الشيخ سالم شيت محمد الدزوتي
ولد في مدينة الموصل سنة 1951م . وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها .
دخل كلية الإمام الأعظم في بغداد سنة 1971م وحصل منها على شهادة البكالوريوس سنة 1975.
نشأ في أسرة متدينة تعنى بتربية أولادها على منهج الإسلام القويم فنشأ شاباً صالحاً ومسلماً طائعاً عاملاً بتعاليم الإسلام وملتزماً بسلوكه وآدابه وكان هذا سمته طيلة حياته رحمه الله .
أسرته :
تزوج رحمه الله ورزقه الله بخمسة من الأولاد : ساروا على نهج أبيهم في الدعوة إلى الله تعالى .
وظائفه التي اشغلها :
عين الشيخ سالم مدرساً في ثانوية ربيعة عام 1977 م، ثُمَّ انتقل إلى إدارات المعهد الإسلامي في قضاء تلعفر ، ثُمَّ إلى ثانوية تلسقف . وبعد أن اندلعت الحرب العراقية الإيرانية كان من جنود الاحتياط . ثُمَّ انتدب كمدرس في ثانوية برطلة ومن ثُمَّ انتقل إلى ثانوية ( صفية ) في ناحية ... ، وبعدها إلى مدرسة قريبة من سد الموصل ثُمَّ انتقل إلى مدينة الموصل وبالذات إلى مدرسة عثمان بن عفان في حي المثنى . ثُمَّ انتقل إلى إعدادية الرسالة ، ثُمَّ الى متوسطة عثمان بن عفان واستمر فيها لحين الغزو الامريكي ، ثُمَّ تقلد منصب إدارة إعدادية الدراسات الإسلامية في الغزلاني لحين استشهاده .
عمل خطيباً في عدة مساجد منها :
جامع السيد حمد في ناحية النمرود .
جامع محمود الصادق كخطيب لمدة ( 19 ) عاماً حسبة لله عز وجل .
صفاته :
كان رحمه الله يوقر العلماء وينزلهم منازلهم ، حتى ولو كان العالم أصغر منه سناً أو اقل منه علماً ، كان حريصاً على الالتزام بالسنة والتأدب بأخلاق السلف ، وكان يحب لبس البياض من الثياب .
كان صاحب قلب يحترق على الإسلام وأهله ، عالم رباني وداعية مقدام ، وصاحب ضمير حي ومحب للخير وداع إليه ، وكان رجلاً جريئاً في أقواله وأفعاله ويقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم .
يتصف بالحكمة في الدعوة إلى الله فقد كان يعيش بين تيارات متنوعة الاتجاهات ولكن بالرغم من ذلك كان يتعامل مع الكل دون أن يخدش مشاعر أحدهم ، لأنه كان حريصاً على توحيد الكلمة والصف وترك الجدل والتباغض والتحاسد بين صفوف المصلين وكان لا يتعصب لفكره أو رأيه .
صاحب ابتسامة وبشاشة في الوجه وطيب في الكلام ودماثة في الخلق ومضياف في كل لقاء لك معه تراه يحرص على استضافتك كثيراً .
كان متفائلاً بمستقبل الإسلام وكان دائماً ما يقول إن هذه الأمة لن تموت أبداً ولكن يجب علينا الدعوة إلى الله فهي مسؤولية الجميع . وان ما يمر به العراق اليوم ما هو إلا ابتلاء واختبار وليس عقاباً .
وكان ذا إتقان في العلوم الشرعية كالنحو والصرف والبلاغة والحديث والفقه وغيرها .
دعوته :
كان المجتمع العراقي في السبعينات وفي الثمانينات من القرن الماضي ليس متديناً ، وكان منهج الدولة الرسمي هو الى العلمانية أقرب منه إلى الإسلام ، ولذلك كانت الفكرة السائدة عن العلماء يشوبها القصور وشيء من عدم الاهتمام . كان قد اختط لنفسه خطا وسطيا متسما بالعلم الشرعي .
كان عمله منصباً لخدمة دينه بالدرجة الأولى وغايته رضا الله سبحانه لذا ترك أثراً واضحاً في كل عمل تقلده وترك أثراً لا ينسى في أي مكان حل فيه سواء في جوامع ومساجد الموصل أو المدارس .
لهذا فأن سيرته العطرة وذكره الطيب على كل لسان رحمه الله ومع المناصب الحكومية التي تقلدها فأنه لم ينسى دعوته إلى الله سبحانه وتعالى فكان أول من تطوع لخدمة دين الله فكان يخطب ويلقي دروسا في الدعوة في معظم قرى الموصل في رمضان في رمضان .
