الأسلحة النارية واَثارها
قبل الخوض في آثار الأسلحة النارية لابد من التعرف على الأسلحة النارية وطبيعتها وأنواعها.
السلاح
السلاح Weapon بالمفهوم العسكري هو أداة تستعمل أثناء القتال لتصفية أو شل الخصم أو العدو أو لتدمير ممتلكاته أو لتجريده من موارده. و يمكن أن يستعمل السلاح لغرض الدفاع, الهجوم, أو التهديد. وعدا هذا فأن الحياة اليومية تشهد إستخدام الكثير من الأسلحة الأخرى،ولذا فان تعبير السلاح على الصعيد العملي يمكن أن يطلق على كل ما يمكن أن يحدث ضررا مادياً. وبذلك تتفرع الأسلحة إلى عدة أنواع- من البسيطة، انطلاقا من الهراوة، إلى الصاروخ العابر للقارات..
أنواع الأسلحة النارية
الأسلحة النارية ومرادفها Ballistic هي في أبسط صورها نوعان رئيسيان تبعاً لخاصية التجويف السبطاني،وما إذا كان التجويف أملساً أو محلزناً، وهما:
1-أسلحة ملساء السبطانة Non-rifled
وهي أسلحة طويلة السبطانة أو الماسورة، مثل بنادق الصيد، ولا يوجد داخل السبطانة سدود وخدود.وتطلق هذه البنادق عدداً من القذائف الصغيرة، تسمى الرش Shots.وتستعمل عادة في الصيد او الحراسة.ويطلق على ذخيرتها إسم الخرطوشة، وهي عبارة عن ظرف مصنوع من البلاستيك أو الكرتون أو المعدن، ويوجد بداخله حاجز من اللباد يفصل بين البارود والرش.
2-أسلحة محلزنة السبطانة/ سبطانة مخشخشة Rifled
يحتوي التجويف الداخلي للسبطانة في هذه الأسلحة خدوداً وسدوداً( عدد الخدود = عدد السدود) كمجرى حلزوني لأعطاء طاقة كبيرة للمقذوف،وتتجه الى اليمين او الى اليسار.
وتطلق هذه الأسلحة قذائف مفردة، تسمى المقذوف الناري Bullet وتنقسم الى :
أ-أسلحة قصيرة السبطانة، طول السبطانة حوالي 12:1 بوصة، وتعرف بالمسدسات.وهي نوعان: مسدس أبو محالة(غير أوتوماتيكي) ومسدس ذو الإطلاق الذاتي( أوتوماتيكي).مقذوفاتها قصيرة غير مدببة.
ب-أسلحة طويلة السبطانة، طول السبطانة حوالي 3:2 قدم، كالبنادق العسكرية، والرشاشات. مقذوفاتها طويلة ومدببة.
وهكذا، فمن خلال المقذوف وشكله، يمكن التعرف على نوع السلاح الناري المستخدم في الجريمة، وفيما إذا كان سلاحاً أملساً او ذا سدوداً وخدوداً،سلاحاً قصيراً أو طويلاً.
مكونات الطلقة النارية
تتكون الطلقة النارية من:
1-الظرف: توجد بقاعدته كبسولة الإشتعال، ويحوي داخله البارود.
2- كبسولة الإشتعال:عبارة عن غلاف نحاسي دقيق،يوجد بقاعدة الظرف، به خليط من فلمنات الزئبق، ومسحوق الزجاج، وكلورات البوتاسيوم.فإذا طرقت أبرة الأطلاق الكبسولة فان إحتكاك مسحوق الزجاج بفلمنات الزئبق يولد شرارة يزداد توهجها بفعل الأوكسجين المتصاعد من كلورات البوتاسيوم، وتمتد هذه الشرارة المتوهجة الى البارود فيشتعل بدوره وتتصاعد منه غازات ولهب ودخان. اَثار السلاح تتشكل نتيجة الإطلاق على السطح الخارجي للظرف وعلى كبسولة الإشتعال.
3- البارود: يوجد داخل الظرف.وهناك نوعان من البارود، وهما:البارود الأسود والبارود الأبيض،أو عديم الدخان.
في الوقت الحاضر،قل إستخدام البارود الأسود بصورة كبيرة، وحل محله البارود الأبيض في جميع الأسلحة النارية، وهو يتكون من النيتروسليلوز والنيتروغلسرين.عندما يشتعل البارود يتصاعد منه الغاز.وينقسم الى قسمين:الأول – يسير مع المقذوف الناري، ويدفعه الى خارج السبطانة.والثاني- يدفع الظرف للخلف.وتتخلف اَثار البارود على كل من المجني عليه أو المصاب، وعلى مستخدم السلاح.
المقذوف الناري
في حالة الأسلحة الملساء: الرش.
في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود: الرصاصة " السهم أو العبرود" وتتشكل عليه اَثار السدود والخدود.
ما الذي يفكر به المحقق الجنائي في حالات الأصابات النارية ؟
في حالة الأصابات والجروح النارية،يقوم المحقق الجنائي بمهامه،بحثاً وتحرياً، سنأتي عليها بعد قليل، ويحتاج،في معظم الحلات الى مساعدة الطبيب العدلي،الذي يوجه له عدة أسئلة تدور في ذهنه ، ومنها :
1- هل الأصابة التي لدى المجني عليه حدثت من سلاح ناري؟
يمكن معرفة ذلك من خصائص الجروح النارية.
2- ما هي مسافة الإطلاق ؟
يمكن تحديد ذلك من علامات قرب الإطلاق واَثار المقذوفات الموجودة بالمجني عليه.
3- ما هو إتجاه، وزاوية الإطلاق، ووضع الجاني من المجني عليه ؟
يمكن معرفة ذلك عن طريق تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج، وتتبع مسار المقذوف بجسم المجني عليه.
4- ما هو نوع السلاح الناري الذي أحدث الأصابة ؟ وهل هو سلاح ناري واحد أو أكثر من سلاح ؟
لمعرفة نوع السلاح الناري، وهل هو أملس أو ذو سدوداً وخدوداً، طويل السبطانة، أم قصير السبطانة ،سلاح ناري واحد أو أثنين، يفحص شكل المقذوفات التي تستخرج من جسم المجني عليه، بالأضافة الى شكل الأصابة بالجسم.. فمثلاً:
أ- شكل المقذوف:
في حالة الأسلحة الملساء: رش.
في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود القصيرة: مقذوف ناري قصير، طرفه مدبب.
في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود الطويلة: مقذوف ناري طويل، طرفه مدبب.
ب-شكل الأصابة بالجسم:
الأسلحة الملساء:تحدث عدة فتحات دخول.
الأسلحة ذات السدود والخدود: تحدث فتحة دخول واحدة.
5- ما عدد المقذوفات التي أصابت المجني عليه ؟
يكون ذلك إما بعدد فتحات الدخول والخروج،أو عمل صور إشعاعية للجثة لتحديد أماكن المقذوفات، وعددها، ثم التشريح وإستخراجها.
6- هل الأصابة النارية جنائية أو إنتحارية أو عرضية ؟
إبداء الرأي حول كيفية حصول الإصابة النارية يكون بالمعاينة: فحص المجني عليه أو المشتبه فيهم، التحقيقات والتحريات.
7- هل الأصابة النارية هي سبب الوفاة ؟
يمكن الإجابة على ذلك من خلال تشريح الجثة.
8- هل الإصابة النارية حيوية أو غير حيوية ؟
يمكن الإجابة من خلال الفحص المجهري.
ولكي البحث والتحري الذي يقوم به المحقق الجنائي مجديا ومثمراً،و تكون أسئلته علمية وعملية، يجب ان يلم بما يلي: أنواع الأسلحة النارية، أجزاء الطلقة النارية، اَثار الإطلاق الناري، خواص الجروح النارية، علامات قرب الإطلاق، التفريق بين فتحة دخول وفتحة خروج الطلق الناري، والأهمية الفنية الجنائية للآثار الناجمة عن الأسلحة النارية.
الخصائص المميزة للإصابات والجروح النارية
للجروح والأصابات النارية صفات خاصة بها تميزها عن غيرها من الجروح والأصابات الأخرى.ولكن في بعض حالات الإطلاق الناري البعيد قد تتشابه الجروح النارية مع الجروح الوخزية،التي تحدث باًلات مدببة غير حادة.
عموماً، تتصبف الجروح النارية بالآتي:
1- وجود فقد في أنسجة او جوهر الجسم: بسبب السرعة الهائلة للمقذوف الناري،فيدفع أنسجة الجسم أمامه.
2- وجود فتحة دخول وفتحة خروج في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود،أو وجود دخول متعددة في حالات الأسلحة الملساء، مثل بنادق الصيد.
