بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة بنت رسول الله
الخطبة الأولى
فلنعش اليوم نماذج من حياة هذه المرأة الكريمة العظيمة سيدة نساء هذه الأمة وريحانة رسول الله إنها ابنة أكرم الخلق وسيد ولد آدم رسول الله وأحب بناته وأهله إليه، كان إذا رجع من سفر أو غزا بدأ بالمسجد ثم صلى فيه ثم أتى ببيت فاطمة فسلّم عليها ثم يأتي أزواجه فهذه الابنة الكريمة ابنة أكرم الخلق الذي أخبر الصادق الأمين أنها سيدة نساء هذه الأمة كيف عاشت حياتها؟
أعاشت حياتها مثل حياة بنات الجبابرة والقياصرة؟ أم عاشت حياتها مثل بنات المترفين ترفل في حلل النعيم بالترف؟
اسمعوا يا آباء واسمعن يا أمهات واسمعن يا بنات هذه الأمة اسمعن كيف زُوجت سيدتكن وانقشن قصتها في قلوبكن لعلكم جميعًا تذكرونها كلما نفخ الشيطان في ثيابكم بأوهام الخيلاء الكاذبة والفخر الزائف، حتى جعلتم بخيلائكم وفخركم جعلتم الحلال عسيرًا بينما شياطين الإنس والجن قد جعلوا الحرام مبذولاً يسيرًا في زمان الفتنة هذا وفساد الزمن.
روى الإمام أحمد في مسنده أن عليًا رضي الله عنه لما خطب فاطمة من رسول الله قال له رسول الله : ((وهل عندك من شيء؟)).
قال: لا يا رسول الله، قال: ((وما فعلت درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟)).
فقال علي: هي عندي. فقال: ((فأعطها إياها)).
لقد نسي علىّ تلك الدرع فلم يعبأ بها عندما سأله رسول الله هل عنده من شيء؟ لأن تلك الدرع لم تكن تساوي شيئًا يُذكر، كانت درعاً صغيرة من شر الدروع فلم يتذكرها علىّ رضي الله عنه ومع ذلك كانت كافية لتكون مهرًا لسيدة نساء هذه الأمة. وكان علىّ فقيرًا معدمًا، ولم يكن يملك من زينة هذه الدنيا وبهارجها شيئًا فأولم أتدرون ما كانت وليمته؟
آصع من شعير وتمر وحيس فلما رأى ذلك حمزة سيد الشهداء نحر ناقتين في وليمة علىّ رضي الله عنه. أتدرون ما جهز سيد الخلق ابنته سيدة نساء هذه الأمة؟ جهزها بخميلة أي ثوب واحد من قطيفة وقربة ووسادة من أدم - من جلد - حشوها ليف وفي رواية أنه زاد على ذلك رحى.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها ومناقبها غزيرة وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال :"والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها" فترك علي الخطبة رعاية لها فما تزوج عليها ولا تسرى فلما توفيت تزوج وتسرى رضي الله عنهما.
قال علي، رضي الله تعالى عنه: بتنا ليلة بغير عشاء، فأصبحت فخرجت ثم رجعت إلى فاطمة، عليها السلام، وهي محزونة، فقلت: ما لك؟ فقالت: لم نتعش البارحة ولم نتغد اليوم وليس عندنا عشاء، فخرجت فالتمست فأصبت ما اشتريت طعاماً ولحماً بدرهم، ثم أتيتها به فخبزت وطبخت، فلما فرغت من إنضاج القدر قالت: لو أتيت أبي فدعوته، فأتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع في المسجد وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً! فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، عندنا طعام فهلم! فتوكأ علي حتى دخل والقدر تفور، فقال: اغرفي لعائشة، فغرفت في صحفة، ثم قال: اغرفي لحفصة، فغرفت في صحفة حتى غرفت لجميع نسائه التسع، ثم قال: اغرفي لأبيك وزوجك، فغرفت، فقال: اغرفي فكلي، فغرفت ثم رفعت القدر وإنها لتفيض فأكلنا منها ما شاء الله، الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، 187
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ بِلَالًا بَطَّأَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَبَسَكَ فَقَالَ مَرَرْتُ بِفَاطِمَةَ وَهِيَ تَطْحَنُ وَالصَّبِيُّ يَبْكِي فَقُلْتُ لَهَا إِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الرَّحَا وَكَفَيْتِنِي الصَّبِيَّ وَإِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الصَّبِيَّ وَكَفَيْتِنِي الرَّحَا فَقَالَتْ أَنَا أَرْفَقُ بِابْنِي مِنْكَ فَذَاكَ حَبَسَنِي قَالَ فَرَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ ، رواه احمد برقم (12524)
قَالَ عَلِىٌّ رضى الله عنه لأصحابه أَلاَ أُحَدِّثُكَ عَنِّى وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَتْ مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ قُلْتُ بَلَى. قَالَ إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِى يَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِى نَحْرِهَا وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا فَأَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- خَدَمٌ فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا فَأَتَتْهُ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدَّاثًا فَرَجَعَتْ فَأَتَاهَا مِنَ الْغَدِ فَقَالَ « مَا كَانَ حَاجَتُكِ ». فَسَكَتَتْ فَقُلْتُ أَنَا أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِى يَدِهَا وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِى نَحْرِهَا فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِىَ فِيهِ. قَالَ « اتَّقِى اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّى فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِى عَمَلَ أَهْلِكِ فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَسَبِّحِى ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَاحْمَدِى ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبِّرِى أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَهِىَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ ». قَالَتْ رَضِيتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَنْ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم-.
