دين القبيلة
كثيرة هي المشاكل الأسرية التي تؤدي بالنتيجة إلى الطلاق الذي يفكك الأسرة ويجعل الأبناء عُرضة للانحراف ويلقيهم لقمة سائغة في مهب الريح لأي عاصفة هوجاء تقتلعهم من جذورهم ، وتزرع الأشواك في طريقهم وفي مضاجعهم ، ويصبحون وقوداً لنار الأحقاد التي تستعر في البيت ويهملون في خضم الصراعات العائلية ، إن زوجة الأب تريد أن تنتقم من كل شيء يَمُتُ إلى الماضي بصلة ، حتى ولو كان أبناء زوجها وهي بتصرفاتها هذه تجسد أبشع صور الأنانية وأبعدها عن الخلق القويم ، ولا يشعر الأبناء بالطمأنينة في هذا البيت ولا السكينة فيه ، ولا يعتبرون أنفسهم أفراداً أصلاء في هذا البيت بل هم لاجئون في بيت ليس لهم فيه إلا الاسم فقط .
نشأ (حمودي) في هذا الجو الذي تكثر فيه الأحقاد وتستعر في الصدور ، تحت يد زوجة أب ذات قلب قاسٍ لا يعرف الرحمة ولا يعرف الهوادة ، فكان يطرد من البيت لأي سبب ولو كان تافهاً ، وإذا بـه في قارعة الطريق ، بمباركة من الأب الذي كان يجاري زوجته في كل شيء ، وصار عليه دخول البيت محرماً إلا بوساطة من أحد الأصدقاء بعد عدة أيام ، دون أن يعرف أين كان يقضيها ومع من كان يعيش .
كان يقف أمام الأب وهو ينظر إليه بعينين محدقتين مفتوحتين مملوئتين حقداً وغضباً وكرهاً عليه وعلى الظروف التي يعاني منها فعانى من الظلم والبؤس والحرمان ، فالأب لايهتم بتربيته ولا يرعاه ولا يفتح عينيه ليرى مايصنع فيكافئه على إحسانه ويعاقبه على اسائته ،وبقي يعاني من هذه التصرفات حتى شدّ عوده وقويت بنيته فتعرف على مجموعة من السُرّاق خارج القرية ، ليقوم بسرقة بعض البيوت والمحلات التجارية ، والقي القبض عليه وأودع في سجن الإحداث لصغر سنه ، فلما قضى مدة محكوميته خرج ليعود إلى بيت أبيه من جديد ، فالأب بتصرفاته هذه خلق منه مجرماً وسارقاً محترفاً برغم صغر سنه ، فكم من منزل ومنزل قام بسرقته ، وجعل الأسر في القرية تعاني من فقد الأمن والأمان وتحرم أعينهم المنام وفقدوا لذة العيش الآمن والصفاء والهناء .
سخّرته زوجة أبيه هذه المرة للسرقة لتقوم ببيع السلع والأجهزة والمصوغات الذهبية التي يقوم بسرقتها ، وتعطيه نصف الأموال ليصرفها على ملذاته الشخصية مع توفير الحماية له من الأب الذي أراد أن يُـقوم الاعوجاج الذي فيه .
أخذ يسير في الشارع مرجلا شعره ومصصفاً إياه تصفيفاً حسناً ، يختال في مشيته زهواً وإعجاباً كأنه ديك الحبشة نافشاً ريشه ومسدسه تحت حزامه وسكينه في جيبه .
في أحد الأيام خرج من بيته فوقف في الشارع مع بعض الأصدقاء ، دخل لص من محلة أخرى إلى الشارع الذي يسكن فيه في أحد أحياء مدينة الموصل ، انبرى له وغرز سكينه في فخذه فولى اللص هارباً والسكين معلقاً في فخذه يئن من الألم وعاد ليقف مع الأصدقاء من جديد وهو يبتسم ابتسامة بلهاء ولم ينطق بحرف واحد.