هنا لابد ان نلفت الإنتباه الى أنه قد نجد فتحة دخول فقط، ولا نجد فتحة خروج،إذا إستقر المقذوف بالجسم،أو إذا خرج المقذوف من فتحات الجسم الطبيعية، مثل الفم، أو الشرج.ويمكن كشف المقذوف بالجسم بعمل الصور الشعاعية للجثة أو التشريح.بالمثل قد لا تكون فتحة الدخول ظاهرة إذا دخل المقذةف من الفم أو الأذن.
3- وجود اَثار إحتراق البارود على ملابس وجسم المجني عليه حول فتحة الدخول في الإطلاق القريب، مثل الأحتراق بسبب اللهب- الأسوداد- بسبب الدخان- النمش البارودي،بسبب إحتراق جزيئات البارود غير المحترق، وإستقرارها بالجلد.
4- وجود شطف/كشط، قمعي الشكل، بالعظام المفلطحة، كالجمجمة، والحوض، في حالة إختراق المقذوف لهذه العظام.
5- التسحج الدائري( الطوق السحجي) وهو عبارة عن سحجة تحيط بفتحة الدخول نتيجة إحتكاك المقذوف بالجلد أثناء دخوله وهو في حركة دورانية.
6- طوق المسح:أي مسحة المقذوف وما به من أوساخ وصدأ وزيوت، وتوجد على شكل هالة رمادية اللون حول فتحة الدخول نتيجة تمسح سطح المقذوف بأدمة الجلد المعراء/العاري من بشرتها أثناء دخوله وهو في حركة دورانية .
تحديد مسافة الأطلاق
عند إطلاق السلاح الناري يخرج من فوهة السبطانة ما يلي:
1-المقذوف: الرصاصة في حالة الأسلحة المحلزنة(المسدسات والرشاشات).والرش في حالة الأسلحة الملساء ( بنادق الصيد).
2-أبخرة معادن- ناشئة من الظرف والمقذوف الناري.
3-نواتج إحتراق البارود، وتشمل:
- غازات الأحتراق، مثل أوكسيد الكاربون CO وثاني أوكسيد الكاربون CO2،الخ.
- اللهب، والذي تبلغ درجة حرارته حوالي 1400 درجة فهرنهايت.
- الدخان( السناج).
- حبيبات أو جزيئات البارود المحترقة وغير المحترقة.
هنا،أرجو الإنتباه:نظراً للفارق في كتلة كل من النواتج المذكورة،فانها تسقط واحدة تلو الأخرى بإزدياد المسافة، ويتلاشى أثرها في الهدف.وبذلك يختلف شكل وحجم الجرح الناري بإختلاف المسافة بين فوهة السبطانة والجسم [ [1]].
جروح الأسلحة النارية المحلزنة
1-علامات الإطلاق الملامس المحكم Hard Contact
عندما تكون فوهة السبطانة ملاصقة للجسم، مع ممارسة ضغط على الجلد إثناء الإطلاق، نجد ان جميع نواتج الإطلاق(المقذوف،أبخرة معادن،نواتج إحتراق البارود،غازات الأختراق،أثر اللهب، الدخان،حبيبات البارود المحترقة) تدخل الجسم عبر فتحة الدخول.ويختلف شكل فتحة الدخول حسب مكان الأصابة،وكما يلي:
أ- الإطلاق الملامس في الرقبة والأطراق والبطن والصدر في الأسلحة النارية المحلزنة يتميز بـ:
- فتحة دخول دائرية الشكل، حيث تستوعب الأنسجة كمية الغاز، فيحدث تهتك بالأنسجة المجاورة لمسار الجرح.
- الأسوداد بسبب الدخان، والحرق بسبب اللهب لحواف فتحة الدخول فقط.
- عدم وجود نمش بارودي حول فتحة الدخول، حيث ان جزيئات البارود المحترقة وغير المحترقة تترسب داخل مسار الجرح.
- الطبعة أو الإنطباع المميز(تسحج على هيئة حلقة مزدوجة) لفوهة السبطانة على الجلد حول فتحة الدخول- بسبب ضغط الفوهة وإرتطامها بشدة بالجلد أثناء الإطلاق نتيجة إنبعاج الأنسجة بعد دخول الغاز(فتحة خروج حوافها غير منتظمة للخارج).
ب- الإطلاق الملامس في الرأس:
- إذا كان الإطلاق الملامس المحكم على جلد الوجه، او فروة الرأس، المشدود على عظام الجمجمة: تكون فتحة الدخول نجمية الشكل، وحوافها مقلوبة للخارج،بفعل ضغط الغازات التي تنحصر بين الجلد والعظام، فتؤدي الى تمزق الجلد عند فتحة الدخول، محدثة الشكل النجمي، بالأضافة الى الأسوداد، والحرق،لحواف الجرح.
أين يكثر ؟
هذا النوع من الإصابات:جروح الإطلاق الملامس للرأس ومقدم الصدر وداخل الفم، هو الأكثر شيوعاً في حالات الإنتحار. في حالة وجود ملابس بين الفوهة والجلد،أو في الإطلاق الملامس غير المحكم Loose Contact، حيث السبطانة ملامسة للجسم، مع عدم ممارسة ضغط على الجلد،تحدث فجوة بين الجلد والفوهة أثناء الإطلاق الناري.ومن ثم نجد الأسوداد والحرق لا يقتصران فقط على الحواف، وإنما يتسعان ليشملا الجلد حول فتحة الدخول.
2-علامات الإطلاق شديد القرب Near Contact
في حالة إطلاق غير ملامس، ولمسافة 5:3 سم تقريباً من الهدف، نجد ان الأصابة تشبه الإطلاق الملامس، بإستثناء ما يلي:
- إتساع حلقة الأسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول، مع علامات إحتراق على الشعر.
- غياب أثر التسحج بفوهة السلاح.
- وجود نمش بارودي كثيف، وهو عبارة عن تسحج نقطي بالجلد نتيجة إختراق جزيئات البارود المحترقة وإستقرارها بالجلد.ويمكن رؤية النمش مجهرياً.
أين يكثر ؟
هذا النوع من الأصابات في الأسلحة النارية المحلزنة تكثر رؤيته في الحلات العرضية من قبل الشخص نفسه، حيث يكون السلاح قريباً من الضحية، ثم ينطلق خطأ.
3-علامات الإطلاق القريب Near
في حالة الإطلاق بأسلحة نارية محلزنة من بُعدٍ أكثر من 5 سم، وحتى مسافة 120:60 سم، وحسب نوع السلاح، ونوغ البارود، نجد ما يلي:
- فتحة دخول دائرية الشكل، حوافها منتظمة، ومقلوبة للداخل.
- نمش بارودي أكثر إتساعاً،و أقل كثافة بالجلد حول فتحة الدخول، وأقصى مدى يمكن ان يصل إليه هو 120:60 سم.
- يختفي أثر الأسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول، إذا ما تعدى مدى الإطلاق 30:15 سم (12:6 بوصة) أو ضعف طول الماسورة بالنسبة للمسدسات.
- فتحة خروج عير منتظمة،حوافها للخارج.
4-علامات الإطلاق البعيد Distant
في حالة الأطلاق بأسلحة نارية محلزنة من بعد أكثر من 120:60 سم، وحسب نوع السلاح، ونوع البارود، نجد ما يلي:
- فتحة دخول دائرية الشكل، حوافها منتظمة ومقلوبة للداخل، ومحاطة بالتسحج الدائري والطوق المسحي.
- تنعدم جميع اَثار نواتج إحتراق البارود حول فتحة الدخول.
- قد يستقر المقذوف بالجسم،أو نجد فتحة خروج غير منتظمة، حوافها للخارج.
أين يكثر ؟
في هذا النوع من الأصابات تُستبعدُ حالات الأنتحار والحالات العرضية من الشخص ذاته.أكثر الأحتمالات:حادث عرضي من شخص اَخر،أو قتل جنائي، وهو الأكثر ترجيحاً في هذا المجال[ [2]].
جروح الأسلحة النارية الملساء
1-علامات الإطلاق الملامس
- فتحة دخول واحدة دائرية،قطرها يساوي عيار البندقية، ممزقة الحواف- بسبب التأثير الإنفجاري(الثوران) للغازات.
- تشاهد الحشوات داخل الجروح.
- أثر التسحج بفوهة السبطانة.
- الأسوداد والحروق لحواف فتحة الدخول، تكون بصورة خفيفة- في الإطلاق المحكم التماس.وبصورة واضحة – في الإطلاق غير المحكم،أو في حالة وجود ملابس.
- في حالة الأطلاق الملامس للرأس بالأسلحة النارية الملساء تكون الأصابة مدمرة، وفتحة الدخول نجمية الشكل، وتخرج بعض أنسجة المخ بسبب التأثير الإنفجاري للغازات.