عن أبي أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثه قال : جاءت بنت هبيرة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يدها فتخ فقال كذا في كتاب أبي أي خواتيم ضخام فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يضرب يدها فدخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزعت فاطمة سلسلة في عنقها من ذهب وقالت هذه أهداها إليَّ أبو الحسن فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم والسلسلة في يدها فقال يا فاطمة لا يغرك أن يقول الناس ابنة رسول الله ، وفي يدها سلسلة من نار ثم خرج ولم يقعد فأرسلت فاطمة بالسلسلة إلى السوق فباعتها واشترت بثمنها غلاما وقال مرة عبدا وذكر كلمة معناها فأعتقته فحدث بذلك فقال الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار ، سنن النسائي قال الشيخ الألباني : صحيح
دخل علي رضي الله تعالى عنه على فاطمة رضي الله عنها فراها تستاك بعود الأركا فأخذه من يدها وخاطبه قائلا ً:
هنيت ياعود الأراك بثغرها
ما خفت ياعود الأراك أراكا
لوكنت من أصحاب الحجا لقتلتك
ما نجى مني ياسواك سواكا
عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس :"إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها" قالت:" يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟" فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ،فقالت فاطمة:" ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي" فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم.
الخطبة الثانية
باب: فَضْل صيام يوم عاشوراء
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.(1130/128)
وفي حديث آخر : قال: ( لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع )
عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صوم عاشوراء كفارة سنة و صوم عرفة سنة قبله و سنة بعده .
فاطمة بنت رسول الله
الخطبة الأولى
فلنعش اليوم نماذج من حياة هذه المرأة الكريمة العظيمة سيدة نساء هذه الأمة وريحانة رسول الله إنها ابنة أكرم الخلق وسيد ولد آدم رسول الله وأحب بناته وأهله إليه، كان إذا رجع من سفر أو غزا بدأ بالمسجد ثم صلى فيه ثم أتى ببيت فاطمة فسلّم عليها ثم يأتي أزواجه فهذه الابنة الكريمة ابنة أكرم الخلق الذي أخبر الصادق الأمين أنها سيدة نساء هذه الأمة كيف عاشت حياتها؟
أعاشت حياتها مثل حياة بنات الجبابرة والقياصرة؟ أم عاشت حياتها مثل بنات المترفين ترفل في حلل النعيم بالترف؟
اسمعوا يا آباء واسمعن يا أمهات واسمعن يا بنات هذه الأمة اسمعن كيف زُوجت سيدتكن وانقشن قصتها في قلوبكن لعلكم جميعًا تذكرونها كلما نفخ الشيطان في ثيابكم بأوهام الخيلاء الكاذبة والفخر الزائف، حتى جعلتم بخيلائكم وفخركم جعلتم الحلال عسيرًا بينما شياطين الإنس والجن قد جعلوا الحرام مبذولاً يسيرًا في زمان الفتنة هذا وفساد الزمن.
روى الإمام أحمد في مسنده أن عليًا رضي الله عنه لما خطب فاطمة من رسول الله قال له رسول الله : ((وهل عندك من شيء؟)).
قال: لا يا رسول الله، قال: ((وما فعلت درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟)).
فقال علي: هي عندي. فقال: ((فأعطها إياها)).
لقد نسي علىّ تلك الدرع فلم يعبأ بها عندما سأله رسول الله هل عنده من شيء؟ لأن تلك الدرع لم تكن تساوي شيئًا يُذكر، كانت درعاً صغيرة من شر الدروع فلم يتذكرها علىّ رضي الله عنه ومع ذلك كانت كافية لتكون مهرًا لسيدة نساء هذه الأمة. وكان علىّ فقيرًا معدمًا، ولم يكن يملك من زينة هذه الدنيا وبهارجها شيئًا فأولم أتدرون ما كانت وليمته؟
آصع من شعير وتمر وحيس فلما رأى ذلك حمزة سيد الشهداء نحر ناقتين في وليمة علىّ رضي الله عنه. أتدرون ما جهز سيد الخلق ابنته سيدة نساء هذه الأمة؟ جهزها بخميلة أي ثوب واحد من قطيفة وقربة ووسادة من أدم - من جلد - حشوها ليف وفي رواية أنه زاد على ذلك رحى.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها ومناقبها غزيرة وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال :"والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها" فترك علي الخطبة رعاية لها فما تزوج عليها ولا تسرى فلما توفيت تزوج وتسرى رضي الله عنهما.
