معلمهما يومئذ إبراهيم الارضروملي والد المرحوم تحسين إبراهيم الذي كان أستاذاً في دار المعلمين العالية ، وأنهى الدراسة فاحضره والده ، ملا علي الحصيري العالم الفقيه الذي ضاعت عنا أخباره وكان قد كف بصره على كبر فقال له أنت أستاذي وأريد منك أن تكون الآن أستاذا لولدي هذين حبيب وحسيب فاخذ السيد حبيب يدرس عليه في بيت والده شرح القطر وألفية بن مالك فأتم الدراسة بمدة قليلة لقوة ذكائه ثم اخذ يدرس في جامع حمو القدو على السيد احمد الفخري الملقب بابن أمين الفتوى وكان والده السيد محمود الفخري أمينا للفتوى أي كاتباً ومساعداً للمفتي والمفتي كان يومئذ السيد إبراهيم الذي ينسب إليه الآن آل المفتي وذلك قبل قرن من زماننا هذا ، فأخذ صاحب الترجمة يدرس عند السيد احمد الفخري ثم بعد انصراف أستاذه يقوم بتدريس إخوانه الطلاب ويعيد عليهم ويراجعهم وفي الثالثة عشر من عمره ألف رسالة في علم النحو مختصرة من المطولات وفي الثامنة عشر من عمره أتم الدراسة كلها وحصل على الإجازة العلمية على المذهب الحنفي فصار من جماعة العلماء بل في مقدمتهم لان فكره اللامع وحافظته القوية وسرعة بديهته وفصاحة نطقه وعذوبة ألفاظه جعلته مرموقاً محترماً مكرماً بين العلماء والوجهاء والحكام واخذ ينظم الشعر في عنفوان شبابه ، ثم أخذ يطالع السير والتاريخ ويراجع الصحف والمجلات من الخارج ، لان الموصل والعراق لم يكن فيهما يومئذ إلا صحف طفيفة ، ونبغ في اللغة التركية والفارسية ، ومارس الشعر ودواوين الشعراء ولم تمض عليه بضع سنوات حتى أصبح فقيهاً خبيراً وكاتباً قديراً وخطيباً بليغاً وشاعراً من الرعيل الأول يستولي القلوب بعذوبة أسلوبه وسلاسة ألفاظه ورقة معانيه ويثير الحماس بحسن تصويره ودقة وصفه واخذ ينظم للحقيقة التي لامست إحساسه لا للظهور وينظم لخير ملته وأمته لا لنفسه ينظم بنفس حساسة وقلب أبي وهو في شعره متنبئ الزمان وبحتري الأوان وفي نثره أستاذ للحريري وشيخ لبديع الزمان ،وكتابه ( النواة في حقول الحياة ) الذي ألفه سنة 1929م شاهد جميل على أسلوبه الأدبي الجيد الواقعي والعلمي فهو في قوة معانيه ومتانة لغته ومبانيه يعد في الطبقة الأولى بين كتب الحكم والأدب ويستحق أن يكون مرجعا لكل طالب حكمة وقبل أن يبلغ الثلاثين من عمره اخذ يبحث عن الداء الذي أصاب المسلمين وخيم على العرب ويتطلع إلى بوادر النهضة الدينية والقومية التي تراءى فجرهما يومئذ قليلا فأقام نفسه مع حملة رواد النهضة الدينية والقومية وافرغ قسطاً كبيراً من جهده لها واتصل بزعماء النهضة ولاحظ ما يعانيه العرب من الجهل والفقر ومن الخضوع للأتراك ولدول الاستعمار فألف كتابه الأول سنة 1913هـ وهو ( خطبة نادي الشرق ) فانشأ فيه ( 17 ) خطبة خاطب فيها المسلمين والشرقيين والعرب وأهل أقطار أسيا العربية والهند وفارس والأفغان وأهل أفريقيا خاطب كلا منهم في خطبة في الوقت الذي لم يكن أكثر الناس يعلمون شيئاً عن هذه الأقطار بل عن أسمائها أو شعوبها وشخص في كل خطبة الداء ووصف الدواء وقد حقق الله لهذه الأقطار ما تمناه وأشار إليه فنالت هذه الأقطار عزتها وكرامتها وطردت الاستعمار ونهضت نهضتها الكبرى كما تمنى لها ، ورحل سيادته إلى استانبول مأوى لأحرار العرب وكان رئيسه يومئذ عبد الكريم قاسم الخليل الذي شنقه السفاح جمال باشا