[color=green]بين يدي تفسير المعوذتين
إن سورتي الفلق والناس جمعتا الاستعاذة من جميع الشرور الظاهرة والخفية ، فإن سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من شرور القوى المنظورة والخفية مما لا يملك الإنسان دفعه ولا حيلة له فيه ، فهي استعاذة من الشر الواقع عليه من غيره .
وأما سورة الناس فهي استعاذة من ظلم الإنسان لنفسه ولغيره وهو الشر الذي توسوس به نفسه ، فهو الشر الصادر من الداخل .
فالشر في سورة الفلق مما لا دخل تخت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه وهو غير محاسب عليه .
وأما الشر في سورة الناس فهو مما يدخل تحت التكليف ومتعلق به النهي ، وهو مما يحاسب عليه المرء .
جاء في ( التفسير القيم ): ((الشر الذي يصيب العبد لا يخلوا عن قسمين : إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه ، ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها وهو أعظم الشرين وأدومهما وأشدهما اتصالاً بصاحبه .
وإما شر واقع به من غيره ، وذلك الغير إما مكلف أو غير مكلف ، والمكلف إما نظيره وهو الإنسان أو ليس نظيره وهو الجني ، وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمة وغيرها .
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ واجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما )) .
وجاء فيه أيضاً إن سورة الناس (( مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة .
فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج .
وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل .
فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه . والشر الثاني في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي فهذا شر المعايب والأول شر المصائب . والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما )) .
فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من شرور إذا وقعت على المسلم المحتسب دخلت في صحيفة حسناته لأنها من المصائب الواقعة عليه وهو يؤجر عليها حتى الشوكة يشاكها .
وسورة الناس تضمنت الاستعاذة مما يدخل في صحيفة سيئاته فجمعت هاتان السورتان كمال الاستعاذة .
ينظر : على طريق التفسير البياني د. فاضل السامرائي من ج1 ص 23- 24 .[/color]
إن سورتي الفلق والناس جمعتا الاستعاذة من جميع الشرور الظاهرة والخفية ، فإن سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من شرور القوى المنظورة والخفية مما لا يملك الإنسان دفعه ولا حيلة له فيه ، فهي استعاذة من الشر الواقع عليه من غيره .
وأما سورة الناس فهي استعاذة من ظلم الإنسان لنفسه ولغيره وهو الشر الذي توسوس به نفسه ، فهو الشر الصادر من الداخل .
فالشر في سورة الفلق مما لا دخل تخت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه وهو غير محاسب عليه .
وأما الشر في سورة الناس فهو مما يدخل تحت التكليف ومتعلق به النهي ، وهو مما يحاسب عليه المرء .
جاء في ( التفسير القيم ): ((الشر الذي يصيب العبد لا يخلوا عن قسمين : إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه ، ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها وهو أعظم الشرين وأدومهما وأشدهما اتصالاً بصاحبه .
وإما شر واقع به من غيره ، وذلك الغير إما مكلف أو غير مكلف ، والمكلف إما نظيره وهو الإنسان أو ليس نظيره وهو الجني ، وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمة وغيرها .
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ واجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما )) .
وجاء فيه أيضاً إن سورة الناس (( مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة .
فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج .
وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل .
فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه . والشر الثاني في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي فهذا شر المعايب والأول شر المصائب . والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما )) .
فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من شرور إذا وقعت على المسلم المحتسب دخلت في صحيفة حسناته لأنها من المصائب الواقعة عليه وهو يؤجر عليها حتى الشوكة يشاكها .
وسورة الناس تضمنت الاستعاذة مما يدخل في صحيفة سيئاته فجمعت هاتان السورتان كمال الاستعاذة .
ينظر : على طريق التفسير البياني د. فاضل السامرائي من ج1 ص 23- 24 .[/color]