بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ,والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : أيها الآباء الكرام اكتب اليكم هذه الرسالة انطلاقاً من قوله تعالى : ( َوَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ومن قوله (صلى الله عليه وسلم) : (( اذا احببت اخاك فاخبره انك تحبه )) ومن قوله : (( الدين النصيحة )) .
لقد حباكم الله تعالى محبة وهيبة وقبولاً في قلوب ابنائكم وإخوانكم وعشيرتكم ومن عرفكم . وما ذلك إلا لإخلاصكم وصدق نيتكم وأريحية تعاملكم وقوتكم في الحق وحرصكم عليه . من هذا المنطلق وددت ان اذكركم ببعض الامور التي لا تخفى كليكم , حيث انكم تذكرونها وتعلمونها وتستشعرونها ولكن .... لحاجة في نفس يعقوب احببت الكتابة اليكم مذكراً وناصحاً ومحباً .
الأمر الأول : الذي اودُّ ان اذكركم به هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه اولادكم , فقد اصبح ثغره يجب ان تُسدَّ .. ويحتاج إلى رباطٍ وصبرٍ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) فاين نحن من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر ؟! اين واجبنا في انكار المنكرات التي لا اقول اصبحت في الشوارع ولكنا دخلت إلى بيوتنا , وإلى غرفنا الخاصة , وإلى عقولنا وعقول اولادنا وبناتنا ؟! واجبنا ان نامر اولادنا بالمعروف وننهاهم عن المنكر , ونبعدهم عنه , ونطهر بيوتنا من المنكرات , وألا نجلب لهم ما يؤدي إلى انحرافهم وفسادهم . واجبنا ان نبدل مما اعطانا الله من الوقت والجهد والنصيحة والتوجيه والإرشاد , وان نربي اولادنا على معاني الرجوله والهمة , ونجعل منهم رجالاً (لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ) . رجالاً (يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) .
الأمر الثاني : ان نحرص على تعليمهم اصول الإيمان ومبادئ العقيدة الصحيحة وان نعرفهم بربهم وخالقهم ورازقهم , وانه واحد لا شريك له , وليس معه إله ثان , وانه لا معبود بحق إلا الله , وان نحذرهم من الشرك واهله وصوره ونحول بينهم وبين كل ما يخدش عقيدتهم او يفسدها .
الأمر الثالث : ان نربي اولادنا على الطاعة .. ان نربيهم على على دين الله وعلى حفظ كتاب الله وحفظ احاديث رسوله (صلى الله عليه وسلم) . ونكون قدوة صالحة لهم .. فان الاب هو القدوة في طيب كلامه وحُسن معشره وبُعده عن الحرام .. قدوة بحكمته في كل الأمور .. قدوة باستشارته بينهم والصدق معهم ..
الأمر الرابع : ان نحثَّهم على الصلاة ومحرضهم عليها ونوقظهم لها , وندربهم عليها ومنذ الصغر , ونصحبهم معنا الى بيوت الله , امتثالاً لأمر الله تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه:132] ونعظم هذه الشعيرة العظيمة في قلوبهم .. فمن عظمها أحياها في قلبه , وأحياها في بيته , .. ونوصيهم بان ترك الصلاة محاربة لله .. وبتركها ينقطع عنهم مدد السماء , ويغضب عليهم من في السماء ومن في الأرض , ونعلمهم ان تارك الصلاة الذي لا يتعرف على بيت الله لا يؤاكل ولا يشارب , ولا يُجالس ولا يُرافق , ولا يُصدق ولا يُؤتمن , ولا يُغسل اذا مات ولا يصلى عليه , ولا يُقبر في مقابر المسلمين والعياذ بالله .
الأمر الخامس : ان نربطهم بالقران , ونحثهم على حفظه وقراءته وتلاوته وفهمه وتدبره وسماعه , وان نحرص على تعليمه لهم منذ الصغر , فهم اقدر على الحفظ لصفاء ذهنهم وتفرغ عقولهم , كما ان ارتباطهم بالقران منذ الصغر ادعى الى ان ينشئوا محبين له متعلقين به , مؤتمرين بأوامره , منتهين عن نواهيه , متخلقين بأخلاقه , سائرين على منهاجه .
الأمر السادس : ان نحول بينهم وبين الأسباب التي تؤدي إلى انحرافهم وضياعهم. فنجلب لهم ما ينفعهم , وندافع عنهم ما يضرهم , ونكون على ثقة بوعد الله ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) [العنكبوت : 69 ] .
