منتدى الحياة الموصلية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الحياة الموصلية

منتدى الحياة الموصلية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحياة الموصلية

منتدى ( ادبي - علمي - ثقافي - رياضي )


    المعلم مـتـّي عـبـد الـمـسـيـح

    جاسم شلال
    جاسم شلال
    مشرف مساعد
    مشرف مساعد


    عدد المساهمات : 392
    نقاط : 1143
    تاريخ التسجيل : 27/09/2010
    العمر : 56

    المعلم مـتـّي عـبـد الـمـسـيـح Empty المعلم مـتـّي عـبـد الـمـسـيـح

    مُساهمة من طرف جاسم شلال الأحد يناير 22, 2012 12:48 pm

    المعلم مـتـّي عـبـد الـمـسـيـح

    الاستاذ
    معن عبد القادر آل زكريا
    باحث و أكاديمي


    • ولد المعلم متي (أبو فواز) سنة 1929 في محلة خزرج من أطراف مدينة الموصل القديمة . أنهى دراسته الثانوية سنة 1947 في فرعها العلمي بمجموعٍ عالٍ أهّله للقبول في البعثة الدراسية خارج العراق والتخصص في هندسة السكك . إلا أنه – ولسوء الحظ – لم يجد من يكفله بعشرة آلاف دينار ... فطارت البعثة ...! ويومها آمن الشاب بالأمر الواقع واقتنع بالبديل في أن يدرس الطب في كلية طب بغداد . وسافر بالقطار مع عدته وذخيرته مما حمّلته به أمّه الموصلية وجدته العجوز لغرض المقابلة التي موعدها في اليوم التالي ، فتعطّل القطار قرب (تلول البق) ... فسقط حقه في كلية الطب لأنه لم يحضر المقابلة في الموعد المحدد ، وكان السبب هذه المرة (القطار) ... فعاد الطالب إلى أهله ملوماً محسورا ...
    وما يتذكره أبو فواز عن المدرسة الابتدائية أمر يثير الفرح والشجن في آن واحد لتناغم الأزمنة وذهاب الحلو من الأحداث . يقول أبو فواز : من حظي الطيب أنني درستُ في مدرسة مار توما ثم درّستُ فيها فيما بعد ... ثم صرت مديراً لها . أما في أيام التلمذة فتناوب علينا مديران مشهوران أولهما إبراهيم الخوري وكان أديباً مشهوراً ، وثانيهما شيت حاوا .
    أما من المعلمين القدماء فأذكر يحيى الحصيري وقاسم الجراح (أطال الله في عمره) الذي درّسني مادة التاريخ . أنهيتُ الدراسة الابتدائية سنة 1942 ، وداومتُ سنة واحدة في المدرسة المتوسطة الأهلية ومكانها في منطقة الساعة قرب (البواتر) وفي ظهر كنيسة الآباء الدومينيكان .
    وكان الدوام في الأهلية المتوسطة دوامين ، الأول صباحي ، والثاني بعد الظهر ، ونأخذ نفس منهج التدريس في المدارس الحكومية . وكان من أصدقائي الخلص في هذه المدرسة حنا رزوقي الصائغ الذي صار فيما بعد (مديراً عاماً للمحاسبات الحكومية في وزارة المالية) وكذلك فتح الله عبد النور الذي كان جده مقرّباً من العثمانيين ويحمل لقب (باشا) . ومن أحفاده ثابت عبد النور وعبد الأحد عبد النور الذي كان يدير في بيته مجلساً أسبوعياً للوجهاء والمثقفين والأدباء . وأذكر مرة أن المدير جمعنا في فناء المدرسة في أحد أيام الربيع من سنة 1947 ليخبرنا بوفاة عبد الأحد عبد النور ، وقد سمح للطلبة الأورثودوكس الذين يريدون الذهاب للمشاركة في التشييع أن يخرجوا دون غياب ، فخرج طلبة كثيرون وأنا منهم وانقطع الطريق .
    وبعد سنة انتقلتُ إلى مدرسة حكومية (المتوسطة الغربية) الذي كان مديرها يومئذٍ محمد حامد الطائي (الدكتور وأستاذ التاريخ فيما بعد) . ومن مدرّسيها يعقوب عيسكو والياس عسكر ومحمد السراج وإسماعيل حقي فرج (أبو عبد المنعم الشاعر إسماعيل الكبير) . وأذكر له بيتين من الشعر كان يرددهما أمامنا مراراً وخاصة في موسم الربيع فحفظناهما عنه . والحكاية في أساسها أن من عادة أهل الموصل المسلمين أن يشاركوا المسيحيين أعيادهم في الربيع فيخرجوا إلى البرية في عيدين مشهورين ، عيد مار كوركيس وعيد مار ميخائيل .
    يقول الشاعر إسماعيل الكبير في بيتي الشعر الشهيرين :
    إذا أردتَ أن تلقى السرور مجسماً
    فاجلس مليّاً عند " قضيب البان "