قال علي، رضي الله تعالى عنه: بتنا ليلة بغير عشاء، فأصبحت فخرجت ثم رجعت إلى فاطمة، عليها السلام، وهي محزونة، فقلت: ما لك؟ فقالت: لم نتعش البارحة ولم نتغد اليوم وليس عندنا عشاء، فخرجت فالتمست فأصبت ما اشتريت طعاماً ولحماً بدرهم، ثم أتيتها به فخبزت وطبخت، فلما فرغت من إنضاج القدر قالت: لو أتيت أبي فدعوته، فأتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع في المسجد وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً! فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، عندنا طعام فهلم! فتوكأ علي حتى دخل والقدر تفور، فقال: اغرفي لعائشة، فغرفت في صحفة، ثم قال: اغرفي لحفصة، فغرفت في صحفة حتى غرفت لجميع نسائه التسع، ثم قال: اغرفي لأبيك وزوجك، فغرفت، فقال: اغرفي فكلي، فغرفت ثم رفعت القدر وإنها لتفيض فأكلنا منها ما شاء الله، الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، 187
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ بِلَالًا بَطَّأَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَبَسَكَ فَقَالَ مَرَرْتُ بِفَاطِمَةَ وَهِيَ تَطْحَنُ وَالصَّبِيُّ يَبْكِي فَقُلْتُ لَهَا إِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الرَّحَا وَكَفَيْتِنِي الصَّبِيَّ وَإِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الصَّبِيَّ وَكَفَيْتِنِي الرَّحَا فَقَالَتْ أَنَا أَرْفَقُ بِابْنِي مِنْكَ فَذَاكَ حَبَسَنِي قَالَ فَرَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ ، رواه احمد برقم (12524)
قَالَ عَلِىٌّ رضى الله عنه لأصحابه أَلاَ أُحَدِّثُكَ عَنِّى وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَتْ مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ قُلْتُ بَلَى. قَالَ إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِى يَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِى نَحْرِهَا وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا فَأَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- خَدَمٌ فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا فَأَتَتْهُ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدَّاثًا فَرَجَعَتْ فَأَتَاهَا مِنَ الْغَدِ فَقَالَ « مَا كَانَ حَاجَتُكِ ». فَسَكَتَتْ فَقُلْتُ أَنَا أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِى يَدِهَا وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِى نَحْرِهَا فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِىَ فِيهِ. قَالَ « اتَّقِى اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّى فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِى عَمَلَ أَهْلِكِ فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَسَبِّحِى ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَاحْمَدِى ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبِّرِى أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَهِىَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ ». قَالَتْ رَضِيتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَنْ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم-.
عن أبي أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثه قال : جاءت بنت هبيرة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يدها فتخ فقال كذا في كتاب أبي أي خواتيم ضخام فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يضرب يدها فدخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزعت فاطمة سلسلة في عنقها من ذهب وقالت هذه أهداها إليَّ أبو الحسن فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم والسلسلة في يدها فقال يا فاطمة لا يغرك أن يقول الناس ابنة رسول الله ، وفي يدها سلسلة من نار ثم خرج ولم يقعد فأرسلت فاطمة بالسلسلة إلى السوق فباعتها واشترت بثمنها غلاما وقال مرة عبدا وذكر كلمة معناها فأعتقته فحدث بذلك فقال الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار ، سنن النسائي قال الشيخ الألباني : صحيح
دخل علي رضي الله تعالى عنه على فاطمة رضي الله عنها فراها تستاك بعود الأركا فأخذه من يدها وخاطبه قائلا ً:
هنيت ياعود الأراك بثغرها
ما خفت ياعود الأراك أراكا
لوكنت من أصحاب الحجا لقتلتك
ما نجى مني ياسواك سواكا
عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس :"إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها" قالت:" يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟" فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ،فقالت فاطمة:" ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي" فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم.
الخطبة الثانية
باب: فَضْل صيام يوم عاشوراء
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.(1130/128)
وفي حديث آخر : قال: ( لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع )
عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صوم عاشوراء كفارة سنة و صوم عرفة سنة قبله و سنة بعده .