عبدالرحمن نجم الدين الكوراني
(1939-1995)
ولد في منطقة العشائر السبعة التي كانت ضمن حدود محافظة نينوى سابقاً سنة ( 1356هـ /1939م ) ، حيث بدأ حياته منذ صغره وعلى محياه علائم الورع والتقوى وتلقى المبادئ الأولية من تعليمه على يد والده المرحوم نجم الدين وكان والده في ذلك الحين عالما ومدرسا متميزا فغرس في نفس ولده حب الإيمان والسير في طريق الإسلام والابتعاد عن مزالق الشيطان ، وحصنه من هوى الشباب وأصبح في بداية شبابه يحمل المبادئ الأولية للدين الإسلامي الحنيف ثُمَّ أراد والده له المزيد من التعلم والتلقي والحصول على العلوم الشرعية والحرص على إكمال دراستها وفهمها ، فدرس عند المشايخ والعلماء في منطقته .
وكان هناك عدد من أصحاب العلم فدرس دراسة متواصلة عندهم وتلقى بواكير النهج العلمي والفهم الرباني على أيديهم هذا على صعيد التحصيل العلمي في مجال الحياة الدينية أما على المسار الآخر فواصل دراسته في المدارس المتوسطة حتى انهى الدراسة الإعدادية إلا ان طموحه لم يقف عند هذا الحد فالتحق طالباً أكاديمياً في كلية الإمام الأعظم في بغداد وكانت هذه الكلية من الكليات التي تخرج العلماء والدعاة وتواصل في دراسته مدة الدراسة الكاملة حتى حصل على شهادة الدراسة وانهى دراسته متميزاً مع بعض أصحابه في ذلك اتجه إلى التعُيّن في المدارس الرسمية فعمل في حقل التدريس وفي مجال الإمامة والخطابة حتى غدا مع مر السنين من العلماء العاملين الذين زهدوا في الدنيا واقبلوا على الآخرة فحسنت سيرته وعرف بكونه عالماً مسالماً مهذباً مستقيماً هادئ الطبع بسيط المظهر بهي الطلعة حيث لبس الجبة والعمامة وهو لباس العلماء التقليدي آنذاك مع العلم أن المظهر كان بسيطاً إلا انه تقليداً متبعاً عمل في الكثير من الجوامع حيث كان إماماً في جامع ذي النورين بالقرب من منطقة حي النور على الشارع العام وهو من الجوامع الحديثة الذي يرتاده عدد كبير من المصلين والمثقفين ثُمَّ بعد ذلك نقل إلى أداء الخطبة في جامع النعمانية في منطقة السرجخانة وتميزت خطبته بالبساطة والدقة الموضوعية حيث اعتاد المصلين على نهجه في هذا المجال التي اتسمت بالدعوة الصادقة والمفاهيم الواعية الواضحة التي لا لبس فيها وكان وسطا في دعوته متسامحاً في تعامله لكنه لم يكن متساهلاً في أمور الدين بل كان حديا صارماً خائفاً من الله لذا نرى معظم الناس أحبوه ووثقوا فيه وعملوا بوصاياه وامتثلوا لنصائحه وأقواله .
نقل إلى جامع مجول القريب من منطقة باب الجديد وبقي في هذا الجامع عدة سنوات ولهذه المنطقة خصوصيتها التي تتميز بها عن حي النور من حيث التركيب السكاني والعادات والتقاليد إلا ان الشيخ عبدالرحمن كان نعم الفقيه المرشد المربي دعا الناس إلى الخير والوحدة والزهد في سبيل الله والعمل الصالح والابتعاد عن المعاصي في سنة 1414هـ /1993م .
عمل خطيباً لجامع النبي شيت وهذا الجامع من الجوامع الكبيرة والمهمة في المدينة حيث يرتاده أعداد كبيرة من المصلين فكان هادءاً وقوراً متنوراً كان يبحث عن الفقراء ويرحم الضعفاء ويواسي المحتاجين ويدعو لهم بالصبر والاحتساب في تلك الأيام الصعبة التي عاشها الناس أيام الحصار الذي فرض على العراق كان يزور الأرامل ويواسيهم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله )، حظي بصحبة الناس وملازمتهم ، كان كثير الدعاء للمسلمين في آخر خطبة قبل أسبوع من وفاته دعا المسلمين الى وحدة الكلمة ورص الصفوف وأداء حقوق الناس العامة والخاصة كان كثير الانفاق في سبيل الله وعمل جاهداً لنصرة الفقراء والمعوزين كان يزور أصحابه من العلماء الساكنين في حي العلماء وأحب العلماء وطلاب العلم كان دائماً يحرص على حضور الاجتماعات الشهرية لإدارة الأوقاف فيستمع إلى التعليمات الضرورية الواردة من الجهات الرسمية ، والوقار سمته الأولى والابتسامة لا تفارقه كلامه في نبرة اللين والبساطة والوقار في أواخر حياته أصابه الأرق وتعب من الدنيا واستعد للآخرة وهو يرجو رحمة الله راجياً مغفرته وهو الذي خشي الله في كل أعماله لان الله يستحق العبادة والخشية وأمَّا القول الفاصل الذي كان نصب عينيه وهو انمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ وجاءت سكرة الموت بالحق فلبى نداء ربه في النصف الثاني من سنة 1995م ووري الثرى فرحم الله هذا الشيخ واسكنه فسيح جناته( ) .