    وتجنّب " الدير " البعيد فإنه
    قد خُصّ هذا اليوم للنسوان

    أما ذكرياته عن دراسته في المدرسة الإعدادية فيقول : كان مديرنا عبد القادر جميل ومدرس الطبيعيات إبراهيم حسيب المفتي ومدرس الرياضيات نوري عزت العبيدي ، ودرّسنا أيضاً مجيد فتوحي شقيق يوسف فتوحي . ومن أصدقائي الخلّص في الدراسة الإعدادية المرحوم الشهيد الرئيس (النقيب) هاشم الدبوني الذي أُعدم إثر إخفاق حركة الشواف والذي بكيته بكاءً مرّاً ، كذا كان الضابط صبحي الطعان وأهله من منطقة خزرج من أصدقائي .
    ويكمل أبو فواز حديثه عن ذكرياته في المدرسة الإعدادية فيقول : زارنا سنة 1946 الملك فيصل الثاني ، وكان يومها طفلاً يصحبه خاله الوصي عبد الإله . وأذكر يومها ألقى الشاعر ذو النون شهاب قصيدة بالمناسبة عن المعلم وعن التعليم . وعن الطلبة ألقى الطالب شاذل طاقة قصيدة بمناسبة هذه الزيارة .
    وعن حياته الوظيفية يقول الأستاذ متي : ما بين إكمالي الدراسة الإعدادية سنة 1948 ، والتحاقي بالدورة التربوية سنة 1952 ... أربع سنوات قضيتها موظفاً في عين زالة . وأول تعيين لي كمعلم كان في (قرية بيبان) وأهلها من اليزيديين تقع بالقرب من ألقوش وعلى طريق باعذرا – الشيخان . وما أذكره عن أعمالي الإدارية التعليمية الأولى في هذه القرية ، أنني في أول أمري تعرفت على (الشيخ ميرزا) الأب الروحي للطائفة ويملك أطياناً وأراضٍ زراعية كثيرة . وحيث أنني لاحظتُ على التلاميذ الملتحقين بمدرستي ، وأغلبهم من كبار السن عوزهم إلى النظافة ، سواء في الشعر (طول الزلف) أو بنوع اللباس ونظافته وأمور أخرى .. لذا فقد خططتً للموضوع تخطيطاً جيداً ، حيث أنني أتفقتُ و (الشيخ ميرزا) إذ وعدته أنني سأحصل له على محاضرات في الدروس الدينية من المعارف بأجرة قدرها (ربع دينار) للمحاضرة الواحدة ، بشرط أن يساعدني على ترويض التلاميذ من ناحية الزي الخارجي والملبس والمظهر . وعندما طرحتُ الموضوع على مدير المعارف ، رحّب بالمشروع أيما ترحيب ... بحيث أن الإصلاحات التي قمنا بها أثمرت كاملة بعد سنة واحدة لا غير ، وفازت مدرستنا بالمرتبة الثانية على قضاء الشيخان . لقد تقاضيتُ أول راتب وقدره عشرون ديناراً إلا ربع . وبعدها انتقلت إلى عقرة فبقيت فيها مدة غير قصيرة ، وأذكر في هذه المناسبة أنني درّستُ شخصين عزيزين عليَّ من أولاد الوجهاء الأكراد ، تسنّما فيما بعد منصبين مهمين في الدولة ، أما الأول فهو أرشد الزيباري الذي صار وزيراً والثاني نامق السورجي الذي صار محافظاً لمدينة دهوك .
    وبمناسبة الذكرى الثالثة لتأميم النفط سنة 1974 ، قدّمت مدرستنا (الغسانية الابتدائية في مدينة الموصل) أوبريت (و غنـّى الشعب) وكان عدد المشاركين في الأوبريت 107 تلميذ وتلميذة يظهرون مرة واحدة على المسرح ، فنجحت نجاحاً باهراً وفازت مدرستنا بالمرتبة الأولى على القطر . خدمت في التعليم 30 سنة وفوقها أربعاً موظفاً في عين زالة . توفي الأستاذ متي في 5 تموز 2008



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:12 pm