2-علامات الإطلاق شديد القرب
الإطلاق شديد القرب بأسلحة نارية ملساء هو إطلاق غير ملامس وحتى 15 سم.
علاماته: تشبه الإطلاق الملامس،إلا أن الأسوداد والحروق للجلد تكون أكثر إتساعاً، مع وجود نمش بارودي كثيف وضيق حول فتحة الدخول.
3-علامات الإطلاق القريب
الإطلاق القريب بالأسلحة النارية الملساء هو إطلاق أكثر من 15 سم وحتى مسافة 2 متر تقريباً.
علاماته:
- فتحة دخول واحدة.
- الحشوات داخل الجروح.
- يستمر الأسوداد حتى مسافة 40:20 سم تقريباً.
- نمش بارودي أكثر إتساعاً وأقل كثافة.
4-علامات الأطلاق البعيد
- إذا تجاوز الإطلاق بأسلحة نارية ملساء أكثر من مترين لا نجد غالباً نمشاً بارودياً.
- يبدأ بعض الرش دخول الجسم من فتحات مستقلة تحيط بفتحة دخول مركزية بداخلها الحشوات.
- إذا بلغت مسافة الأطلاق 4 أمتار لا يبقى أثر للجرح المركزي،ويدخل جميع الرش الجسم منفرداً، وتصطدم الحشوات بالجلد، محدثة سحجاً دائرياً، وتسقط على الأرض.
- بإزدياد مسافة الأطلاق يزداد قطر إنتشار الرش.ويمكن القول: أن قطر دائرة إنتشار الرش، مُقدراً بالبوصة،يُعادل تقريبياً مسافة الإطلاق،مُقدراً بالياردة.مع الأخذ بعين الأعتبار نوع البندقية، وما إذا كانت مُختنقة القوة أم لا [ [3]].
للتذكير: الياردة Yardهي وحدة قياس الطول،وتساوي 3 أقدام أو 36 إنتشاً أو 91.44 سم
للتأكد من مسافة الإطلاق يجب إجراء تجربة الإطلاق بالسلاح المستعمل في الحادث وبنقس الطلقات النارية التي أستعملت، ومقارنة النتائج بالآثار الموجودة بالمجني عليه.
التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية
التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية ينطوي على أهمية كبيرة، حيث يساعد على تعيين إتجاه المرمى،ومعرفة نوع الحادث.فإذا وجدنا جرحين ناريين بجثة،أحدهما بمقدمة،والآخر في الخلف، وتبين ان الجرح الخلفي هو فتحة الدخول.فهذا يعني ان الأصابة جنائية.
وفي كثير من الأحيان يسهل تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج، ونادراً ما يصعب التعرف عليهما. في بعض الأصابات النارية قد تتشابه فتحة الدخول مع فتحة الخروج، كما في الحالات التالية:
1- الأطلاق الملامس، حيث فوهة السلاح تضغط على الجلد،أو حالات الإطلاق القريب من بعد أقل من 5 سم،نجد ان فتحة الدخول كبيرة، وحوافها غير منتظمة، وللخارج، مثل فتحة الخروج.
2- إذا كانت ألأصابة بمنطقة شحمية، مثل الثدي،حيث تبرز منها أجزاء دهنية،فتكون فتحة الدخول ذات حواف للخارج.
3- في حالة التعفن الرمي،تكون حواف فتحة الدخول للخارج بفعل غازات التعفن.
4-الإطلاق،والجسم ملامس لجسم صلب، عند منطقة خروج المقذوف(بلاط، خشب،أحزمة جلدية) يجعل فتحة الخروج دائرية الشكل، مع ظهور نسيج هلالي او دائري نتيجة إنحشار المقذوف عند خروجه بين الجلد والسطح الصلب، فتشبه فتحة الدخول الى حد كبير[ [4]].
للمزيد من المعلومات إنظر الجدول التالي،الذي يميز بين فتحة الدخول وفتحة الخروج:
التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية
العلامات فتحة الدخول فتحة الخروج
الفقد النسيجي كثير قليل جداً، وقد نجد تمزقاً فقط، دون فقد الأنسجة
القطر صغير،إلا في حالات الأطلاق شديد القرب او الملامس أكبر-بسبب تمزق الجلد
الحواف منتظمة ومقلوبة للداخي،إلا في حالات الإطلاق شديد القرب والملامس غير منتظمة ومقلوبة للخارج
اَثار إحتراق البارود توجد في حالات قرب الأطلاق،مثل الأحتراق والأوداد والنمش البارودي لا توجد
النسيج الدائي(الطوق السحجي) يوجد لا يوجد
طوق المسح يوجد لا يوجد
العظام المفلطحة عبارة عن فتحة دائرية منتظمة فتحة أكبر قمعية الشكل
المصدر:د.إبراهيم صادق الجندي، الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،2000.
الأهمية الفنية الجنائية لفحص اَثار الأسلحة النارية
تنقسم اَثار الأسلحة النارية الى:
1-اَثار يشكلها السلاح على الظرف الفارغ والمقذوف الناري.فحص هذه الآثار هي مهمة خبير الأسلحة النارية.
2-اَثار تتخلف عن إحتراق البارود على الشخص المستخدم للسلاح، وعلى المجني عليه.فحص هذه الآثار كيميائياً مهمة خبير الأسلحة النارية أيضاً.
3-اَثار المقذوف الناري،أي الجرح الناري على المجتي عليه.مهمة فحص هذا الجرح بالجثة هي مهمة الطبيب العدلي.
الأهمية الجنائية لفحص هذه الآثار
أولاً- التعرف على السلاح المستخدم في الجريمة
لكي يتم ذلك، لابد من وجود: السلاح والمقذوف الناري.أو السلاح والظرف الفارغ.أو السلاح والمقذوف الناري والظرف الفارغ.وبذلك يمكن مضاهاة الأسلحة النارية عن طريق الآثار المتشلكة على المقذوفات او الآثار المتشكلة على الظروف الفارغة، لمعرفة: هل المقذوف الناري أو الظرف الفارغ أطلق من هذا السلاح المراد فحصه أم لا .وتتم معرفة ذلك عن طريق المقارنة المجهرية بواسطة الميكروسكوب المُقارن للمقذوفات والظروف المحرزة من مسرح الحادث مع المقذوفات والظروف الفارغة التي أطلقت من السلاح المراد فحصه، وتركز المقارنة على:
الآثار المتشكلة على الظرف الفارغ:
يمكن العثور على الظرف الفارغ بمسرح الحدث بسهولة، ولكن في بعض الأحيان قد لا نجده للأساب التالية.
- إلتقاط الظرف الفارغ من مسرح الجريمة من قبل الجاني إحتياطاً منه.
- السلاح من نوع الأسلحة الأسطوانية"أبو عجلة أو أبو محالة" الذي تبقى فيه الظروف الفارغة داخل الأسطوانة.
للظروف الفارغة أهمية كبرى للتعرف على السلاح الناري، وذلك من الآثار التي تتشكل عليها، وهي:
* اَثار أبرة الأطلاق: عند طرق الأبرة للكبسولة، التي توجد بقاعدة الظرف/ تتشكل على الكبسولة اَثار الأبرة، ويختلف أثر كل أبرة تمام الأختلاف عن أثر أبرة أخرى.وقد يوجد تشابه، ولكن لا يوجد تطابق: شكل الأثر،عمقه، مكانه، حجمه.
* اَثار مؤخرة غرفة الأطلاق: عند حدوث الإشتعال والأطلاق يعمل قسم من الغاز المتصاعد على دفع الظرف للخلف،فيضغط على مؤخرة غرفة الأطلاق، فيتأثر الظرف الفارغ، وتتشكل على قاعدته اَثار المؤخرة، نظراً لأن معدن الظرف أقل صلابة من معدن السلاح.
* اَثار الساحب والقاذف:تتشكل حول قاعدة الظرف، ومن خلال شكل ومكان وموضع إنحراف هذه الآثار يمكن التعرف على السلاح( موديل ومصنع ونوع السلاح).
* اَثار غرفة الأطلاق:تتشكل من جوانب الظرف عند دخول الطلقة الى غرفة الأطلاق نتوءات دقيقة حادة موجودة حول مدخل الإطلاق،فتخدش جوانب الظرف بشكل طولي.وقد تحدث خدوش مشابهة عند سحب الظرف الفارغ.
