منتدى الحياة الموصلية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الحياة الموصلية

منتدى الحياة الموصلية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحياة الموصلية

منتدى ( ادبي - علمي - ثقافي - رياضي )


    حكايات من القرية : الرجل البكاء

    جاسم شلال
    جاسم شلال
    مشرف مساعد
    مشرف مساعد


    عدد المساهمات : 392
    نقاط : 1143
    تاريخ التسجيل : 27/09/2010
    العمر : 56

    حكايات من القرية : الرجل البكاء Empty حكايات من القرية : الرجل البكاء

    مُساهمة من طرف جاسم شلال الخميس نوفمبر 10, 2011 6:34 am

    الرجل البكاء
    مات زوجها وهي لازالت شابة ترك لها من الأولاد بنتان وولد واحد صغير السن كانت تحمله على ظهرها في ذهابه إلى الحقل وفي عودته منه حتى بعد أن أصبح بعمر ثلاث سنين , أدخلت الكتاب عند ملا القرية الحاج حسين رّحمه الله ليتلقى المبادئ الأولية في قراءة القرآن الكريم فلما ختمه عَمّت الفرحة أرجاء القرية وفرحت النسوة لفرحها وقامت بذبح خروف لتولم عليه وتدعو الكثيرين من أبناء القرية من وجهائها وعوامها ولما بلغ الست سنوات ادخلته المدرسة ليتفوق بها وينجح الأول على طلابها ولكنه لم يكمل دراسته المتوسطة وذلك لخوفها عليه في ذهابه وإيابه إلى المتوسطة في مركز الناحية .
    غرست في قلبه حُبّ الرسول وآل بيته الأطهار وحب الإسلام واولياء الله فتمسك بالشرع لتقوم بتوجيهه ورعايته وكانت تخاف عليه حتى من الريح الهابة فهو النور الذي تبصر به والهواء الذي تنتستنشقه وهو الأمل الذي من اجله تعيش , زوجته مبكرة بسن صغير جداً لينجب ولداً بكراً وعدداً من البنات ثم زوجت الثانية والثالثة لينجب أكثر من عشرة أولاده وتسع من البنات , كانت لديه مكتبة إسلامية عامرة في حين وكلما تجد في القرية كتاباً , فتح الله عليه ليكثر خيره وليعم ويصبح لديه سيارة وجرار زراعي , كان في أول دخوله البيت لايدخل على زوجته ولايُقبل ولداً حتى يُقبل رأسها ويخْطى بدعائها بعد أن تأخذ بسيل من القبلات على خديه وجبينه وكذلك يفعل في حال خروجه من البيت إلى المدينة أو إلى الحقل أو إلى شأن من شؤونه ليخطى بدعائها , ويخطى برضاها كَبُرَ سنها ورق عظمها وأصبحت عاجزة عن السير على قدميها ليقوم بحملها بين يديه , يدخلها إلى الداخل الغرفة ليضعها على فراشها ولا ينام في بيته حتى يودعها كأنه مفارق لها , ليشتهر بين الناس باسمها وليسمى فلان ابن فلانة .
    أسس مسجد قرب بيته خارج القرية سماه باسمه واسم أمه تقديراً منه واعتزازاً بهذه الأم التي أشرفت على تربيته ورعايته حق رعاية وحافظت عليه وعلى ذريته , ولم تدخر يوماً بالدعاء له وهي تناجيه ان يرزقه الله الذرية الطيبة الكثيرة دخل المسجد لصلاة الفجر وبعد الصلاة انصرف بعض اولاده من الصلاة وهو يرعى الغنم فقال : له لاتنصرف فلما اكمل الاذكار قال هل تجب ان يعتدي عليك أحداً أو أن تأخذ مالك أو عنمك قال لا قال لماذا ترعى في زرع غيرك ألم تقرا قول الله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))غرست في قلبه احترام الاخرين فحطي نه وهو في سن صغيره اصبح من وجهاء القرية وهو لم يتجاوز الثلاثين من العمر ويحسب من شيوخها وكبرائها من هذا الذي جعله انه أمه ـــ ؟
    - فقد ولده الاكبر في الحرب العراقية الايرانية فاصابه بانهيار كبر اخذ لايحسن بالسعادة ترى عيناه تسكبان الدمع حزنا واس على هذا الشاب الصغير من راهما ظن انه اخوه الاصغر وليس ابنه ترك القراءة امتاز بقرة القلب ما ذكرت امامه وتحدث عنه ترتيبه له الا تنسكب الدموع من عينه .
    في ايام الصيف يقوم بحملها على ظهره والصعود بهاإلى سطح الدار في اليلي وفي الصباح يقوم بانزالها واذا ارادت ان تذهب للحمام يقوم بحملها والذهاب اليه ليقوم باستحمامها وتمشيط شعرها ليقوم باطعامه الطعام ولما كبر سنها يقوم باطعامها البسكويت في البيت بدلاً عن الخبر .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 3:07 am