منتدى الحياة الموصلية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الحياة الموصلية

منتدى الحياة الموصلية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحياة الموصلية

منتدى ( ادبي - علمي - ثقافي - رياضي )


    مدرس مادة الدين في مدرستنا

    جاسم شلال
    جاسم شلال
    مشرف مساعد
    مشرف مساعد


    عدد المساهمات : 392
    نقاط : 1143
    تاريخ التسجيل : 27/09/2010
    العمر : 56

    مدرس مادة الدين في مدرستنا Empty مدرس مادة الدين في مدرستنا

    مُساهمة من طرف جاسم شلال الإثنين مارس 21, 2011 3:08 pm

    مدرّس الدين
    جاسم عبد شلال
    كنت طالباً في الصف الخامس الإعدادي في إعدادية المستقبل في مدينة الموصل تميزت هذه الإعدادية على مدى تاريخها الطويل بالتميز في كل شيء في أساتذتها وطلابها كذلك وكنا نحب مدرّس الدين الأستاذ عبدالرحمن اسماعيل رحمه الله الذي كان يدرسنا مادة الدين وكذلك الأستاذ حازم شاكر الذي كان يدرّس الشعب الأخرى ورغم كونه ليس بأستاذ لنا كانت تربطنا معه علاقة حميمة من خلال وقوفه معنا في ساحة المدرسة وتميز بهذه الصفة فكان لايدخل إلى غرفة المدرسين في فترة الاستراحة بل يبقى بيننا وكان إرشاده لنا من خلال سرده لحوادث وقعة له في فترة شبابه ومراهقته وبعد ذلك يبين لنا الأخطاء وندمه على هذه الحوادث مرشدا لنا ومبينا في الوقت نفسه كيف نبتعد عنها وكيف نتجنب الخطأ فكان لنا الاخ والصديق والاب الذي نشكو اليه همونا ونامنه على اسرارنا وكان المدافع عنا امام ادارة المدرسة .
    أما الأستاذ عبدالرحمن الذي كان يدرسنا مادة الدين كنا نحبه حبا شديدا فاذا حان موعد درس الدين ترى جميع الطلاب بشوق إلى رؤيته فإذا قال مراقب الصف قيام فترى قيام الطلاب بسرعة فائقة فيحدث قيامهم جلببت في أرجاء الصف احتراما له وهم فرحين في هذا القيام معبرين من خلاله عن مدى احترامهم لهذا الأستاذ الفاضل والمربي الكبير الذي شغف قلوب طلابه حباً. فكان عند دخوله الصف يدخل بوجه تعلوه الابتسامة والفرح فكان أول الأمر يحيينا بتحية الإسلام وبعد أن نرد عليه التحية يقول لنا بصوت حنون اجلسوا ياابنائي بارك الله فيكم . فيقوم بعرض الدرس وبعد إكماله يريد أن يتضح له مدى فهمنا للدرس يأخذ بتوجيه الأسئلة وبيان الرأي والمشاركة فترى المشاركة حاصلة من جميع طلاب الصف . فإذا دق جرس المدرسة وحان الخروج إلى البيت انتظارناه خارجا لكي نسير معه في ذهابنا إلى البيت وشاءت الأقدار أن يكون سكن الأستاذ عبدالرحمن في حينا فانا امتاز عن بقية الطلاب بالذهاب معه إلى البيت ونسير إلى أن نصل الى موقف الباصات الذي بعد أكثر من 1500م عن مدرستنا وكان في دورة الحمام فاصعد معه السيارة وأنا وبعض الزملاء من سكنت الحي وما ان نصل الى حينا هرعنا إلى كتابة وتحضير دروسنا وما أن ينادي المنادي إلى صلاة العصر إلا وهرعنا مسرعين إلى الجامع الذي يوجد في حينا وذلك لكون الأستاذ عبدالرحمن هو إمام وخطيب جامع الحاج عبدالرزاق في حي الوحدة وبعد أن نقضي الصلاة يلتفت إلينا قائلا من أكمل درسه اليوم فليبقى ومن لم يكمل فلينصرف على أن نعيد عليه المحاضرة في وقت لاحق وهكذا توطدت العلاقة بيننا فأحببنا هذا الأستاذ وبحبه أحببنا هذه المادة التي يدرسها وبحبها أحببنا خالقنا ونبينا وديننا .