واعلم أيها الأب الكريم : ان أهم ما يجب ان تحذر ابنك منه وتبعده عنه هم قرناء السوء , وأصدقاء الشر , فالوالد الذي يخالط قرناء السوء وخلطاء السوء لابد ان يتأثر بأخلاقهم , ويتعلم منهم الفساد , ويكتسب منهم أحط العادات وأقبح الأخلاق.
أيها الآباء : بعد هذا كله أذكركم ونفسي بالاحتساب في كل عمل تقوم به , وفي كل كلمة تقولونها او تكتبونها , وفي كل خطوة تخوطنها , احتسبوا عند الله كل صغيرة وكبيرة , وكل شاردة ووارة , وتحملوا مشاق التربية وصعوبة التوجيه , واعلموا إنكم أول من يكتوى بنار انحرافهم وعقوقهم ان اهملتهم تربيتهم , وفرطتم في حقهم .
* وأختم حديثي معكم : بهذه القصة لعل فيها عبرة لكل ابٍ يهمل اولاده , ويغفل عن تربيتهم . جاء رجل الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو اليه عقوق ابنه , فاحضر فأحضر عمر الوالد واخذ يانبه على عقوقه لابنه .
فقال الوالد : يا امير المؤمنين , اليس للوالد حقوق على ابيه ؟ قال : بلى . قال : فما هي يا امير المؤمنين ؟
قال عمر : ان ينتقي امه , ويحسن اسمه , ويعلمه الكتاب ـ اي القرآن .
فقال الوالد : يا امير المؤمنين , ا ن ابي لم يفعل شيئاً من ذلك , اما امي فانها زنجية كانت لمجوسي , وقد سمَّاني جُعلاً – اي خنفساء – ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً فالتفت عمر عمر على الرجل وقال له : جئت الي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل ان يعقك , واسات اليه قبل ان يسيئا إليك . فاستعينوا بالله ايها الاباء على تربية اولادكم , واطلبوا الهداية لهم منه , فهو وحده الهادي وهو وحده القادر على ذلك واسالوه الذرية الصالحة والحوا عليه بالدعاء (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) [الفرقان : 74] .
أسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم الذرية الصالحة , وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه , وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
ينظر: رسالة الى كل اب ، اعداد مشعل العتيبي ، دار الوطن ، الشارقة .
* * *
الحمد لله وحده ,والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : أيها الآباء الكرام اكتب اليكم هذه الرسالة انطلاقاً من قوله تعالى : ( َوَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ومن قوله (صلى الله عليه وسلم) : (( اذا احببت اخاك فاخبره انك تحبه )) ومن قوله : (( الدين النصيحة )) .
لقد حباكم الله تعالى محبة وهيبة وقبولاً في قلوب ابنائكم وإخوانكم وعشيرتكم ومن عرفكم . وما ذلك إلا لإخلاصكم وصدق نيتكم وأريحية تعاملكم وقوتكم في الحق وحرصكم عليه . من هذا المنطلق وددت ان اذكركم ببعض الامور التي لا تخفى كليكم , حيث انكم تذكرونها وتعلمونها وتستشعرونها ولكن .... لحاجة في نفس يعقوب احببت الكتابة اليكم مذكراً وناصحاً ومحباً .
الأمر الأول : الذي اودُّ ان اذكركم به هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه اولادكم , فقد اصبح ثغره يجب ان تُسدَّ .. ويحتاج إلى رباطٍ وصبرٍ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) فاين نحن من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر ؟! اين واجبنا في انكار المنكرات التي لا اقول اصبحت في الشوارع ولكنا دخلت إلى بيوتنا , وإلى غرفنا الخاصة , وإلى عقولنا وعقول اولادنا وبناتنا ؟! واجبنا ان نامر اولادنا بالمعروف وننهاهم عن المنكر , ونبعدهم عنه , ونطهر بيوتنا من المنكرات , وألا نجلب لهم ما يؤدي إلى انحرافهم وفسادهم . واجبنا ان نبدل مما اعطانا الله من الوقت والجهد والنصيحة والتوجيه والإرشاد , وان نربي اولادنا على معاني الرجوله والهمة , ونجعل منهم رجالاً (لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ) . رجالاً (يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) .
الأمر الثاني : ان نحرص على تعليمهم اصول الإيمان ومبادئ العقيدة الصحيحة وان نعرفهم بربهم وخالقهم ورازقهم , وانه واحد لا شريك له , وليس معه إله ثان , وانه لا معبود بحق إلا الله , وان نحذرهم من الشرك واهله وصوره ونحول بينهم وبين كل ما يخدش عقيدتهم او يفسدها .