الآثار المتشكلة على المقذوف الناري
يمكن العثور على المقذوف بمسرح الحدث في حالة وجود فتحة دخول وخروج بالجثة. في حالة وجود فتحة دخول فقط، وإستقرار المقذوف، يمكن الحصول عليه بتشريح الجثة بواسطة الطبيب العدلي، وعندئذ يتم فحص المقذوف من قبل خبير فحص الأسلحة النارية لبيان ومقارنة ما عليه من اَثار، وأهمها:
* اََثار السدود والخدود: تعتبر من أهم الآثار المتشكلة على المقذوفات النارية، وتشمل:
أ- اَثار نوعية مميزة Class Characteristics: وتتشكل نتيجة لأحتكاك المقذوف بالخطوط الحلزونية الموجودة داخل سبطانة السلاح.وتدل على موديل ونوع ومنشأ السلاح.وتشمل عدد السدود والخدود- قطرها-عرضها – عمق الحدود- إتجاه السدود والخدود ( لليمين أم لليسار)- زاوية الأنحناء.
ب- اثار فردية خاصة Individual Characteristics: وتحدث بسبب العيوب والشوائب الموجودة بسطح السدود والخدود.وتدل على ذاتية السلاح المستخدم في الجريمة( بصمة السلاح)، حيث لا يوجد سلاحان يشتركان في هذه الآثار، حتى ولو كانا من مصنع واحد.
* اَثار إنزلاق وكشط المقذوف:تتشكل على مقدمة المقذوف، نتيجة لأندفاع المقذوف بعد إنفصاله عن الظرف للأمام عبر الفجوة الموجودة بين ألأسطوانة والسبطانة، وإحتكاكه بمؤخرة قناة السبطانة والخدود، فتكشطه.
هذه الآثار هي عبارة عن تجاويف تكون أعرض عند مقدمة المقذوف عن قاعدته.
وجودها يدل على ان المقذوف أُطلق من أسلحة إسطوانية( مسدس أبو محاله)، حيث ان اَثار كشط المقذوف نادرة الحدوث في الأسلحة الأوتوماتيكية،لأن المقذوف يكون في حالة إلتصاق تام بالسبطانة والخدود،ويتبعها من البداية.
ثانياً- التعرف على الشخص المستخدم للسلاح:الجاني أم المنتحر
الأهمية الجنائية الثانية لفحص آثار الأسلحة النارية هي إمكانية التعرف على الشخص المستخدم للسلاح، من خلال ما يلي:
عند إطلاق الأسلحة النارية تسقط على ظهر يد الشخص المستخدم للسلاح، وخاصة الأبهام والسبابة، بعض ذرات البارود المحترق جزئياً، أو غير المحترق، مع الدخان، وخاصة الأوتوماتيكية.
لذلك يجب البحث عن اَثار البارود ودخانه على أيدي المشتبه فيهم، وعلى ملابسهم،إذا ضبطوا عقب وقوع الحادث. ويمكن الكشف عن هذه الآثار بالأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية، مع الإستعانة بالتحليل الكيميائي للتأكد من طبيعتها وتركيبها، بالمعامل الجنائية.
وبذلك يمكن التعرف على الشخص المستعمل للسلاح.للتأكد يتم الكشف بواسطة الميكروسكوب الألكتروني الماسح، او الأمتصاص الذري، عن نواتج الإطلاق( الباريوم- الرصاص- الأنتيمون) بعد إزالة هذه المعادن من ظهر اليد التي أطلقت السلاح، بواسطة مسحة قطنية مبللة بحامض الهيدروكلوريك أو النتريك.
ثالثاً-تحديد مسافة الإطلاق
الأهمية الجنائية الثالثة لفحص آثار الأسلحة النارية هي إمكانية تحديد مسافة الإطلاف،عن طريق:
أ- فحص اَثار إحتراق البارود على المجني عليه، وملابسه- كما مر.
ب- فحص اَثار المقذوفات على المجني عليه،أي فحص الجرح الناري-كما أسلفنا.
رابعاً-تحديد إتجاه وزاوية الإطلاق
الأهمية الجنائية الرابعة لفحص آثار الأسلحة النارية،هي إمكانية التعرف على أوضاع المرمى عن طريق معرفة: فتحة الدخول والخروج، وكذلك من شكل فتحة الدخول ومسار المقذوف داخل الجسم، من خلال الآتي:
- إذا كانت فتحة الدخول دائرية الشكل، مع وجود تسحج دائري، وإنتظام توزع الأسوداد والنمش البارودي حول فتحة الدخول،كان الإطلاق عمودياً على الهدف.
- في حالة الإطلاق بشكل مائل، نجد فتحة الدخول بيضاوية الشكل، وبها سحج وتكدم هلالي الشكل عند الحافة القريبة من فوهة السلاح.وكذلك يكون توزع الأسوداد والنمش البارودي كثيفاً تجاه الإطلاق.
- في حالة الإطلاق الحاد جداً(التماس)، نجد الجرح الميزابي الذي يمثل القارب شكلاً، ويشير الجزء العريض من الطوق السحجي في فتحة الدخول الى الجهة التي جاء منها المقذوف،أي الى جهة الإطلاق.
ما هي الإجراءات التي يتبعها الباحث الجنائي في مكان حادث إستخدم فيه سلاح ناري؟
1- تصوير مكان الحادث:قبل نقل أي دليل من مكانه، مع مراعاة إظهار السلاح أو الأسلحة النارية.
2- تفتيش مكان الحادث، والبحث عن : السلاح الناري ، الظروف الفارغة، المقذوفات النارية.
3- رفع السلاح الناري من قنظرة الزناد، وكذلك الظروف والمقذوفات، مع مراعاة عدم العبث بالسلاح، كمحاولة إخلاء خزانته،أو أخراج الظروف الفارغة،أو الضغط على الزناد أو سحب الأجزاء الى الخلف.
4- تحرير السلاح والظروف الفارغة والمقذوفات النارية، كل على حده، وكالآتي:
أ- توضع الأسلحة القصيرة أو اليدوية في ظرف من الورق.أما الأسلحة الطويلة، كالبنادق،فتوضع في كيس من القماش.
ب- توضع الظروف الفارغة والمقذوفات النارية في ظروف من الورق، وتختم.
ج- وضع الكل في صندوق خشبي، مع تثبيت السلاح من الداخل، ويُشمع الصندوق بالشمع الأحمر،أو يُختم بالرصاص، ويكتب عليه المحتويات
5- ترسل هذه المحروزات الى المختبر الجنائي، مع نبذة مختصرة عن الحادث، حيث يقوم قسم فحص الأسلحة النارية بفحص ما عليها من اَثار.
ما الطلوب من خبير الأسلحة النارية ؟
1- التأكد من ان السلاح الناري هو المطلوب فحصه من خلال عياره ورقمه.
2- فحص السلاح الناري: لمعرفة ما إذا كان السلاح المراد فحصه إستعمل أم لا، وتحديد زمن الإطلاق على وجه التقريب(بالكشف عن نواتج إحتراق البارود داخل السبطانة كيميائياً، والتي تظل موجودة بالسبطانة لعدة ساعات من وقت الإطلاق)، وما إذا كان السلاح يعمل بحالة جيدة أم لا،وما إذا كانت أمانته تعمل أم لا.
3- إجراء تجربة الإطلاق: يطلق من السلاح المراد فحصه عدة طلقات نارية حية من نفس العيار المراد فحصه في صندوق الأختبار، لا تقل عن 3 طلقات،ثم تستخرج المقذوفات النارية من صندوق الأختبار.
4- إجراء المقارنة المجهرية للمقذوفات النارية والظروف الفارغة محل البحث مع مقذوفات وظروف التجربة بواسطة الميكروسكوب المقارن ،مع التركيز على ما يلي:اَثار السدود والحدود بالنسبة للمقذوفات النارية،اَثار الأبرة، واَثار الإطلاق بالنسبة للظروف الفارغة.
5- إعطاء الرأي الفني القاطع، وإرساله الى الجهة المعنية، ثم يحرز السلاح الناري والمقذوفات والظروف الفارغة كل على حده[ [5]].
توصيات مهمة
بالأضافة لما مر من وصف للآثار على الضحية، ومن بحث في السلاح،من الضروري جداً ان تحرز،أي تحفظ،جيداً،كافة أدوات الجريمة.فالطبيب العدلي مطالب بإخراج الطلق أو الطلقات بحرص.والمحقق الجنائي مطالب بوضع المقذوفات والأظرف كل على إنفراد في أنابيب زجاجية، وحولها قطن، وتغلق الأنابيب.كما يثبت السلاح المستخدم مع خزنة الطلقات بصورة منفصلة، ويربطان بخيط على قطعة ورق.وتسد فوهة السلاح.كما ان قطع الثياب يجب ان تترك لتجف اَثار الدماء.ويفضل تغطية الآثار التي تحملها بورق نشاف جاف، وتقلب كل قطعة منفردة.ويشمع كل حرز بالشمع الأحمر، ويختم بختم الجهة المحرزة للتأكد منها قبل فضها او فتحها.