أحب فتاة في الحي وأخذ يقدم لها الهدايا والمصوغات الذهبية مما فرض عليه عبئاً آخراً فازدادت سرقاته ، خرج لزيارة أحد الأصدقاء فرآه أحد الأشخاص فمنعه من دخول هذا الشارع فلما قال له حمودي: لماذا لاتريدني أن أدخل لازور صديقي ؟ قال : انك لص سارق ونخشى أن تقوم بسرقة منازلنا .
خبأ هذه الكلمات في صدره واضمر له الشر وقرر أن يقوم بسرقة بيته ، تسلق الجدار ودخل الدار وقام بسرقة التلفاز وبعض الأجهزة الكهربائية ليقوم بمناولتها لعصابته وسمع الرجل حركة غير عادية في البيت فقام من فراشه فرآى حمودي يسرق النقود والمصوغات الذهبية هجم الرجل عليه ، اخرج حمودي مسدسه ولكنه لم يستطع إطلاق الرصاص منه ، دار صراع بينهما على السلاح خرجت رصاصة ووقعت في فخذ حمودي ، سقط في الحال على الأرض مضرجاً بدمائه اتصل الرجل بشرطة النجدة ليودعه في السجن ، فانبرى أفراد العشيرة للدفاع عن حمودي أليس هو أحد أفرادها ،
ليس اظلم ولا أشنع من قلب الحقائق من قبل الكثيرين فإذا بين ليلة وضحاها يستحيل الحق الأبيض الأبلج إلى ليل اسود بهيم بينما صاحب الحق يراه أبيضاً ناصعاً كرابعة النهار ، في زمن استشرى فيه الفساد وتغيرت فيه الذمم وفسدت فيه الأخلاق ، فساد استشرى حتى في الأجهزة الحكومية ليقوم ضابط التحقيق بعد أن دفع له أفراد القبيلة مبلغاً من المال ، بتلقين ( حمودي) انه كان على موعد غرامي مع بنت صاحب الدار ولم يأتي للسرقة ليتخلص من حكمها ، فقام صاحب المنزل بالتنازل عن دعواه وتمَّ الصلح بينهما حفاظاً على سمعة أسرته ، فالشرطي مؤتمن على أعراض الناس وأموالهم وأخلاقهم فإذا بالشرطي نفسه يحتاج إلى مراقبة ومن لم يخاف الله لا شيء يمنعه من أن يسرق أو يزني أو يقتل أو يظلم أو يعتدي على أحد .
يجب أن تكذب القبيلة لان فيه ضياع مال أو هتك عرض لخصومها وهذا كله من قبيل النصرة للأبناء وتضحي بالإسلام والقانون في سبيل نصرة فرد من أفرادها ، فتُصغّر الجرم العظيم الذي يقوم بـه وتَـكسُر قلوب العباد وتُسخِّر سطوتها لنصرته، وكأن أفرادها فوق الشرع والقانون ، فانتصرت له القبيلة بعد خروجه من السجن لتقوم بتغريم الرجل مقابل إصابته في فخذه مبلغاً كبيراً من المال وإلا عرض نفسه وعائلته وعشيرته للإيذاء متناسية أنَّه هو من هجم على دار الرجل واعتدى على ماله ، وشوه وقذف عرضه بتهمة باطلة ، وكأن أبناء القبيلة ليسوا من المسلمين ، أو حتى من عرب الجاهلية الذين لايقرّون أن يعتدي أبناؤهم على عرض الآخرين فيحفظ هؤلاء الولاء للقبيلة ويبنتصرون لإفرادها ويدافعون عن مجرميها بدون وجه حق فلا نعلم من الذي يشرع ويحكم القبيلة ؟ هل هو دين محمد صلى الله عليه وسلم أم قانون سنته القبيلة لتدافع به عن المجرمين من أفرادها .
