الشيخ احمد بن ملا محمد الطيب السليفاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد على اله وصحبه وبعد فان الشيخ احمد الطيب من اعلام الموصل الاجلاء الذين يشار لهم بالبنان وقد عمل جاهداً على نشر العلم الشرعي في هذه المدينة , وكان حريصاً جداً على نشر العلم الديني والثقافة الاسلامية , فتراه يقبل كل طالب جديد ثم يدرج معه في الكتب الابتدائية , بل ويهتم بالطلاب المتبدئين والجدد اكثر من اهتمامه بالطلاب المتقدمين ، وما ذاك إلا لما ذكرته والله اعلم . ومما يقوي هذه الفكرة ويدعمها ... أني سألته مره قبل سنوات :- لماذا لا تؤلف كتباً تضع فيها خبرتك وتجاربك وعلمك ووجهك نظرك مما ينفع الناس , يقدم لهم زاداً يقتاتون عليه وهم في طريقهم الى الله فاجاب :- ان الانسان يقعد الليالي ذوات العدد يؤلف كتاباً يضع فيه فكره ثم يصرف عليه المال الكثير لكي يرى النور ثم يكون مصيره - على احسن الاحوال - ان يشترى وتزيّّن به المكتبه ويوضع على الرف لا يلمسه احد ولا يقرؤه احد , واذا قُرٍأ فهل يطبّّق ويحوّّّل الى منهج حياة ؟ فخير من هذا ان ادرّّّّس اجيالاًًًًًًًًًًًًًًًًًًً وابني نفوساًًًًً واوعي امة ... واني لأَدّعي ان كل طالب من طلابي كتاب مسطور متحرك مقروء مفعّّّّل مؤثر , قابل لأن يُستنسخ الى نسخ كثيرة .
ــ استاذنا الشيخ احمد طيب يسلك سبيل التدرج مع المسلم , يجعله يلتزم وينضبط شيئاً فشياً ... يستشهد دائماً بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا المقام:ـ (( ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ان المنبتّ لا ارضاً قطع ولا ظهراً أبقى)) .
ــ وكان لا يزال يصف هذا الحديث انه من فلتات الحكمة النبوية , يوصي المسلم الملتزم حديثاً الا يرهق نفسه بالاوراد وقراءة القران والصلاة والسنن وغيرها ... فان ذلك مدعاة لزهوق النفس مما قد يؤدي الى ترك الالتزام بل كان يوصي بالترويض شيئاً فشياً , وان هذا الاسلوب يجعل المسلم امتن ديناًً , وأقوى عريكة ، واكثر مقامة لوساوس الشيطان ومغريات الحياة الكثيرة .
ــ ان مجلس الشيخ يغشاه الهيبة والوقار , يجلس مدة طويلة يدرّس دون ان يتحرك ،واسع الصدر رحيب النفس , وانه كان يحاسب نفسه على النظرة والكلمة والحركة لأنه يعلم اننا نأخذ ذلك عنه , فليس الغرض من حضور حلق العلم الحصول على المعلومات او حشو العقل بالعلم , بل الامر اوسع من ذلك بكثير فهناك الخُلُق , وهناك المعاملة , وهناك السلوك , وهذه الامور المهمة هي زبده العلم بل هي ثمرة العلم .
ــ في هذه المجالس العلمية ... قد يرى الشيخ الفرصة مواتية زماناًً ومكاناً وحضوراً لإلقاء محاضرة في دقائق النفس البشرية ودخائلها وكيفية ترويضها على وفق منهج الله ... بل قد يتوقع اموراً مستقبليةاستقراء من الواقع الذي يحلله تحليلاً دقيقا بعقلية واعية وفطنة حاضرة , ووالله اني لأحس ــ حنيذاك ــ بالسمو الروحي , وغشيان الرحمة والسكينة الى قلبي ونفسي وكلماته الرقراقة وهي تغيض الى قلبي .
ــ من صفاتة التي لمستها لمس اليد , وتاكدت منها مراًًرا وتكراراًً .
ــ كان لا يردّّ سائلا... فما من سائل وقف على باب الغرفة إلا اعطاه : رجلاً او امرأة , صغيراً او كبيراً .
ــ كان يداعب ويمزح احياناً مزاحاًً صادقاًً هادفاًً مرحاًًً .
ــ يصل الرحم ... يزور امه في كردستان ولا يعود حتى تأذن له .
ــ يجتهد ان يبعد عنه الشهرة خوفاًًًًً من الرياء والسمعة , واذا ساقته الاقدار الى موضع من مواضعها لايقيم فيه إلا اذا اطمأنت نفسه ان الله تعالى اراد ان يقيمه فيه ويتحسس ذلك بنفسة الشفافة السامية .