قبل الخوض في آثار الأسلحة النارية لابد من التعرف على الأسلحة النارية وطبيعتها وأنواعها.
السلاح
السلاح Weapon بالمفهوم العسكري هو أداة تستعمل أثناء القتال لتصفية أو شل الخصم أو العدو أو لتدمير ممتلكاته أو لتجريده من موارده. و يمكن أن يستعمل السلاح لغرض الدفاع, الهجوم, أو التهديد. وعدا هذا فأن الحياة اليومية تشهد إستخدام الكثير من الأسلحة الأخرى،ولذا فان تعبير السلاح على الصعيد العملي يمكن أن يطلق على كل ما يمكن أن يحدث ضررا مادياً. وبذلك تتفرع الأسلحة إلى عدة أنواع- من البسيطة، انطلاقا من الهراوة، إلى الصاروخ العابر للقارات..
أنواع الأسلحة النارية
الأسلحة النارية ومرادفها Ballistic هي في أبسط صورها نوعان رئيسيان تبعاً لخاصية التجويف السبطاني،وما إذا كان التجويف أملساً أو محلزناً، وهما:
1-أسلحة ملساء السبطانة Non-rifled
وهي أسلحة طويلة السبطانة أو الماسورة، مثل بنادق الصيد، ولا يوجد داخل السبطانة سدود وخدود.وتطلق هذه البنادق عدداً من القذائف الصغيرة، تسمى الرش Shots.وتستعمل عادة في الصيد او الحراسة.ويطلق على ذخيرتها إسم الخرطوشة، وهي عبارة عن ظرف مصنوع من البلاستيك أو الكرتون أو المعدن، ويوجد بداخله حاجز من اللباد يفصل بين البارود والرش.
2-أسلحة محلزنة السبطانة/ سبطانة مخشخشة Rifled
يحتوي التجويف الداخلي للسبطانة في هذه الأسلحة خدوداً وسدوداً( عدد الخدود = عدد السدود) كمجرى حلزوني لأعطاء طاقة كبيرة للمقذوف،وتتجه الى اليمين او الى اليسار.
وتطلق هذه الأسلحة قذائف مفردة، تسمى المقذوف الناري Bullet وتنقسم الى :
أ-أسلحة قصيرة السبطانة، طول السبطانة حوالي 12:1 بوصة، وتعرف بالمسدسات.وهي نوعان: مسدس أبو محالة(غير أوتوماتيكي) ومسدس ذو الإطلاق الذاتي( أوتوماتيكي).مقذوفاتها قصيرة غير مدببة.
ب-أسلحة طويلة السبطانة، طول السبطانة حوالي 3:2 قدم، كالبنادق العسكرية، والرشاشات. مقذوفاتها طويلة ومدببة.
وهكذا، فمن خلال المقذوف وشكله، يمكن التعرف على نوع السلاح الناري المستخدم في الجريمة، وفيما إذا كان سلاحاً أملساً او ذا سدوداً وخدوداً،سلاحاً قصيراً أو طويلاً.
مكونات الطلقة النارية
تتكون الطلقة النارية من:
1-الظرف: توجد بقاعدته كبسولة الإشتعال، ويحوي داخله البارود.
2- كبسولة الإشتعال:عبارة عن غلاف نحاسي دقيق،يوجد بقاعدة الظرف، به خليط من فلمنات الزئبق، ومسحوق الزجاج، وكلورات البوتاسيوم.فإذا طرقت أبرة الأطلاق الكبسولة فان إحتكاك مسحوق الزجاج بفلمنات الزئبق يولد شرارة يزداد توهجها بفعل الأوكسجين المتصاعد من كلورات البوتاسيوم، وتمتد هذه الشرارة المتوهجة الى البارود فيشتعل بدوره وتتصاعد منه غازات ولهب ودخان. اَثار السلاح تتشكل نتيجة الإطلاق على السطح الخارجي للظرف وعلى كبسولة الإشتعال.
3- البارود: يوجد داخل الظرف.وهناك نوعان من البارود، وهما:البارود الأسود والبارود الأبيض،أو عديم الدخان.
في الوقت الحاضر،قل إستخدام البارود الأسود بصورة كبيرة، وحل محله البارود الأبيض في جميع الأسلحة النارية، وهو يتكون من النيتروسليلوز والنيتروغلسرين.عندما يشتعل البارود يتصاعد منه الغاز.وينقسم الى قسمين:الأول – يسير مع المقذوف الناري، ويدفعه الى خارج السبطانة.والثاني- يدفع الظرف للخلف.وتتخلف اَثار البارود على كل من المجني عليه أو المصاب، وعلى مستخدم السلاح.
المقذوف الناري
في حالة الأسلحة الملساء: الرش.
في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود: الرصاصة " السهم أو العبرود" وتتشكل عليه اَثار السدود والخدود.
ما الذي يفكر به المحقق الجنائي في حالات الأصابات النارية ؟
في حالة الأصابات والجروح النارية،يقوم المحقق الجنائي بمهامه،بحثاً وتحرياً، سنأتي عليها بعد قليل، ويحتاج،في معظم الحلات الى مساعدة الطبيب العدلي،الذي يوجه له عدة أسئلة تدور في ذهنه ، ومنها :
1- هل الأصابة التي لدى المجني عليه حدثت من سلاح ناري؟
يمكن معرفة ذلك من خصائص الجروح النارية.
2- ما هي مسافة الإطلاق ؟
يمكن تحديد ذلك من علامات قرب الإطلاق واَثار المقذوفات الموجودة بالمجني عليه.
3- ما هو إتجاه، وزاوية الإطلاق، ووضع الجاني من المجني عليه ؟
يمكن معرفة ذلك عن طريق تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج، وتتبع مسار المقذوف بجسم المجني عليه.
4- ما هو نوع السلاح الناري الذي أحدث الأصابة ؟ وهل هو سلاح ناري واحد أو أكثر من سلاح ؟
لمعرفة نوع السلاح الناري، وهل هو أملس أو ذو سدوداً وخدوداً، طويل السبطانة، أم قصير السبطانة ،سلاح ناري واحد أو أثنين، يفحص شكل المقذوفات التي تستخرج من جسم المجني عليه، بالأضافة الى شكل الأصابة بالجسم.. فمثلاً:
أ- شكل المقذوف:
في حالة الأسلحة الملساء: رش.
في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود القصيرة: مقذوف ناري قصير، طرفه مدبب.
في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود الطويلة: مقذوف ناري طويل، طرفه مدبب.
ب-شكل الأصابة بالجسم:
الأسلحة الملساء:تحدث عدة فتحات دخول.
الأسلحة ذات السدود والخدود: تحدث فتحة دخول واحدة.
5- ما عدد المقذوفات التي أصابت المجني عليه ؟
يكون ذلك إما بعدد فتحات الدخول والخروج،أو عمل صور إشعاعية للجثة لتحديد أماكن المقذوفات، وعددها، ثم التشريح وإستخراجها.
6- هل الأصابة النارية جنائية أو إنتحارية أو عرضية ؟
إبداء الرأي حول كيفية حصول الإصابة النارية يكون بالمعاينة: فحص المجني عليه أو المشتبه فيهم، التحقيقات والتحريات.
7- هل الأصابة النارية هي سبب الوفاة ؟
يمكن الإجابة على ذلك من خلال تشريح الجثة.
8- هل الإصابة النارية حيوية أو غير حيوية ؟
يمكن الإجابة من خلال الفحص المجهري.
ولكي البحث والتحري الذي يقوم به المحقق الجنائي مجديا ومثمراً،و تكون أسئلته علمية وعملية، يجب ان يلم بما يلي: أنواع الأسلحة النارية، أجزاء الطلقة النارية، اَثار الإطلاق الناري، خواص الجروح النارية، علامات قرب الإطلاق، التفريق بين فتحة دخول وفتحة خروج الطلق الناري، والأهمية الفنية الجنائية للآثار الناجمة عن الأسلحة النارية.
الخصائص المميزة للإصابات والجروح النارية
للجروح والأصابات النارية صفات خاصة بها تميزها عن غيرها من الجروح والأصابات الأخرى.ولكن في بعض حالات الإطلاق الناري البعيد قد تتشابه الجروح النارية مع الجروح الوخزية،التي تحدث باًلات مدببة غير حادة.
عموماً، تتصبف الجروح النارية بالآتي:
1- وجود فقد في أنسجة او جوهر الجسم: بسبب السرعة الهائلة للمقذوف الناري،فيدفع أنسجة الجسم أمامه.
2- وجود فتحة دخول وفتحة خروج في حالة الأسلحة ذات السدود والخدود،أو وجود دخول متعددة في حالات الأسلحة الملساء، مثل بنادق الصيد.