(1939-1995)
ولد في منطقة العشائر السبعة التي كانت ضمن حدود محافظة نينوى سابقاً سنة ( 1356هـ /1939م ) ، حيث بدأ حياته منذ صغره وعلى محياه علائم الورع والتقوى وتلقى المبادئ الأولية من تعليمه على يد والده المرحوم نجم الدين وكان والده في ذلك الحين عالما ومدرسا متميزا فغرس في نفس ولده حب الإيمان والسير في طريق الإسلام والابتعاد عن مزالق الشيطان ، وحصنه من هوى الشباب وأصبح في بداية شبابه يحمل المبادئ الأولية للدين الإسلامي الحنيف ثُمَّ أراد والده له المزيد من التعلم والتلقي والحصول على العلوم الشرعية والحرص على إكمال دراستها وفهمها ، فدرس عند المشايخ والعلماء في منطقته .
وكان هناك عدد من أصحاب العلم فدرس دراسة متواصلة عندهم وتلقى بواكير النهج العلمي والفهم الرباني على أيديهم هذا على صعيد التحصيل العلمي في مجال الحياة الدينية أما على المسار الآخر فواصل دراسته في المدارس المتوسطة حتى انهى الدراسة الإعدادية إلا ان طموحه لم يقف عند هذا الحد فالتحق طالباً أكاديمياً في كلية الإمام الأعظم في بغداد وكانت هذه الكلية من الكليات التي تخرج العلماء والدعاة وتواصل في دراسته مدة الدراسة الكاملة حتى حصل على شهادة الدراسة وانهى دراسته متميزاً مع بعض أصحابه في ذلك اتجه إلى التعُيّن في المدارس الرسمية فعمل في حقل التدريس وفي مجال الإمامة والخطابة حتى غدا مع مر السنين من العلماء العاملين الذين زهدوا في الدنيا واقبلوا على الآخرة فحسنت سيرته وعرف بكونه عالماً مسالماً مهذباً مستقيماً هادئ الطبع بسيط المظهر بهي الطلعة حيث لبس الجبة والعمامة وهو لباس العلماء التقليدي آنذاك مع العلم أن المظهر كان بسيطاً إلا انه تقليداً متبعاً عمل في الكثير من الجوامع حيث كان إماماً في جامع ذي النورين بالقرب من منطقة حي النور على الشارع العام وهو من الجوامع الحديثة الذي يرتاده عدد كبير من المصلين والمثقفين ثُمَّ بعد ذلك نقل إلى أداء الخطبة في جامع النعمانية في منطقة السرجخانة وتميزت خطبته بالبساطة والدقة الموضوعية حيث اعتاد المصلين على نهجه في هذا المجال التي اتسمت بالدعوة الصادقة والمفاهيم الواعية الواضحة التي لا لبس فيها وكان وسطا في دعوته متسامحاً في تعامله لكنه لم يكن متساهلاً في أمور الدين بل كان حديا صارماً خائفاً من الله لذا نرى معظم الناس أحبوه ووثقوا فيه وعملوا بوصاياه وامتثلوا لنصائحه وأقواله .
نقل إلى جامع مجول القريب من منطقة باب الجديد وبقي في هذا الجامع عدة سنوات ولهذه المنطقة خصوصيتها التي تتميز بها عن حي النور من حيث التركيب السكاني والعادات والتقاليد إلا ان الشيخ عبدالرحمن كان نعم الفقيه المرشد المربي دعا الناس إلى الخير والوحدة والزهد في سبيل الله والعمل الصالح والابتعاد عن المعاصي في سنة 1414هـ /1993م .
عمل خطيباً لجامع النبي شيت وهذا الجامع من الجوامع الكبيرة والمهمة في المدينة حيث يرتاده أعداد كبيرة من المصلين فكان هادءاً وقوراً متنوراً كان يبحث عن الفقراء ويرحم الضعفاء ويواسي المحتاجين ويدعو لهم بالصبر والاحتساب في تلك الأيام الصعبة التي عاشها الناس أيام الحصار الذي فرض على العراق كان يزور الأرامل ويواسيهم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله )، حظي بصحبة الناس وملازمتهم ، كان كثير الدعاء للمسلمين في آخر خطبة قبل أسبوع من وفاته دعا المسلمين الى وحدة الكلمة ورص الصفوف وأداء حقوق الناس العامة والخاصة كان كثير الانفاق في سبيل الله وعمل جاهداً لنصرة الفقراء والمعوزين كان يزور أصحابه من العلماء الساكنين في حي العلماء وأحب العلماء وطلاب العلم كان دائماً يحرص على حضور الاجتماعات الشهرية لإدارة الأوقاف فيستمع إلى التعليمات الضرورية الواردة من الجهات الرسمية ، والوقار سمته الأولى والابتسامة لا تفارقه كلامه في نبرة اللين والبساطة والوقار في أواخر حياته أصابه الأرق وتعب من الدنيا واستعد للآخرة وهو يرجو رحمة الله راجياً مغفرته وهو الذي خشي الله في كل أعماله لان الله يستحق العبادة والخشية وأمَّا القول الفاصل الذي كان نصب عينيه وهو انمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ وجاءت سكرة الموت بالحق فلبى نداء ربه في النصف الثاني من سنة 1995م ووري الثرى فرحم الله هذا الشيخ واسكنه فسيح جناته( ) .