[b][color=red]كافل اليتيم
بِسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ...
تعريف اليتيم: هو من فقد أباه قبل أن بلغ زال عنه أسم اليتيم وان كان يصح إطلاقه عليه مجازاً باعتبار ما كان ولذا كانوا يسمون النبي وهو كبير يتيم أبي طالب لأنه هو الذي رباه بعد موت أبيه . روى أبو داود عنه لا يُتم بعد البلوغ .
العجي: هو الذي فقد والدته فقط .
اللطيم:هو الذي فقد والديه معاً .
تعريف كافل اليتيم: هو القائم بأموره من نفقه وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه فضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أومن مال اليتيم بولاية شرعية له أو غيرة .
فضل الاحسان الى اليتيم
1- إزالة قسوة القلب وقضاء الحوائج :
قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه : أوصني بوصية قال : ارحم اليتيم وأدنه منك وأطمعه من طعامك فاني سمعت رسول الله أتاه رجل يشتكي قلبه فقال رسول الله : إن أردت أن يلين قلبك فادن اليتيم منك وامسح رأسه وأطعمة من طعامك فان ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك . صحيح الجامع .
2- قهر الشيطان وطرده من البيت :
فعن أبي موسى عن النبي قال : ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرر قصعتهم شيطان رواه الطبراني بسند حسن .
3- نيل ثواب المجاهد والصائم والقائم :
ولقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال : ( الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله ) قال الراوي أحسبه قال : ( وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر ) والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى .
4- مرافقة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الجنة :
ورد في البخاري أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) وفي صحيح مسلم عنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى ، روى أبو داود عن عوف بن مالك الاشجعي قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :( أنا وامرأة سعفاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأومأ بالوسطى والسبابة امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى باتوا أو ماتوا ) . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا الله كان له بكل شعره مرة عليه يده حسنة ومن أحسن إلى اليتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو هكذا في الجنة وأشار بالوسطى والسبابة ) .
خطر الإضرار باليتيم :
قال تعالى : أنّّ الَّذيِنَ يأْكُلُونَ أَمْوَالّ الْيَتَامَى ظُلْماً إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُنِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلّوْنَ سَعِيراً (النساء : من الآية 10 ) وقال تعالى : وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يّبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَْدِ إِنَّ الْعهدَ كَانَ مَسْؤُولاً (الإسراء : الآية 34)
وورد في الأثر: إياكم ودمعة اليتم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام ولهذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): خير البيوت بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر البيوت فيه يتيم يساء إليه وأحب عباد الله إلى الله تعالى من اصطنع صنعاً إلى يتيم وأرملة .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( اجتبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله ما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) .
صور من أحوال الصالحين مع الأيتام :
كان اليتيم في وسط السلف الصالح لا يشعر باليتم بل كان يعيش في وسعة أحياناً في سعة لم يجدها في ظل أبيه وهذه بعض أحوالهم الدالة على ذلك .
عن مطر الوراق عن جابر بن زيد قال : ( لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين إليَّ من حجة بعد حجة الإسلام ) .
قيل لبشر أن فلان الغني الصوم والصلاة فقال المسكين ترك حاله ودخل في حالح غيره وإنما حال هذا الطعام للجياع والإنفاق على المساكين فهذا أفضل له من تجويعه نفسه ومن صلاته لنفسه من جمعة للدنيا ومنعه للفقراء .
فأين هذه الأخلاق اليوم أن جماهير غفيرة من أغنياء اليوم تشد الرحال كل عام إلى بلد الله الحرام للعمرة وتنفق الآلاف من الدولارات هدايا للمهنئين وجارهم الملاصق يتضور جوعاً ويتيمهم القريب لا يجد لقمة تسد جوعه ولا ثوباً يواري عوراته ولا حتى علاجاً يسكن الأمة أين الرحمة أيها الناس وأين الإحسان ألا يسمع هؤلاء قول نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ( خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر ) صحيح الجامع .
أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا داود كن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج الشفيق وأعلم كما تزرع كذا تحصد : معناه أنك كما يفعل معك أي لا بد أن يموت ويبقى لك ولد يتيم أو امرأة أرملة وقال داود عليه السلام في مناجاته : إلهي ما جزاء م أسند اليتيم والأرملة ابتغاء وجهه ؟ قال : جزاؤه أن أظله في ظلي يوم لا ضل إلا ظلي معناه ظل عرشي يوم القيامة .
أخي المسلم هذه أخلاق سلفنا فما أحوجنا إلى هذا التراحم وما أحوجنا إلى مجاهدة أنفسنا للتعود بسط الكف بالعطاء أخي أن السخاء طريق الفلاح أقرأ قوله تعالى ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) (الحشر : من الآية 9).
وروى الترمذي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال ( السخي قريب من الجنة قرب من الناس بعيد النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب إلى الله عز وجل من عابد بخيل ) . فحرك نعم الله عندك , امسح بها دموع اليتامى وخفف بها الحمل عن الأرامل , امسح به الآلام وجدد بها الآمال واعلم أن البر لا يبلى وفقني الله تعالى وإياك لصالح الأعمال ابتغاء وجهه تعالى بمنه وكرمه انه جواد كريم رؤوف رحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . [/color][b][/b]
بِسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ...
