منتدى الحياة الموصلية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الحياة الموصلية

منتدى الحياة الموصلية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحياة الموصلية

منتدى ( ادبي - علمي - ثقافي - رياضي )


    من علماء الموصل : ابراهيم خلف عنيز الجرجري

    جاسم شلال
    جاسم شلال
    مشرف مساعد
    مشرف مساعد


    عدد المساهمات : 392
    نقاط : 1143
    تاريخ التسجيل : 27/09/2010
    العمر : 56

    من علماء الموصل : ابراهيم خلف عنيز الجرجري  Empty من علماء الموصل : ابراهيم خلف عنيز الجرجري

    مُساهمة من طرف جاسم شلال الخميس مارس 24, 2011 1:18 pm

    الشيخ إبراهيم الجرجري
    (1930ـ2008)
    هو الملا إبراهيم بن خلف بن عنيز , الجرجري النسب , الموصلي المسكن , الشافعي المهذب , الأشعري العقيدة , الصوفي المشرب .
    ولد عام 1930م , في قرية : ( فقيروك ) التابعة لناحية العياضية ، قضاء تلعفر ، ترعرع فيها وشب , وذات يوم جاء إلى قريتهم رجل يقرأ القرآن جيداً فأعجب به الشيخ إبراهيم الذي عمره لم يتجاوز الخامسة عشر ، فسأله كيف تعلم القرآن واين فاخبره الرجل ، وخرج الشيخ إبراهيم كعادته في رعي الأغنام لوالده فلما عاد في المساء تقدم إلى والده وهو يحمل في يده العصا التي كان يهش بها على غنمه وقال هذه عصاك ـ وهذه عادة الرعاة إذا أرادوا ترك العمل يسلموا العصا لصاحب الغنم ـ أنا ذاهب لطلب العلم وتعلم القرآن ولم تفت في عضده محاولات أبيه فخرج إلى طلب العلم في المنطقة الشمالية أولاً ، ثم انتقل إلى مدينة الموصل الحدباء موئل العلم والعلماء , فشرع ينهل من معينها الثر , ولازم الشيخ العلامة بشير الصقال رحمه الله مدة ، أجازه بعدها بالمعقول والمنقول أجازة متصلة بالشيخ الرضواني رحمه الله , ثم تردد على الشيخ الملا نعمان رحمه الله ، والشيخ الصوفي البركة عبدالغني الحبار رحمه الله ، وكان له في نفسه أثر كبير , وعلى حلقة الشيخ المفسر رشيد الخطيب رحمه الله , ثم لم يزل مقبلاً إلى العلم بوجهة متوجهاً إليه بكله , حتى قدر الله أن يجمعه بطالب دؤوب شغوف موفور الهمة هو الشيخ الملا محمود حسن الجبوري رحمه الله , فكان هذا اللقاء والوفاق مفتاحاً لخير كتبه الله له , إذا هدته هذه الصحبة إلى الشيخ العلامة الملا عثمان الجبوري رحمه الله ، فلازم هذان الطالبان شيخهما ثلاثين سنة يلتقيان مما ينثره بين أيديهما من درر في العلم من التفسير والفقه وأصوله والنحو والصرف والمنطق وغيرها .. إلا أن يد الظلم والظلام قطعت هذه الصحبة الصافية فامتدت إلى الشيخ محمود الجبوري فقتلته ظلماً وعدواناً ؛ لأنه قال كلمة الحق وصدح بها .
    حزن الشيخ الملا إبراهيم على صاحبه وملأه الفراق ألماً ولوعة كاوية , فكان يردد حين تمر به ذكراه قوله تعالى اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ [ الأعراف : 148 ] .
    ورغم هذا الجرح البالغ والواقعة الجلة لم ينثن الشيخ عن طلب العلم فداوم على حلقة الشيخ عثمان الجبوري حتى نزلت المنية بساحة الشيخ عثمان الجبوري عام 1984م .
    ولم يفت هذا الحادث في عضد همته , فتوجه إلى الشيخ الجليل احمد تتر رحمه الله , وواصل عنده التحصيل ، وكان الشيخ إبراهيم يحب شيخه كثيرا فلما توفي عام 1999 بكى عليه كثيراً ، فلما طلبوا منه أن يلقن الشيخ احمد تتر قال كيف ألقنه وهو من لقنني العلم .