قائد فيلق سوريا أثناء الحرب العالمية الأولى سنة 1914م فذهب إلى بيروت واتصل بجمال باشا وحاول إقناعه بان الحرب الطاحنة من اجل الألمان واجل النمسا لا خير فيها للمسلمين ولا ثمرة ترجى منها لشعوب الدولة الإسلامية وإنما يجب أن تكون حرباً إسلامية لإنقاذ البلاد من وطأة الاستعمار ومن الامتيازات المفروضة ومن مصيبة التبشير فاختارته الحكومة العثمانية أن يكون مفتياً للدولة وممثلا عن بلاد العراق ، ثم أن جمال باشا شكل وفداً من المفتين للبلاد السورية ومعهم الأستاذ العبيدي لمواجهة أنور باشا رئيس الدولة وكان الأستاذ قد أنجز وقتئذ كتاب ( جنايات الانكليز ) وانتشر حتى طبقت شهرته كل البلاد حتى أن الجواسيس والموالين للغرب يجمعون هذا الكتاب بأي ثمن لإتلافه وكانت المواجهة مع أنور باشا مثمرة إلا أنها جاءت بعد فوات الأوان وسقطت سورية والأستاذ يومئذ في بيروت سنة 1917م فأخذه الانكليز أسيراً إلى مصر واسكنوه في القاهرة في فندق قصر النيل وبعد بضعة أشهر أرسلوه بحراً إلى العراق .
    ومما كلف به في حكومة العراق وزارة الأوقاف سنة 1922م ، هذا وقد انتخب نائباً عن الموصل ثم عُيّن مفتياً للموصل سنة 1922م ،وكان قد شرط على منتخبيه من الشعب أن يكون من غير راتب ثم قال للحكومة لا أخدم ديني بدرهم ، ومما كلف به وزارة المعارف ونيابة المجلس التأسيسي سنة 1924م ، فقال ما أريد أن يكون لي في القتيل طعنة ، وذلك بعد إطلاعه على نصوص المعاهدة العراقية البريطانية المطلوب تصديقها وعلى متن القانون الأساسي المزمع وضعه ، إذ أعطاه الملك فيصل ملك العراق يومئذ نسخة منه يسأله رأيه فأعادها مع (27 ) اعتراضاً .
    ومما كلف به الترشيح الحكومي لنيابة المجلس النيابي سنة 1925م ، ثُمَّ التدريس لكرسيين في كلية آل البيت في عاصمة العراق سنة 1926م ، ثم عضوية مجلس الأعيان سنة 1927م . ثم القضاء الشرعي في بغداد سنة 1933م ، ثُمَّ القضاء الشرعي في لواء الموصل سنة 1934م ، ثُمَّ انه مدرس لمدرسة جامع (نبي الله يونس عليه السلام في نينوى ) وهي وظيفة متوارثة في عائلته منذ زمن السيد أبي البركات وجرت العادة أن يقوم بالتدريس وكيل يؤدي الوظيفة عنه وعن والده وعن من تقدم من آبائه وهو مغرم بحب ملته وقومه ولغته وهي شغله الشاغل وقد بلغ منه التفكير في هذه القضايا مبلغاً لا يطاق وكان يتلفت إلى المستقبل فلا يرى إلا فضاء ضيقاً حوله وحول أمته وجواً مكفهراً وافقاً مدلهما ليس فيه إلا بصيص أمل فينهض ليصعد الزفرات ويحرق الإرم وتوالت أمامه الانتكاسات السياسية للمسلمين وللعرب حتى تلبّسه القلق وزادت حسراته واعترته الأمراض فلزم فراشه للراحة ولكن لا راحة له لأنه يقضي وقته بلا استراحة فمن مطالعة إلى عبادات إلى تلاوة للقرآن إلى محادثات مع اخص الزوار إلى تتبع الحوادث إلى حسرات إلى تفكير متعب ، أما كتبه المطبوعة فهي :
    خطبة نادي الشرق ، جناية الانكليز على البشرية عامة وعلى المسلمين خاصة ، حبل الاعتصام في وجوب الخلافة في دين الإسلام ، النواة في حقول الحياة ، الفتوى الشرعية في جهاد الصهيونية . وذكرى حبيب ( وهو ديوان شعره العربي ) تحقيق الأستاذ أحمد الفخري ، صدى الحقيقة ، وهناك له كتب أخرى مفقودة وأخرى لم تطبع ( ).




      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 8:41 pm