كثيرة هي المشاكل الأسرية التي تؤدي بالنتيجة إلى الطلاق الذي يفكك الأسرة ويجعل الأبناء عُرضة للانحراف ويلقيهم لقمة سائغة في مهب الريح لأي عاصفة هوجاء تقتلعهم من جذورهم ، وتزرع الأشواك في طريقهم وفي مضاجعهم ، ويصبحون وقوداً لنار الأحقاد التي تستعر في البيت ويهملون في خضم الصراعات العائلية ، إن زوجة الأب تريد أن تنتقم من كل شيء يَمُتُ إلى الماضي بصلة ، حتى ولو كان أبناء زوجها وهي بتصرفاتها هذه تجسد أبشع صور الأنانية وأبعدها عن الخلق القويم ، ولا يشعر الأبناء بالطمأنينة في هذا البيت ولا السكينة فيه ، ولا يعتبرون أنفسهم أفراداً أصلاء في هذا البيت بل هم لاجئون في بيت ليس لهم فيه إلا الاسم فقط .
نشأ (حمودي) في هذا الجو الذي تكثر فيه الأحقاد وتستعر في الصدور ، تحت يد زوجة أب ذات قلب قاسٍ لا يعرف الرحمة ولا يعرف الهوادة ، فكان يطرد من البيت لأي سبب ولو كان تافهاً ، وإذا بـه في قارعة الطريق ، بمباركة من الأب الذي كان يجاري زوجته في كل شيء ، وصار عليه دخول البيت محرماً إلا بوساطة من أحد الأصدقاء بعد عدة أيام ، دون أن يعرف أين كان يقضيها ومع من كان يعيش .
كان يقف أمام الأب وهو ينظر إليه بعينين محدقتين مفتوحتين مملوئتين حقداً وغضباً وكرهاً عليه وعلى الظروف التي يعاني منها فعانى من الظلم والبؤس والحرمان ، فالأب لايهتم بتربيته ولا يرعاه ولا يفتح عينيه ليرى مايصنع فيكافئه على إحسانه ويعاقبه على اسائته ،وبقي يعاني من هذه التصرفات حتى شدّ عوده وقويت بنيته فتعرف على مجموعة من السُرّاق خارج القرية ، ليقوم بسرقة بعض البيوت والمحلات التجارية ، والقي القبض عليه وأودع في سجن الإحداث لصغر سنه ، فلما قضى مدة محكوميته خرج ليعود إلى بيت أبيه من جديد ، فالأب بتصرفاته هذه خلق منه مجرماً وسارقاً محترفاً برغم صغر سنه ، فكم من منزل ومنزل قام بسرقته ، وجعل الأسر في القرية تعاني من فقد الأمن والأمان وتحرم أعينهم المنام وفقدوا لذة العيش الآمن والصفاء والهناء .
سخّرته زوجة أبيه هذه المرة للسرقة لتقوم ببيع السلع والأجهزة والمصوغات الذهبية التي يقوم بسرقتها ، وتعطيه نصف الأموال ليصرفها على ملذاته الشخصية مع توفير الحماية له من الأب الذي أراد أن يُـقوم الاعوجاج الذي فيه .
أخذ يسير في الشارع مرجلا شعره ومصصفاً إياه تصفيفاً حسناً ، يختال في مشيته زهواً وإعجاباً كأنه ديك الحبشة نافشاً ريشه ومسدسه تحت حزامه وسكينه في جيبه .
في أحد الأيام خرج من بيته فوقف في الشارع مع بعض الأصدقاء ، دخل لص من محلة أخرى إلى الشارع الذي يسكن فيه في أحد أحياء مدينة الموصل ، انبرى له وغرز سكينه في فخذه فولى اللص هارباً والسكين معلقاً في فخذه يئن من الألم وعاد ليقف مع الأصدقاء من جديد وهو يبتسم ابتسامة بلهاء ولم ينطق بحرف واحد.