في أعياد المولد النبوي وكان حاضراً في تشييع الموتى وإلقاء كلمات التأبين ومجالس العزاء كان عالماً عاملاً لم يتوانى عن خدمة الناس ليلاً ونهاراً .
أما رعايته للفقراء والمساكين والأيتام والأرامل فكان من أول اهتمامه التي يباشرها بنفسه ويحث الأغنياء من المسلمين على التصدق عليهم ومواستهم بموالهم .
خطبه :
ومن يستمع إلى خطبه يقف على كثير من الأحداث التي كان يواكبها ، والقضايا التي يعيشها وهموم الدعوة التي يحملها ، ومن يستمع إليه يجد همة الشباب وعزيمة الشباب من يسمعه يعلم مدى حرصه على تحكيم وتطبيق شريعة الله في كل المجالات .
وكان رحمه الله تعالى يقول : علينا إتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء في حياتنا وفي العلم والتعليم كذلك . وان نبتعد عن تزييف الشعارات وأن لا نسير خلف الرايات الخداعة .
معرفتي به :
لقد تشرفت بمعرفته في صيف عام 2003م في مدينة بغداد في منطقة الأعظمية وتحيدا في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان حيث ذهبنا معد عدد كبير من علماء الموصل لغرض حضور تأسيس هيئة علماء المسلمين وهناك تعرفت عليه ، حيث إنني كنت اسمع به من قبل ولم يحصل بيننا لقاء فلازمته في سفري هذا فوجدته كيم النفس يبذل بسخاء على إخوته من العلماء وخدوماً ومتواضعاً .
كما سعدت بلقائه مرات عديدة وفي أماكن شتى منها تأسيس رابطة المعلمين والمدرسين العراقية للتطوير التربوي فوجه لي دعوة للإفطار في بيته وكان في 17 رمضان من عام 2004 م ، وكنت بعد كل لقاء ازداد حبا لهذا الرجل وإعجاباً بأخلاقه وعمله لدعوته وبساطته وتواضعه وحسن حديثه وطريقته في الدعوة ومعايشته لمشكلات الناس فخرجت معه في أكثر من مناسبة في ناحية النمرود وقراها لغرض إلقاء المحاضرات الدينية والتثقيفية على أبناء المنطقة.
استشهاده :
خرج من جامع بعد أداء صلاة العصر في السابع عشر من رمضان المصادف 29/9/2007 وهو يبكي على استشهاد (الشيخ غانم قاسم فرج ) إمام وخطيب جامع الهدى في حي القدس الذي استشهد في التاسعة والنصف من صباح ذلك اليوم .
أثار استشهاده غضباً عارماً في أوساط الناس الذين عرفوه . وترك فراغاً لم يشغله أحد بعده فالعاملون كثيرون ولكنَّ المخلصين قلة في هذا الزمان .
رحم الله الشهيد سالم شيت وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وان لله وان إليه راجعون ..... رحم الله شهيدنا واسكنه فسيح جناته .
فأعمار الرجال لا تقاس بالأعوام والأيام والساعات وأعمال الدعاة إلى لا تحصر بين لحظة الولادة ولحظة الوفاة فقد يعمر الرجل وتكون حياته سحابة صيف ، وقد يزف الموت رجالاً في زهو الشباب ، وقد مات قوم وهم في الناس أحياء ، فكيف برجل قضى أكثر عمره في سبيل نشر الإسلام وإصلاح المجتمع .
فما تلك إلا شذرات ولمحات لرجل قد أكرمه الله تعالى بالشهادة ولهم من المزايا يفوق ما سطرته فما هي إلا قطرات من بحر سجاياه التي أنعم الله عليهم بها وأردت ان تكون لمست وفاء لمن كان له قدم في الدعوة إلى الله تعالى .
فهذه نبذه يسيرة عن شمائله التي لاتعد ولاتحصى لان حياته كانت حافلة بالعمل والدعوة والتربية .
ولد في مدينة الموصل سنة 1951م . وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها .
دخل كلية الإمام الأعظم في بغداد سنة 1971م وحصل منها على شهادة البكالوريوس سنة 1975.
نشأ في أسرة متدينة تعنى بتربية أولادها على منهج الإسلام القويم فنشأ شاباً صالحاً ومسلماً طائعاً عاملاً بتعاليم الإسلام وملتزماً بسلوكه وآدابه وكان هذا سمته طيلة حياته رحمه الله .
أسرته :
تزوج رحمه الله ورزقه الله بخمسة من الأولاد : ساروا على نهج أبيهم في الدعوة إلى الله تعالى .