هنا لابد ان نلفت الإنتباه الى أنه قد نجد فتحة دخول فقط، ولا نجد فتحة خروج،إذا إستقر المقذوف بالجسم،أو إذا خرج المقذوف من فتحات الجسم الطبيعية، مثل الفم، أو الشرج.ويمكن كشف المقذوف بالجسم بعمل الصور الشعاعية للجثة أو التشريح.بالمثل قد لا تكون فتحة الدخول ظاهرة إذا دخل المقذةف من الفم أو الأذن.
3- وجود اَثار إحتراق البارود على ملابس وجسم المجني عليه حول فتحة الدخول في الإطلاق القريب، مثل الأحتراق بسبب اللهب- الأسوداد- بسبب الدخان- النمش البارودي،بسبب إحتراق جزيئات البارود غير المحترق، وإستقرارها بالجلد.
4- وجود شطف/كشط، قمعي الشكل، بالعظام المفلطحة، كالجمجمة، والحوض، في حالة إختراق المقذوف لهذه العظام.
5- التسحج الدائري( الطوق السحجي) وهو عبارة عن سحجة تحيط بفتحة الدخول نتيجة إحتكاك المقذوف بالجلد أثناء دخوله وهو في حركة دورانية.
6- طوق المسح:أي مسحة المقذوف وما به من أوساخ وصدأ وزيوت، وتوجد على شكل هالة رمادية اللون حول فتحة الدخول نتيجة تمسح سطح المقذوف بأدمة الجلد المعراء/العاري من بشرتها أثناء دخوله وهو في حركة دورانية .
تحديد مسافة الأطلاق
عند إطلاق السلاح الناري يخرج من فوهة السبطانة ما يلي:
1-المقذوف: الرصاصة في حالة الأسلحة المحلزنة(المسدسات والرشاشات).والرش في حالة الأسلحة الملساء ( بنادق الصيد).
2-أبخرة معادن- ناشئة من الظرف والمقذوف الناري.
3-نواتج إحتراق البارود، وتشمل:
- غازات الأحتراق، مثل أوكسيد الكاربون CO وثاني أوكسيد الكاربون CO2،الخ.
- اللهب، والذي تبلغ درجة حرارته حوالي 1400 درجة فهرنهايت.
- الدخان( السناج).
- حبيبات أو جزيئات البارود المحترقة وغير المحترقة.
هنا،أرجو الإنتباه:نظراً للفارق في كتلة كل من النواتج المذكورة،فانها تسقط واحدة تلو الأخرى بإزدياد المسافة، ويتلاشى أثرها في الهدف.وبذلك يختلف شكل وحجم الجرح الناري بإختلاف المسافة بين فوهة السبطانة والجسم [ [1]].
جروح الأسلحة النارية المحلزنة
1-علامات الإطلاق الملامس المحكم Hard Contact
عندما تكون فوهة السبطانة ملاصقة للجسم، مع ممارسة ضغط على الجلد إثناء الإطلاق، نجد ان جميع نواتج الإطلاق(المقذوف،أبخرة معادن،نواتج إحتراق البارود،غازات الأختراق،أثر اللهب، الدخان،حبيبات البارود المحترقة) تدخل الجسم عبر فتحة الدخول.ويختلف شكل فتحة الدخول حسب مكان الأصابة،وكما يلي:
أ- الإطلاق الملامس في الرقبة والأطراق والبطن والصدر في الأسلحة النارية المحلزنة يتميز بـ:
- فتحة دخول دائرية الشكل، حيث تستوعب الأنسجة كمية الغاز، فيحدث تهتك بالأنسجة المجاورة لمسار الجرح.
- الأسوداد بسبب الدخان، والحرق بسبب اللهب لحواف فتحة الدخول فقط.
- عدم وجود نمش بارودي حول فتحة الدخول، حيث ان جزيئات البارود المحترقة وغير المحترقة تترسب داخل مسار الجرح.
- الطبعة أو الإنطباع المميز(تسحج على هيئة حلقة مزدوجة) لفوهة السبطانة على الجلد حول فتحة الدخول- بسبب ضغط الفوهة وإرتطامها بشدة بالجلد أثناء الإطلاق نتيجة إنبعاج الأنسجة بعد دخول الغاز(فتحة خروج حوافها غير منتظمة للخارج).
ب- الإطلاق الملامس في الرأس:
- إذا كان الإطلاق الملامس المحكم على جلد الوجه، او فروة الرأس، المشدود على عظام الجمجمة: تكون فتحة الدخول نجمية الشكل، وحوافها مقلوبة للخارج،بفعل ضغط الغازات التي تنحصر بين الجلد والعظام، فتؤدي الى تمزق الجلد عند فتحة الدخول، محدثة الشكل النجمي، بالأضافة الى الأسوداد، والحرق،لحواف الجرح.
أين يكثر ؟
هذا النوع من الإصابات:جروح الإطلاق الملامس للرأس ومقدم الصدر وداخل الفم، هو الأكثر شيوعاً في حالات الإنتحار. في حالة وجود ملابس بين الفوهة والجلد،أو في الإطلاق الملامس غير المحكم Loose Contact، حيث السبطانة ملامسة للجسم، مع عدم ممارسة ضغط على الجلد،تحدث فجوة بين الجلد والفوهة أثناء الإطلاق الناري.ومن ثم نجد الأسوداد والحرق لا يقتصران فقط على الحواف، وإنما يتسعان ليشملا الجلد حول فتحة الدخول.
2-علامات الإطلاق شديد القرب Near Contact
في حالة إطلاق غير ملامس، ولمسافة 5:3 سم تقريباً من الهدف، نجد ان الأصابة تشبه الإطلاق الملامس، بإستثناء ما يلي:
- إتساع حلقة الأسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول، مع علامات إحتراق على الشعر.
- غياب أثر التسحج بفوهة السلاح.
- وجود نمش بارودي كثيف، وهو عبارة عن تسحج نقطي بالجلد نتيجة إختراق جزيئات البارود المحترقة وإستقرارها بالجلد.ويمكن رؤية النمش مجهرياً.
أين يكثر ؟
هذا النوع من الأصابات في الأسلحة النارية المحلزنة تكثر رؤيته في الحلات العرضية من قبل الشخص نفسه، حيث يكون السلاح قريباً من الضحية، ثم ينطلق خطأ.
3-علامات الإطلاق القريب Near
في حالة الإطلاق بأسلحة نارية محلزنة من بُعدٍ أكثر من 5 سم، وحتى مسافة 120:60 سم، وحسب نوع السلاح، ونوغ البارود، نجد ما يلي:
- فتحة دخول دائرية الشكل، حوافها منتظمة، ومقلوبة للداخل.
- نمش بارودي أكثر إتساعاً،و أقل كثافة بالجلد حول فتحة الدخول، وأقصى مدى يمكن ان يصل إليه هو 120:60 سم.
- يختفي أثر الأسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول، إذا ما تعدى مدى الإطلاق 30:15 سم (12:6 بوصة) أو ضعف طول الماسورة بالنسبة للمسدسات.
- فتحة خروج عير منتظمة،حوافها للخارج.
4-علامات الإطلاق البعيد Distant
في حالة الأطلاق بأسلحة نارية محلزنة من بعد أكثر من 120:60 سم، وحسب نوع السلاح، ونوع البارود، نجد ما يلي:
- فتحة دخول دائرية الشكل، حوافها منتظمة ومقلوبة للداخل، ومحاطة بالتسحج الدائري والطوق المسحي.
- تنعدم جميع اَثار نواتج إحتراق البارود حول فتحة الدخول.
- قد يستقر المقذوف بالجسم،أو نجد فتحة خروج غير منتظمة، حوافها للخارج.
أين يكثر ؟
في هذا النوع من الأصابات تُستبعدُ حالات الأنتحار والحالات العرضية من الشخص ذاته.أكثر الأحتمالات:حادث عرضي من شخص اَخر،أو قتل جنائي، وهو الأكثر ترجيحاً في هذا المجال[ [2]].
جروح الأسلحة النارية الملساء
1-علامات الإطلاق الملامس
- فتحة دخول واحدة دائرية،قطرها يساوي عيار البندقية، ممزقة الحواف- بسبب التأثير الإنفجاري(الثوران) للغازات.
- تشاهد الحشوات داخل الجروح.
- أثر التسحج بفوهة السبطانة.
- الأسوداد والحروق لحواف فتحة الدخول، تكون بصورة خفيفة- في الإطلاق المحكم التماس.وبصورة واضحة – في الإطلاق غير المحكم،أو في حالة وجود ملابس.
- في حالة الأطلاق الملامس للرأس بالأسلحة النارية الملساء تكون الأصابة مدمرة، وفتحة الدخول نجمية الشكل، وتخرج بعض أنسجة المخ بسبب التأثير الإنفجاري للغازات.