    وفي احد الايام ونحن بانتظار الأستاذ عبدالرحمن وإذا بأستاذ آخر يدخل علينا وكان الغضب يعلو وجهه وعيناه محمرتان وقد عقد ما بين حاجبين واول دخول الصف أشار لنا بيده قائلاً بصوت مرتفع اجلسوا فأحسسنا الفرق مابين الأستاذين فاخذ يقرأ ويشرح الدرس فقال من يقرأ لي وكالمعتاد كنت أول من يقرأ وبعد أن باشرت القراءة بآيتين وإذا به يتقدم إليَّ مسرعاً مشيراً لي بيده قائلاً بصوت يعلوه الغضب وكأني ارتكبت جرماً قائلاً لي اصمت صوتك يزعجني فانهالت عليَّ هذا الكلمات ووقعت في نفسي مبلغاً عظيماً وأحسست أن ضربة شديدة وقعت على هامة رأسي ولم أرى أو اسمع شيء في هذا الوجود إلا بعد لحظات فأفقت على ضحك زملائي في الدرس . وأراد الأستاذ ( .......) أن يسيطر على الطلاب لكن دون جدوى وأخذ يتناول الطباشير ويضرب به طلاب الصف ولكن لم يستطع إيقافهم فهرع مسرعاً إلى مدير المدرسة وكان هذا المدير رجل فاضل تميز بالأخلاق الحميدة والصبر والأناة وعدم التسرع في اتخاذ القرارات وكان يسمع الأصوات التي تخرج من صفنا وأحدثت ضوضاء كبيرة في إرجاء المدرسة فلما دخل صفنا انتهى كل شيء وأراد أن يستبين الأمر وأخذ الأستاذ (...) يردد كلمات جارحة إلينا فقال له مدير المدرسة : أستاذ أرجوك لاتتكلم هكذا . أبنائي الطلاب ماذا حدث ؟ فلم يتكلم أحد فانتبه إليًّ والدموع تنزل من عينيّ كالمطر فقال مابك ؟ فاجهشت في البكاء . وأخذ زملائي في الصف في الضحك من جديد . فقال مابكم ؟ فقام إليه أحد التلاميذ فقال أستاذ اعتاد الأستاذ عبدالرحن أن يكون زميلنا أول من يقرأ الدرس وان لم يكن أناداناً صوتاً وذلك لكونه أكثرنا ضبطاً وحفظاً للقرآن الكريم وعندما دخل الأستاذ اليوم إلى صفنا وكالمعتادة قام زميلنا كي يقرأ الدرس فأنبه الأستاذ وكاد أن يضربه معنفاً إياه وقائلاً له بصوت عال ( اصمت صوتك يزعجني ) . فقال الأستاذ مدير المدرسة ياأبنائي اخرجوا واحداً خلف الآخر إلى ساحة المدرسة على أن لا تزعجوا زملائكم في الصفوف الأخرى فخرجنا . وذهب به إلى غرفة المدير ولا نعلم ماحدث هناك ولعله أرشده وبين له كيف يكون التعامل مع الطلاب . ولكن الأستاذ (... ) استمر في تصرفاته مع بقية الطلاب فكثرة الغيابات في مادة الدين فانتبه إليها مدير المدرسة من خلال سجل غيابات الدروس فدخل صفنا وأخذ يبين لنا أهمية هذا الدرس وان مثل هذا التصرف سوف يكون سبباً في تدني مستوانا العلمي وان حضور مثل هذا الدرس هو واجب ديني مفروض علينا . فأجمع طلاب الصف قائلين لمدير المدرسة إذا دخل الأستاذ (.... ) إلى صفنا سوف نخرج منه جميعاً .
    فقال ماذا الأستاذ مدير المدرسة تريدون ياأبنائي ؟ قلنا نريد الأستاذ الجليل والأب الفاضل الأستاذ عبدالرحمن فلبى لنا مطلبنا ونقل لتدريس مادة اللغة العربية في صف أخر .
    هذه الحادثة كانت لها الأثر الكبير عليَّ إذ لم استطع أن اجهر بعدها بقراءتي أمام أحد وحتى بعد أن أصبحت معلماً لمادة التربية الإسلامية إذ كنت أقرأ قراءة دون أن أرتل لطلابي الصغار القرآن . إلا انه حدث حدث غير مجرى حياتي في يوم دخلت فيه مسجد قريتنا لصلاة المغرب . وكان الإمام ذلك اليوم ليس موجوداً وكان معظم المصليين في قرينا هم من كبار السن فقام احدهم واخذ بيدي وقدمني للصلاة بهم وكانت صلاة المغرب وعلي ا ن اقرأ بصورة جهرية وأخذت جميع فرائصي ترتجف ولم استطع الثبات ولا اعلم هل الأرض تتحرك خلفي أم أنا الذي أصابني مااصابني وكنت أدعو الله أن أستطيع إكمال الصلاة دون أن اسقط على الأرض . وبعد إكمالها توجه إلي كبار السن وقالوا بارك الله فيك من الآن أنت إمامنا الثاني وتشجع ولا تتردد فقراتك جيدة هذه الامر الذي فرض علي من قبل ابناء قريتي شجعني على مواصلة طلب العلم وخاصة العلم الشرعي وماهي الا سنوات وبفضل تالله حصلت على إجازة حفص في قراءة القران الكريم . موقف واحد من رجل غير مسؤول أوقفني عن طلبي للعلم الشرعي لأكثر من عشر سنوات وموقف واحد من رجل طاعن في السن لايجيد القراءة والكتابة كان سببا في تغيير مسار حياتي جميعها فبارك الله في اساتذنا الذين اخذوا بأيدنا وغرسوا في قلوبنا حب هذا الدين وأرشدونا إلى الطريق ورحم الله الأستاذ عبدالرحمن وتغمده برحمته وجعله في أعلى الجنان انه على ذلك لقدير وبالإجابة لجدير وحفظ الله استاذنا حازم شاكر وأمد في عمره ورزقه العمل الصالح وختم له بالخاتمة الحسن وغفر الله لشيوخنا ومعلمينا في كل مراحل الدراسة .


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:16 pm