ــ من كراماته التي حصلت معي :ـ وهي كثيرة اذكر منها :ـ
1ــ من طبيعتي اني اضع نسخة من القران الكريم وبعض الكتب في متناول يدي ... كان التلفاز في الطابق الاعلى والقران والكتب في الاسفل ... فكنت جالساً عند الشيخ انتظر دوري في الدرس... فاذا الشيخ فجأة يقول في معرض حديثه :ـ ليس من الادب ان يوضع المصحف في الاسفل والتلفاز في الاعلى لان التلفاز تعرض فيه اشياء محرمة ... فعلى كل مسلم ان ينتبه لذلك . فعرفت انها اشارة لي , من حنيها رفعت المصحف من ذلك المكان .
2ــ اشتريت سيارة لخدمات البيت ولكي تعينني على حضور الدروس والتنقل المريح , وكانت رواتبنا قليلة فرأيت ان اعمل فيها ساعتين او ثلاثاًًً لسد مصارفها من البنزين وغيره ... فإذا الشيخ يقول في احدى الجلسات :ـ لا يليق بالانسان ان يصعد على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم يعمل [بالتكسي] لا اقول هذا العمل محرم او مكروه بل هو لا يليق بالخطيب , فتركت العمل ذاك مع العلم انه لا احد يعلم اني اعمل بالسيارة الا القليل النادر .
3ــ سالني احدهم عن الشيخ احمد الطيب فمدحته كثيراًً ... فاذا الشيخ يقول موجهاًًالكلام للجلوس جميعاً :ـ لا اريد ان يمدحني احد هوّنوا على انفسكم و لا تغالوا بمدحي .
4__زرت الشيخ في بيته مع بعض الاخوة فاذا بالشيخ يرغّب بالزواج من امراة ثانية بل وقال:وما رايكم هل يصلح لمثلي أن يتزوج بامرأة ثانية؟وقد تعجبت جداً اذ لم يكن للموضوع مناسبة فلما خرجنا من بيته تبين لي أن أحد الذين معنا متزوج منذ سبع سنين ولم ي يُرزق بولد,فكان قصد الشيخ أن يحثه على الزواج وطلب الولد.
وهذا ما اعرفة عن الشيخ ... والله على ما اقوله شهيد .
والحمد لله أولاً وآخراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد على اله وصحبه وبعد فان الشيخ احمد الطيب من اعلام الموصل الاجلاء الذين يشار لهم بالبنان وقد عمل جاهداً على نشر العلم الشرعي في هذه المدينة , وكان حريصاً جداً على نشر العلم الديني والثقافة الاسلامية , فتراه يقبل كل طالب جديد ثم يدرج معه في الكتب الابتدائية , بل ويهتم بالطلاب المتبدئين والجدد اكثر من اهتمامه بالطلاب المتقدمين ، وما ذاك إلا لما ذكرته والله اعلم . ومما يقوي هذه الفكرة ويدعمها ... أني سألته مره قبل سنوات :- لماذا لا تؤلف كتباً تضع فيها خبرتك وتجاربك وعلمك ووجهك نظرك مما ينفع الناس , يقدم لهم زاداً يقتاتون عليه وهم في طريقهم الى الله فاجاب :- ان الانسان يقعد الليالي ذوات العدد يؤلف كتاباً يضع فيه فكره ثم يصرف عليه المال الكثير لكي يرى النور ثم يكون مصيره - على احسن الاحوال - ان يشترى وتزيّّن به المكتبه ويوضع على الرف لا يلمسه احد ولا يقرؤه احد , واذا قُرٍأ فهل يطبّّق ويحوّّّل الى منهج حياة ؟ فخير من هذا ان ادرّّّّس اجيالاًًًًًًًًًًًًًًًًًًً وابني نفوساًًًًً واوعي امة ... واني لأَدّعي ان كل طالب من طلابي كتاب مسطور متحرك مقروء مفعّّّّل مؤثر , قابل لأن يُستنسخ الى نسخ كثيرة .
ــ استاذنا الشيخ احمد طيب يسلك سبيل التدرج مع المسلم , يجعله يلتزم وينضبط شيئاً فشياً ... يستشهد دائماً بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا المقام:ـ (( ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ان المنبتّ لا ارضاً قطع ولا ظهراً أبقى)) .
ــ وكان لا يزال يصف هذا الحديث انه من فلتات الحكمة النبوية , يوصي المسلم الملتزم حديثاً الا يرهق نفسه بالاوراد وقراءة القران والصلاة والسنن وغيرها ... فان ذلك مدعاة لزهوق النفس مما قد يؤدي الى ترك الالتزام بل كان يوصي بالترويض شيئاً فشياً , وان هذا الاسلوب يجعل المسلم امتن ديناًً , وأقوى عريكة ، واكثر مقامة لوساوس الشيطان ومغريات الحياة الكثيرة .
