علماء قدموا إلى الموصل من الكرد ومن كردستان
أبو عبدالله الشمري
الموصل بلد الحضارة والعلم والأدب والعلماء اشتهرت فيها دور العلم المزدانة بأسماء العلماء الأفذاذ ، شامخين بعلومهم العقلية والنقلية منذ وصول الإسلام إليها ، فبرزت مدارس الحديث والفقه فيها وازدادت حلقات التلاوة والتجويد وعلم النحو والصرف والبلاغة والخطابة والتصوف، وتوافد عليها طلاب العلم والعلماء من كل مكان ، وتوارث ذلك العلم رجال كابر عن كابر حتى وصل إلينا بهيئته القشيبة الجميلة وذلك من خلال منح الإجازات العلمية للتلاميذ البررة المؤهلين لذلك ، وهم شيوخ في العلم تتلمذوا على يد علماء شيوخ أجلاء في العلوم العقلية والنقلية .
هذا هو محور الإصدار الجديد للأستاذ جاسم عبد شلال والموسوم (علماء قدموا إلى الموصل من الكرد ومن كردستان ) الذي يؤرخ من خلاله لحشد كبير من العلماء الأكراد وغيرهم من القوميات الأخرى ممن قدموا إلى مدينة الموصل لطلب العلم أو الاستشفاء أو التدريس فيها ، وقد اتبع المنهج العلمي في التتبع واقتفاء أثر العلماء المجازين في عموم المحافظة ، واشتمل تراجم معظمهم أو غالبتهم التي غابت من كتب وإثبات تراجمهم وقد قسمه إلى جزأين الجزء الأول من القرن الهجري الأول والجزء الثاني من بداية القرن العشرين وقد بلغ عدد تراجمهم ( 244) شخصية علمية اشتهرت بالعلم وهذا العمل يحسب له ولمدينة الموصل التي لم تكن يوماً إلا معطاءة بعيدة كل البعد عن أنواع التعصب القومي أو العرقي أو الطائفي فكانت لهم أمُاً مشفقة على مدى تاريخها الزاخر بالتاريخ العبق .