    وشغل الشيخ منصب الإمامة والخطابة في عدد من المساجد والجوامع أوقاف الموصل منها مسجد النبي دانيال , وجامع عبدالله بك , ومسجد محمود الجليلي , وجامع قضيب البان , وجامع ديوان أفندي المعروف بجامع النعيمي , في حي اليرموك.
    وعندما استقر في جامع النعيمي حيث سكناه في نفس الحي إلتزمه كثير من طلبة العلم لسنوات عديدة ، نذكر منهم على سبيل التمثيل لا الحصر : الشيخ جمال دحام , والشيخ صلاح الجرجري , والسيد علي البدراني , والسيد عبدالله الملا عثمان , والسيد سالم الملا عثمان , والسيد صالح المعماري , والأستاذ ياسين يوسف ( أبو ماهر ) , والشيخ يونس طه , والشيخ عبدالمحسن طه , والشيخ عمر خليل , والشيخ عبدالمحسن المتيوتي .
    فكان الدرس يجمع بين الفقه والعقيدة والنحو والصرف ولا يخلو من قصة من قصص الصحابة والصالحين ليتأثر بها الشيخ قبل التلميذ , وكثيراً ما نراه يسكب الدمع متأثراً بالسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين , حتى أنه شرع بإقراء الرسالة القشيرية في أحد أيام الأسبوع ليرسخ السلوك الصوفي وتزكية النفس في تلاميذها وقد درست عليه كتاب إحياء علوم الدين الذي لخصه لي تلخيصاً .
    كان الشيخ ملا إبراهيم رحمه الله زاهداً وراعاً متقشفاً لا يحب الظهور ويهاجر في خطبة الظلمة وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وان تحمل من ذلك العقاب من السلطة آنذاك .. وقال الشيخ جمال: قرأت عليه في ذات يوم أواخر سوره الفتح من تفسير الخازن في فصل عن فصائل الصحابة فأجهش بالبكاء وتغير شكله وحاله وكثير ما كان يبكي عن ذكر الصالحين وتعدد مناقبهم .
    وقد وصف وروعة الشيخ صلاح الجرجري بأنه لم يأخذ أرضاً من الدولة آنذاك خوفاً من أن تكون أخذت من مستحقيها بغير طريق شرعي ثم وزعت على المواطنين , وكان قد زرع في نفوس طلابه التواضع وكسر النفس والابتعاد الظهور والشهرة .
    وقد عرف الشيخ ملا إبراهيم مكانته العلمية وبخاصةً بالعلوم العقلية , وكان يحفظ العديد من المتون ويستشهد بها ،لقينا ذات مرة في الأوقاف وسألني هل لازلت مواصلا لطلب العلم فقلت نعم ، فقال : فلا تكن عن العلوم قاعداً ، كان عفيفاً تقياً شديد الورع في الفتوى وبخاصة فتوى الطلاق , ويعلم الناس ويرشدهم إلى الطريق الشرعي وإذا اشترى من القصاب علمه كيف يكون الذبح الشرعي وكيف يوجه ذبيحته , وإذا رأى من شخص أمراً مخالفاً للشرع نصحه وعلمه وأرشده مستمداً ذلك من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) وقد حج لمرات عديدة حرص فيها على إرشاد الناس إلى مناسك الحجة والعمرة في تفاصيلها الدقيقة .
    واستمر بنشر العلم حتى أثقله المرض فأعتزل الناس ولازم بيته حتى وفاته المنية رحمه الله ، وتم تشييع جثمانه في صباح يوم السبت الخامس عشر من ذي الحجة 1429هـ , الموافق الثالث عشر من كانون الأول 2008م , وبذلك خسرت مدينة الموصل واحداً من علمائها الأفذاذ وشيخاً مباركاً من أبنائها . ينظر: مجلة الرباط العدد 29 سنة 1430هـ .




      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 1:08 am