2-علامات الإطلاق شديد القرب
الإطلاق شديد القرب بأسلحة نارية ملساء هو إطلاق غير ملامس وحتى 15 سم.
علاماته: تشبه الإطلاق الملامس،إلا أن الأسوداد والحروق للجلد تكون أكثر إتساعاً، مع وجود نمش بارودي كثيف وضيق حول فتحة الدخول.
3-علامات الإطلاق القريب
الإطلاق القريب بالأسلحة النارية الملساء هو إطلاق أكثر من 15 سم وحتى مسافة 2 متر تقريباً.
علاماته:
- فتحة دخول واحدة.
- الحشوات داخل الجروح.
- يستمر الأسوداد حتى مسافة 40:20 سم تقريباً.
- نمش بارودي أكثر إتساعاً وأقل كثافة.
4-علامات الأطلاق البعيد
- إذا تجاوز الإطلاق بأسلحة نارية ملساء أكثر من مترين لا نجد غالباً نمشاً بارودياً.
- يبدأ بعض الرش دخول الجسم من فتحات مستقلة تحيط بفتحة دخول مركزية بداخلها الحشوات.
- إذا بلغت مسافة الأطلاق 4 أمتار لا يبقى أثر للجرح المركزي،ويدخل جميع الرش الجسم منفرداً، وتصطدم الحشوات بالجلد، محدثة سحجاً دائرياً، وتسقط على الأرض.
- بإزدياد مسافة الأطلاق يزداد قطر إنتشار الرش.ويمكن القول: أن قطر دائرة إنتشار الرش، مُقدراً بالبوصة،يُعادل تقريبياً مسافة الإطلاق،مُقدراً بالياردة.مع الأخذ بعين الأعتبار نوع البندقية، وما إذا كانت مُختنقة القوة أم لا [ [3]].
للتذكير: الياردة Yardهي وحدة قياس الطول،وتساوي 3 أقدام أو 36 إنتشاً أو 91.44 سم
للتأكد من مسافة الإطلاق يجب إجراء تجربة الإطلاق بالسلاح المستعمل في الحادث وبنقس الطلقات النارية التي أستعملت، ومقارنة النتائج بالآثار الموجودة بالمجني عليه.
التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية
التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية ينطوي على أهمية كبيرة، حيث يساعد على تعيين إتجاه المرمى،ومعرفة نوع الحادث.فإذا وجدنا جرحين ناريين بجثة،أحدهما بمقدمة،والآخر في الخلف، وتبين ان الجرح الخلفي هو فتحة الدخول.فهذا يعني ان الأصابة جنائية.
وفي كثير من الأحيان يسهل تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج، ونادراً ما يصعب التعرف عليهما. في بعض الأصابات النارية قد تتشابه فتحة الدخول مع فتحة الخروج، كما في الحالات التالية:
1- الأطلاق الملامس، حيث فوهة السلاح تضغط على الجلد،أو حالات الإطلاق القريب من بعد أقل من 5 سم،نجد ان فتحة الدخول كبيرة، وحوافها غير منتظمة، وللخارج، مثل فتحة الخروج.
2- إذا كانت ألأصابة بمنطقة شحمية، مثل الثدي،حيث تبرز منها أجزاء دهنية،فتكون فتحة الدخول ذات حواف للخارج.
3- في حالة التعفن الرمي،تكون حواف فتحة الدخول للخارج بفعل غازات التعفن.
4-الإطلاق،والجسم ملامس لجسم صلب، عند منطقة خروج المقذوف(بلاط، خشب،أحزمة جلدية) يجعل فتحة الخروج دائرية الشكل، مع ظهور نسيج هلالي او دائري نتيجة إنحشار المقذوف عند خروجه بين الجلد والسطح الصلب، فتشبه فتحة الدخول الى حد كبير[ [4]].
للمزيد من المعلومات إنظر الجدول التالي،الذي يميز بين فتحة الدخول وفتحة الخروج:
التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية
العلامات فتحة الدخول فتحة الخروج
الفقد النسيجي كثير قليل جداً، وقد نجد تمزقاً فقط، دون فقد الأنسجة
القطر صغير،إلا في حالات الأطلاق شديد القرب او الملامس أكبر-بسبب تمزق الجلد
الحواف منتظمة ومقلوبة للداخي،إلا في حالات الإطلاق شديد القرب والملامس غير منتظمة ومقلوبة للخارج
اَثار إحتراق البارود توجد في حالات قرب الأطلاق،مثل الأحتراق والأوداد والنمش البارودي لا توجد
النسيج الدائي(الطوق السحجي) يوجد لا يوجد
طوق المسح يوجد لا يوجد
العظام المفلطحة عبارة عن فتحة دائرية منتظمة فتحة أكبر قمعية الشكل
المصدر:د.إبراهيم صادق الجندي، الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،2000.
الأهمية الفنية الجنائية لفحص اَثار الأسلحة النارية
تنقسم اَثار الأسلحة النارية الى:
1-اَثار يشكلها السلاح على الظرف الفارغ والمقذوف الناري.فحص هذه الآثار هي مهمة خبير الأسلحة النارية.
2-اَثار تتخلف عن إحتراق البارود على الشخص المستخدم للسلاح، وعلى المجني عليه.فحص هذه الآثار كيميائياً مهمة خبير الأسلحة النارية أيضاً.
3-اَثار المقذوف الناري،أي الجرح الناري على المجتي عليه.مهمة فحص هذا الجرح بالجثة هي مهمة الطبيب العدلي.
الأهمية الجنائية لفحص هذه الآثار
أولاً- التعرف على السلاح المستخدم في الجريمة
لكي يتم ذلك، لابد من وجود: السلاح والمقذوف الناري.أو السلاح والظرف الفارغ.أو السلاح والمقذوف الناري والظرف الفارغ.وبذلك يمكن مضاهاة الأسلحة النارية عن طريق الآثار المتشلكة على المقذوفات او الآثار المتشكلة على الظروف الفارغة، لمعرفة: هل المقذوف الناري أو الظرف الفارغ أطلق من هذا السلاح المراد فحصه أم لا .وتتم معرفة ذلك عن طريق المقارنة المجهرية بواسطة الميكروسكوب المُقارن للمقذوفات والظروف المحرزة من مسرح الحادث مع المقذوفات والظروف الفارغة التي أطلقت من السلاح المراد فحصه، وتركز المقارنة على:
الآثار المتشكلة على الظرف الفارغ:
يمكن العثور على الظرف الفارغ بمسرح الحدث بسهولة، ولكن في بعض الأحيان قد لا نجده للأساب التالية.
- إلتقاط الظرف الفارغ من مسرح الجريمة من قبل الجاني إحتياطاً منه.
- السلاح من نوع الأسلحة الأسطوانية"أبو عجلة أو أبو محالة" الذي تبقى فيه الظروف الفارغة داخل الأسطوانة.
للظروف الفارغة أهمية كبرى للتعرف على السلاح الناري، وذلك من الآثار التي تتشكل عليها، وهي:
* اَثار أبرة الأطلاق: عند طرق الأبرة للكبسولة، التي توجد بقاعدة الظرف/ تتشكل على الكبسولة اَثار الأبرة، ويختلف أثر كل أبرة تمام الأختلاف عن أثر أبرة أخرى.وقد يوجد تشابه، ولكن لا يوجد تطابق: شكل الأثر،عمقه، مكانه، حجمه.
* اَثار مؤخرة غرفة الأطلاق: عند حدوث الإشتعال والأطلاق يعمل قسم من الغاز المتصاعد على دفع الظرف للخلف،فيضغط على مؤخرة غرفة الأطلاق، فيتأثر الظرف الفارغ، وتتشكل على قاعدته اَثار المؤخرة، نظراً لأن معدن الظرف أقل صلابة من معدن السلاح.
* اَثار الساحب والقاذف:تتشكل حول قاعدة الظرف، ومن خلال شكل ومكان وموضع إنحراف هذه الآثار يمكن التعرف على السلاح( موديل ومصنع ونوع السلاح).
* اَثار غرفة الأطلاق:تتشكل من جوانب الظرف عند دخول الطلقة الى غرفة الأطلاق نتوءات دقيقة حادة موجودة حول مدخل الإطلاق،فتخدش جوانب الظرف بشكل طولي.وقد تحدث خدوش مشابهة عند سحب الظرف الفارغ.