ــ ان مجلس الشيخ يغشاه الهيبة والوقار , يجلس مدة طويلة يدرّس دون ان يتحرك ،واسع الصدر رحيب النفس , وانه كان يحاسب نفسه على النظرة والكلمة والحركة لأنه يعلم اننا نأخذ ذلك عنه , فليس الغرض من حضور حلق العلم الحصول على المعلومات او حشو العقل بالعلم , بل الامر اوسع من ذلك بكثير فهناك الخُلُق , وهناك المعاملة , وهناك السلوك , وهذه الامور المهمة هي زبده العلم بل هي ثمرة العلم .
ــ في هذه المجالس العلمية ... قد يرى الشيخ الفرصة مواتية زماناًً ومكاناً وحضوراً لإلقاء محاضرة في دقائق النفس البشرية ودخائلها وكيفية ترويضها على وفق منهج الله ... بل قد يتوقع اموراً مستقبليةاستقراء من الواقع الذي يحلله تحليلاً دقيقا بعقلية واعية وفطنة حاضرة , ووالله اني لأحس ــ حنيذاك ــ بالسمو الروحي , وغشيان الرحمة والسكينة الى قلبي ونفسي وكلماته الرقراقة وهي تغيض الى قلبي .
ــ من صفاتة التي لمستها لمس اليد , وتاكدت منها مراًًرا وتكراراًً .
ــ كان لا يردّّ سائلا... فما من سائل وقف على باب الغرفة إلا اعطاه : رجلاً او امرأة , صغيراً او كبيراً .
ــ كان يداعب ويمزح احياناً مزاحاًً صادقاًً هادفاًً مرحاًًً .
ــ يصل الرحم ... يزور امه في كردستان ولا يعود حتى تأذن له .
ــ يجتهد ان يبعد عنه الشهرة خوفاًًًًً من الرياء والسمعة , واذا ساقته الاقدار الى موضع من مواضعها لايقيم فيه إلا اذا اطمأنت نفسه ان الله تعالى اراد ان يقيمه فيه ويتحسس ذلك بنفسة الشفافة السامية .
ــ من كراماته التي حصلت معي :ـ وهي كثيرة اذكر منها :ـ
1ــ من طبيعتي اني اضع نسخة من القران الكريم وبعض الكتب في متناول يدي ... كان التلفاز في الطابق الاعلى والقران والكتب في الاسفل ... فكنت جالساً عند الشيخ انتظر دوري في الدرس... فاذا الشيخ فجأة يقول في معرض حديثه :ـ ليس من الادب ان يوضع المصحف في الاسفل والتلفاز في الاعلى لان التلفاز تعرض فيه اشياء محرمة ... فعلى كل مسلم ان ينتبه لذلك . فعرفت انها اشارة لي , من حنيها رفعت المصحف من ذلك المكان .
2ــ اشتريت سيارة لخدمات البيت ولكي تعينني على حضور الدروس والتنقل المريح , وكانت رواتبنا قليلة فرأيت ان اعمل فيها ساعتين او ثلاثاًًً لسد مصارفها من البنزين وغيره ... فإذا الشيخ يقول في احدى الجلسات :ـ لا يليق بالانسان ان يصعد على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم يعمل [بالتكسي] لا اقول هذا العمل محرم او مكروه بل هو لا يليق بالخطيب , فتركت العمل ذاك مع العلم انه لا احد يعلم اني اعمل بالسيارة الا القليل النادر .
3ــ سالني احدهم عن الشيخ احمد الطيب فمدحته كثيراًً ... فاذا الشيخ يقول موجهاًًالكلام للجلوس جميعاً :ـ لا اريد ان يمدحني احد هوّنوا على انفسكم و لا تغالوا بمدحي .
4__زرت الشيخ في بيته مع بعض الاخوة فاذا بالشيخ يرغّب بالزواج من امراة ثانية بل وقال:وما رايكم هل يصلح لمثلي أن يتزوج بامرأة ثانية؟وقد تعجبت جداً اذ لم يكن للموضوع مناسبة فلما خرجنا من بيته تبين لي أن أحد الذين معنا متزوج منذ سبع سنين ولم ي يُرزق بولد,فكان قصد الشيخ أن يحثه على الزواج وطلب الولد.
وهذا ما اعرفة عن الشيخ ... والله على ما اقوله شهيد .
والحمد لله أولاً وآخراً.