تعريف اليتيم: هو من فقد أباه قبل أن بلغ زال عنه أسم اليتيم وان كان يصح إطلاقه عليه مجازاً باعتبار ما كان ولذا كانوا يسمون النبي وهو كبير يتيم أبي طالب لأنه هو الذي رباه بعد موت أبيه . روى أبو داود عنه لا يُتم بعد البلوغ .
العجي: هو الذي فقد والدته فقط .
اللطيم:هو الذي فقد والديه معاً .
تعريف كافل اليتيم: هو القائم بأموره من نفقه وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه فضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أومن مال اليتيم بولاية شرعية له أو غيرة .
فضل الاحسان الى اليتيم
1- إزالة قسوة القلب وقضاء الحوائج :
قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه : أوصني بوصية قال : ارحم اليتيم وأدنه منك وأطمعه من طعامك فاني سمعت رسول الله أتاه رجل يشتكي قلبه فقال رسول الله : إن أردت أن يلين قلبك فادن اليتيم منك وامسح رأسه وأطعمة من طعامك فان ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك . صحيح الجامع .
2- قهر الشيطان وطرده من البيت :
فعن أبي موسى عن النبي قال : ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرر قصعتهم شيطان رواه الطبراني بسند حسن .
3- نيل ثواب المجاهد والصائم والقائم :
ولقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال : ( الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله ) قال الراوي أحسبه قال : ( وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر ) والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى .
4- مرافقة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الجنة :
ورد في البخاري أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) وفي صحيح مسلم عنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى ، روى أبو داود عن عوف بن مالك الاشجعي قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :( أنا وامرأة سعفاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأومأ بالوسطى والسبابة امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى باتوا أو ماتوا ) . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا الله كان له بكل شعره مرة عليه يده حسنة ومن أحسن إلى اليتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو هكذا في الجنة وأشار بالوسطى والسبابة ) .
خطر الإضرار باليتيم :
قال تعالى : أنّّ الَّذيِنَ يأْكُلُونَ أَمْوَالّ الْيَتَامَى ظُلْماً إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُنِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلّوْنَ سَعِيراً (النساء : من الآية 10 ) وقال تعالى : وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يّبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَْدِ إِنَّ الْعهدَ كَانَ مَسْؤُولاً (الإسراء : الآية 34)
وورد في الأثر: إياكم ودمعة اليتم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام ولهذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): خير البيوت بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر البيوت فيه يتيم يساء إليه وأحب عباد الله إلى الله تعالى من اصطنع صنعاً إلى يتيم وأرملة .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( اجتبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله ما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) .
صور من أحوال الصالحين مع الأيتام :
كان اليتيم في وسط السلف الصالح لا يشعر باليتم بل كان يعيش في وسعة أحياناً في سعة لم يجدها في ظل أبيه وهذه بعض أحوالهم الدالة على ذلك .
عن مطر الوراق عن جابر بن زيد قال : ( لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين إليَّ من حجة بعد حجة الإسلام ) .
قيل لبشر أن فلان الغني الصوم والصلاة فقال المسكين ترك حاله ودخل في حالح غيره وإنما حال هذا الطعام للجياع والإنفاق على المساكين فهذا أفضل له من تجويعه نفسه ومن صلاته لنفسه من جمعة للدنيا ومنعه للفقراء .
فأين هذه الأخلاق اليوم أن جماهير غفيرة من أغنياء اليوم تشد الرحال كل عام إلى بلد الله الحرام للعمرة وتنفق الآلاف من الدولارات هدايا للمهنئين وجارهم الملاصق يتضور جوعاً ويتيمهم القريب لا يجد لقمة تسد جوعه ولا ثوباً يواري عوراته ولا حتى علاجاً يسكن الأمة أين الرحمة أيها الناس وأين الإحسان ألا يسمع هؤلاء قول نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ( خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر ) صحيح الجامع .
أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا داود كن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج الشفيق وأعلم كما تزرع كذا تحصد : معناه أنك كما يفعل معك أي لا بد أن يموت ويبقى لك ولد يتيم أو امرأة أرملة وقال داود عليه السلام في مناجاته : إلهي ما جزاء م أسند اليتيم والأرملة ابتغاء وجهه ؟ قال : جزاؤه أن أظله في ظلي يوم لا ضل إلا ظلي معناه ظل عرشي يوم القيامة .
أخي المسلم هذه أخلاق سلفنا فما أحوجنا إلى هذا التراحم وما أحوجنا إلى مجاهدة أنفسنا للتعود بسط الكف بالعطاء أخي أن السخاء طريق الفلاح أقرأ قوله تعالى ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) (الحشر : من الآية 9).
وروى الترمذي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال ( السخي قريب من الجنة قرب من الناس بعيد النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب إلى الله عز وجل من عابد بخيل ) . فحرك نعم الله عندك , امسح بها دموع اليتامى وخفف بها الحمل عن الأرامل , امسح به الآلام وجدد بها الآمال واعلم أن البر لا يبلى وفقني الله تعالى وإياك لصالح الأعمال ابتغاء وجهه تعالى بمنه وكرمه انه جواد كريم رؤوف رحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . [/color][b][/b]