أحب فتاة في الحي وأخذ يقدم لها الهدايا والمصوغات الذهبية مما فرض عليه عبئاً آخراً فازدادت سرقاته ، خرج لزيارة أحد الأصدقاء فرآه أحد الأشخاص فمنعه من دخول هذا الشارع فلما قال له حمودي: لماذا لاتريدني أن أدخل لازور صديقي ؟ قال : انك لص سارق ونخشى أن تقوم بسرقة منازلنا .
خبأ هذه الكلمات في صدره واضمر له الشر وقرر أن يقوم بسرقة بيته ، تسلق الجدار ودخل الدار وقام بسرقة التلفاز وبعض الأجهزة الكهربائية ليقوم بمناولتها لعصابته وسمع الرجل حركة غير عادية في البيت فقام من فراشه فرآى حمودي يسرق النقود والمصوغات الذهبية هجم الرجل عليه ، اخرج حمودي مسدسه ولكنه لم يستطع إطلاق الرصاص منه ، دار صراع بينهما على السلاح خرجت رصاصة ووقعت في فخذ حمودي ، سقط في الحال على الأرض مضرجاً بدمائه اتصل الرجل بشرطة النجدة ليودعه في السجن ، فانبرى أفراد العشيرة للدفاع عن حمودي أليس هو أحد أفرادها ،
ليس اظلم ولا أشنع من قلب الحقائق من قبل الكثيرين فإذا بين ليلة وضحاها يستحيل الحق الأبيض الأبلج إلى ليل اسود بهيم بينما صاحب الحق يراه أبيضاً ناصعاً كرابعة النهار ، في زمن استشرى فيه الفساد وتغيرت فيه الذمم وفسدت فيه الأخلاق ، فساد استشرى حتى في الأجهزة الحكومية ليقوم ضابط التحقيق بعد أن دفع له أفراد القبيلة مبلغاً من المال ، بتلقين ( حمودي) انه كان على موعد غرامي مع بنت صاحب الدار ولم يأتي للسرقة ليتخلص من حكمها ، فقام صاحب المنزل بالتنازل عن دعواه وتمَّ الصلح بينهما حفاظاً على سمعة أسرته ، فالشرطي مؤتمن على أعراض الناس وأموالهم وأخلاقهم فإذا بالشرطي نفسه يحتاج إلى مراقبة ومن لم يخاف الله لا شيء يمنعه من أن يسرق أو يزني أو يقتل أو يظلم أو يعتدي على أحد .
يجب أن تكذب القبيلة لان فيه ضياع مال أو هتك عرض لخصومها وهذا كله من قبيل النصرة للأبناء وتضحي بالإسلام والقانون في سبيل نصرة فرد من أفرادها ، فتُصغّر الجرم العظيم الذي يقوم بـه وتَـكسُر قلوب العباد وتُسخِّر سطوتها لنصرته، وكأن أفرادها فوق الشرع والقانون ، فانتصرت له القبيلة بعد خروجه من السجن لتقوم بتغريم الرجل مقابل إصابته في فخذه مبلغاً كبيراً من المال وإلا عرض نفسه وعائلته وعشيرته للإيذاء متناسية أنَّه هو من هجم على دار الرجل واعتدى على ماله ، وشوه وقذف عرضه بتهمة باطلة ، وكأن أبناء القبيلة ليسوا من المسلمين ، أو حتى من عرب الجاهلية الذين لايقرّون أن يعتدي أبناؤهم على عرض الآخرين فيحفظ هؤلاء الولاء للقبيلة ويبنتصرون لإفرادها ويدافعون عن مجرميها بدون وجه حق فلا نعلم من الذي يشرع ويحكم القبيلة ؟ هل هو دين محمد صلى الله عليه وسلم أم قانون سنته القبيلة لتدافع به عن المجرمين من أفرادها .