الآثار المتشكلة على المقذوف الناري
يمكن العثور على المقذوف بمسرح الحدث في حالة وجود فتحة دخول وخروج بالجثة. في حالة وجود فتحة دخول فقط، وإستقرار المقذوف، يمكن الحصول عليه بتشريح الجثة بواسطة الطبيب العدلي، وعندئذ يتم فحص المقذوف من قبل خبير فحص الأسلحة النارية لبيان ومقارنة ما عليه من اَثار، وأهمها:
* اََثار السدود والخدود: تعتبر من أهم الآثار المتشكلة على المقذوفات النارية، وتشمل:
أ- اَثار نوعية مميزة Class Characteristics: وتتشكل نتيجة لأحتكاك المقذوف بالخطوط الحلزونية الموجودة داخل سبطانة السلاح.وتدل على موديل ونوع ومنشأ السلاح.وتشمل عدد السدود والخدود- قطرها-عرضها – عمق الحدود- إتجاه السدود والخدود ( لليمين أم لليسار)- زاوية الأنحناء.
ب- اثار فردية خاصة Individual Characteristics: وتحدث بسبب العيوب والشوائب الموجودة بسطح السدود والخدود.وتدل على ذاتية السلاح المستخدم في الجريمة( بصمة السلاح)، حيث لا يوجد سلاحان يشتركان في هذه الآثار، حتى ولو كانا من مصنع واحد.
* اَثار إنزلاق وكشط المقذوف:تتشكل على مقدمة المقذوف، نتيجة لأندفاع المقذوف بعد إنفصاله عن الظرف للأمام عبر الفجوة الموجودة بين ألأسطوانة والسبطانة، وإحتكاكه بمؤخرة قناة السبطانة والخدود، فتكشطه.
هذه الآثار هي عبارة عن تجاويف تكون أعرض عند مقدمة المقذوف عن قاعدته.
وجودها يدل على ان المقذوف أُطلق من أسلحة إسطوانية( مسدس أبو محاله)، حيث ان اَثار كشط المقذوف نادرة الحدوث في الأسلحة الأوتوماتيكية،لأن المقذوف يكون في حالة إلتصاق تام بالسبطانة والخدود،ويتبعها من البداية.
ثانياً- التعرف على الشخص المستخدم للسلاح:الجاني أم المنتحر
الأهمية الجنائية الثانية لفحص آثار الأسلحة النارية هي إمكانية التعرف على الشخص المستخدم للسلاح، من خلال ما يلي:
عند إطلاق الأسلحة النارية تسقط على ظهر يد الشخص المستخدم للسلاح، وخاصة الأبهام والسبابة، بعض ذرات البارود المحترق جزئياً، أو غير المحترق، مع الدخان، وخاصة الأوتوماتيكية.
لذلك يجب البحث عن اَثار البارود ودخانه على أيدي المشتبه فيهم، وعلى ملابسهم،إذا ضبطوا عقب وقوع الحادث. ويمكن الكشف عن هذه الآثار بالأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية، مع الإستعانة بالتحليل الكيميائي للتأكد من طبيعتها وتركيبها، بالمعامل الجنائية.
وبذلك يمكن التعرف على الشخص المستعمل للسلاح.للتأكد يتم الكشف بواسطة الميكروسكوب الألكتروني الماسح، او الأمتصاص الذري، عن نواتج الإطلاق( الباريوم- الرصاص- الأنتيمون) بعد إزالة هذه المعادن من ظهر اليد التي أطلقت السلاح، بواسطة مسحة قطنية مبللة بحامض الهيدروكلوريك أو النتريك.
ثالثاً-تحديد مسافة الإطلاق
الأهمية الجنائية الثالثة لفحص آثار الأسلحة النارية هي إمكانية تحديد مسافة الإطلاف،عن طريق:
أ- فحص اَثار إحتراق البارود على المجني عليه، وملابسه- كما مر.
ب- فحص اَثار المقذوفات على المجني عليه،أي فحص الجرح الناري-كما أسلفنا.
رابعاً-تحديد إتجاه وزاوية الإطلاق
الأهمية الجنائية الرابعة لفحص آثار الأسلحة النارية،هي إمكانية التعرف على أوضاع المرمى عن طريق معرفة: فتحة الدخول والخروج، وكذلك من شكل فتحة الدخول ومسار المقذوف داخل الجسم، من خلال الآتي:
- إذا كانت فتحة الدخول دائرية الشكل، مع وجود تسحج دائري، وإنتظام توزع الأسوداد والنمش البارودي حول فتحة الدخول،كان الإطلاق عمودياً على الهدف.
- في حالة الإطلاق بشكل مائل، نجد فتحة الدخول بيضاوية الشكل، وبها سحج وتكدم هلالي الشكل عند الحافة القريبة من فوهة السلاح.وكذلك يكون توزع الأسوداد والنمش البارودي كثيفاً تجاه الإطلاق.
- في حالة الإطلاق الحاد جداً(التماس)، نجد الجرح الميزابي الذي يمثل القارب شكلاً، ويشير الجزء العريض من الطوق السحجي في فتحة الدخول الى الجهة التي جاء منها المقذوف،أي الى جهة الإطلاق.
ما هي الإجراءات التي يتبعها الباحث الجنائي في مكان حادث إستخدم فيه سلاح ناري؟
1- تصوير مكان الحادث:قبل نقل أي دليل من مكانه، مع مراعاة إظهار السلاح أو الأسلحة النارية.
2- تفتيش مكان الحادث، والبحث عن : السلاح الناري ، الظروف الفارغة، المقذوفات النارية.
3- رفع السلاح الناري من قنظرة الزناد، وكذلك الظروف والمقذوفات، مع مراعاة عدم العبث بالسلاح، كمحاولة إخلاء خزانته،أو أخراج الظروف الفارغة،أو الضغط على الزناد أو سحب الأجزاء الى الخلف.
4- تحرير السلاح والظروف الفارغة والمقذوفات النارية، كل على حده، وكالآتي:
أ- توضع الأسلحة القصيرة أو اليدوية في ظرف من الورق.أما الأسلحة الطويلة، كالبنادق،فتوضع في كيس من القماش.
ب- توضع الظروف الفارغة والمقذوفات النارية في ظروف من الورق، وتختم.
ج- وضع الكل في صندوق خشبي، مع تثبيت السلاح من الداخل، ويُشمع الصندوق بالشمع الأحمر،أو يُختم بالرصاص، ويكتب عليه المحتويات
5- ترسل هذه المحروزات الى المختبر الجنائي، مع نبذة مختصرة عن الحادث، حيث يقوم قسم فحص الأسلحة النارية بفحص ما عليها من اَثار.
ما الطلوب من خبير الأسلحة النارية ؟
1- التأكد من ان السلاح الناري هو المطلوب فحصه من خلال عياره ورقمه.
2- فحص السلاح الناري: لمعرفة ما إذا كان السلاح المراد فحصه إستعمل أم لا، وتحديد زمن الإطلاق على وجه التقريب(بالكشف عن نواتج إحتراق البارود داخل السبطانة كيميائياً، والتي تظل موجودة بالسبطانة لعدة ساعات من وقت الإطلاق)، وما إذا كان السلاح يعمل بحالة جيدة أم لا،وما إذا كانت أمانته تعمل أم لا.
3- إجراء تجربة الإطلاق: يطلق من السلاح المراد فحصه عدة طلقات نارية حية من نفس العيار المراد فحصه في صندوق الأختبار، لا تقل عن 3 طلقات،ثم تستخرج المقذوفات النارية من صندوق الأختبار.
4- إجراء المقارنة المجهرية للمقذوفات النارية والظروف الفارغة محل البحث مع مقذوفات وظروف التجربة بواسطة الميكروسكوب المقارن ،مع التركيز على ما يلي:اَثار السدود والحدود بالنسبة للمقذوفات النارية،اَثار الأبرة، واَثار الإطلاق بالنسبة للظروف الفارغة.
5- إعطاء الرأي الفني القاطع، وإرساله الى الجهة المعنية، ثم يحرز السلاح الناري والمقذوفات والظروف الفارغة كل على حده[ [5]].
توصيات مهمة
بالأضافة لما مر من وصف للآثار على الضحية، ومن بحث في السلاح،من الضروري جداً ان تحرز،أي تحفظ،جيداً،كافة أدوات الجريمة.فالطبيب العدلي مطالب بإخراج الطلق أو الطلقات بحرص.والمحقق الجنائي مطالب بوضع المقذوفات والأظرف كل على إنفراد في أنابيب زجاجية، وحولها قطن، وتغلق الأنابيب.كما يثبت السلاح المستخدم مع خزنة الطلقات بصورة منفصلة، ويربطان بخيط على قطعة ورق.وتسد فوهة السلاح.كما ان قطع الثياب يجب ان تترك لتجف اَثار الدماء.ويفضل تغطية الآثار التي تحملها بورق نشاف جاف، وتقلب كل قطعة منفردة.ويشمع كل حرز بالشمع الأحمر، ويختم بختم الجهة المحرزة للتأكد منها قبل فضها او فتحها.