الأمر الثالث : ان نربي اولادنا على الطاعة .. ان نربيهم على على دين الله وعلى حفظ كتاب الله وحفظ احاديث رسوله (صلى الله عليه وسلم) . ونكون قدوة صالحة لهم .. فان الاب هو القدوة في طيب كلامه وحُسن معشره وبُعده عن الحرام .. قدوة بحكمته في كل الأمور .. قدوة باستشارته بينهم والصدق معهم ..
الأمر الرابع : ان نحثَّهم على الصلاة ومحرضهم عليها ونوقظهم لها , وندربهم عليها ومنذ الصغر , ونصحبهم معنا الى بيوت الله , امتثالاً لأمر الله تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه:132] ونعظم هذه الشعيرة العظيمة في قلوبهم .. فمن عظمها أحياها في قلبه , وأحياها في بيته , .. ونوصيهم بان ترك الصلاة محاربة لله .. وبتركها ينقطع عنهم مدد السماء , ويغضب عليهم من في السماء ومن في الأرض , ونعلمهم ان تارك الصلاة الذي لا يتعرف على بيت الله لا يؤاكل ولا يشارب , ولا يُجالس ولا يُرافق , ولا يُصدق ولا يُؤتمن , ولا يُغسل اذا مات ولا يصلى عليه , ولا يُقبر في مقابر المسلمين والعياذ بالله .
الأمر الخامس : ان نربطهم بالقران , ونحثهم على حفظه وقراءته وتلاوته وفهمه وتدبره وسماعه , وان نحرص على تعليمه لهم منذ الصغر , فهم اقدر على الحفظ لصفاء ذهنهم وتفرغ عقولهم , كما ان ارتباطهم بالقران منذ الصغر ادعى الى ان ينشئوا محبين له متعلقين به , مؤتمرين بأوامره , منتهين عن نواهيه , متخلقين بأخلاقه , سائرين على منهاجه .
الأمر السادس : ان نحول بينهم وبين الأسباب التي تؤدي إلى انحرافهم وضياعهم. فنجلب لهم ما ينفعهم , وندافع عنهم ما يضرهم , ونكون على ثقة بوعد الله ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) [العنكبوت : 69 ] .
واعلم أيها الأب الكريم : ان أهم ما يجب ان تحذر ابنك منه وتبعده عنه هم قرناء السوء , وأصدقاء الشر , فالوالد الذي يخالط قرناء السوء وخلطاء السوء لابد ان يتأثر بأخلاقهم , ويتعلم منهم الفساد , ويكتسب منهم أحط العادات وأقبح الأخلاق.
أيها الآباء : بعد هذا كله أذكركم ونفسي بالاحتساب في كل عمل تقوم به , وفي كل كلمة تقولونها او تكتبونها , وفي كل خطوة تخوطنها , احتسبوا عند الله كل صغيرة وكبيرة , وكل شاردة ووارة , وتحملوا مشاق التربية وصعوبة التوجيه , واعلموا إنكم أول من يكتوى بنار انحرافهم وعقوقهم ان اهملتهم تربيتهم , وفرطتم في حقهم .
* وأختم حديثي معكم : بهذه القصة لعل فيها عبرة لكل ابٍ يهمل اولاده , ويغفل عن تربيتهم . جاء رجل الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو اليه عقوق ابنه , فاحضر فأحضر عمر الوالد واخذ يانبه على عقوقه لابنه .
فقال الوالد : يا امير المؤمنين , اليس للوالد حقوق على ابيه ؟ قال : بلى . قال : فما هي يا امير المؤمنين ؟
قال عمر : ان ينتقي امه , ويحسن اسمه , ويعلمه الكتاب ـ اي القرآن .
فقال الوالد : يا امير المؤمنين , ا ن ابي لم يفعل شيئاً من ذلك , اما امي فانها زنجية كانت لمجوسي , وقد سمَّاني جُعلاً – اي خنفساء – ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً فالتفت عمر عمر على الرجل وقال له : جئت الي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل ان يعقك , واسات اليه قبل ان يسيئا إليك . فاستعينوا بالله ايها الاباء على تربية اولادكم , واطلبوا الهداية لهم منه , فهو وحده الهادي وهو وحده القادر على ذلك واسالوه الذرية الصالحة والحوا عليه بالدعاء (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) [الفرقان : 74] .
أسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم الذرية الصالحة , وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه , وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
ينظر: رسالة الى كل اب ، اعداد مشعل العتيبي ، دار الوطن ، الشارقة .
* * *