وظائفه التي اشغلها :
عين الشيخ سالم مدرساً في ثانوية ربيعة عام 1977 م، ثُمَّ انتقل إلى إدارات المعهد الإسلامي في قضاء تلعفر ، ثُمَّ إلى ثانوية تلسقف . وبعد أن اندلعت الحرب العراقية الإيرانية كان من جنود الاحتياط . ثُمَّ انتدب كمدرس في ثانوية برطلة ومن ثُمَّ انتقل إلى ثانوية ( صفية ) في ناحية ... ، وبعدها إلى مدرسة قريبة من سد الموصل ثُمَّ انتقل إلى مدينة الموصل وبالذات إلى مدرسة عثمان بن عفان في حي المثنى . ثُمَّ انتقل إلى إعدادية الرسالة ، ثُمَّ الى متوسطة عثمان بن عفان واستمر فيها لحين الغزو الامريكي ، ثُمَّ تقلد منصب إدارة إعدادية الدراسات الإسلامية في الغزلاني لحين استشهاده .
عمل خطيباً في عدة مساجد منها :
جامع السيد حمد في ناحية النمرود .
جامع محمود الصادق كخطيب لمدة ( 19 ) عاماً حسبة لله عز وجل .
صفاته :
كان رحمه الله يوقر العلماء وينزلهم منازلهم ، حتى ولو كان العالم أصغر منه سناً أو اقل منه علماً ، كان حريصاً على الالتزام بالسنة والتأدب بأخلاق السلف ، وكان يحب لبس البياض من الثياب .
كان صاحب قلب يحترق على الإسلام وأهله ، عالم رباني وداعية مقدام ، وصاحب ضمير حي ومحب للخير وداع إليه ، وكان رجلاً جريئاً في أقواله وأفعاله ويقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم .
يتصف بالحكمة في الدعوة إلى الله فقد كان يعيش بين تيارات متنوعة الاتجاهات ولكن بالرغم من ذلك كان يتعامل مع الكل دون أن يخدش مشاعر أحدهم ، لأنه كان حريصاً على توحيد الكلمة والصف وترك الجدل والتباغض والتحاسد بين صفوف المصلين وكان لا يتعصب لفكره أو رأيه .
صاحب ابتسامة وبشاشة في الوجه وطيب في الكلام ودماثة في الخلق ومضياف في كل لقاء لك معه تراه يحرص على استضافتك كثيراً .
كان متفائلاً بمستقبل الإسلام وكان دائماً ما يقول إن هذه الأمة لن تموت أبداً ولكن يجب علينا الدعوة إلى الله فهي مسؤولية الجميع . وان ما يمر به العراق اليوم ما هو إلا ابتلاء واختبار وليس عقاباً .
وكان ذا إتقان في العلوم الشرعية كالنحو والصرف والبلاغة والحديث والفقه وغيرها .
دعوته :
كان المجتمع العراقي في السبعينات وفي الثمانينات من القرن الماضي ليس متديناً ، وكان منهج الدولة الرسمي هو الى العلمانية أقرب منه إلى الإسلام ، ولذلك كانت الفكرة السائدة عن العلماء يشوبها القصور وشيء من عدم الاهتمام . كان قد اختط لنفسه خطا وسطيا متسما بالعلم الشرعي .
كان عمله منصباً لخدمة دينه بالدرجة الأولى وغايته رضا الله سبحانه لذا ترك أثراً واضحاً في كل عمل تقلده وترك أثراً لا ينسى في أي مكان حل فيه سواء في جوامع ومساجد الموصل أو المدارس .
لهذا فأن سيرته العطرة وذكره الطيب على كل لسان رحمه الله ومع المناصب الحكومية التي تقلدها فأنه لم ينسى دعوته إلى الله سبحانه وتعالى فكان أول من تطوع لخدمة دين الله فكان يخطب ويلقي دروسا في الدعوة في معظم قرى الموصل في رمضان في رمضان .
في أعياد المولد النبوي وكان حاضراً في تشييع الموتى وإلقاء كلمات التأبين ومجالس العزاء كان عالماً عاملاً لم يتوانى عن خدمة الناس ليلاً ونهاراً .
أما رعايته للفقراء والمساكين والأيتام والأرامل فكان من أول اهتمامه التي يباشرها بنفسه ويحث الأغنياء من المسلمين على التصدق عليهم ومواستهم بموالهم .
خطبه :
ومن يستمع إلى خطبه يقف على كثير من الأحداث التي كان يواكبها ، والقضايا التي يعيشها وهموم الدعوة التي يحملها ، ومن يستمع إليه يجد همة الشباب وعزيمة الشباب من يسمعه يعلم مدى حرصه على تحكيم وتطبيق شريعة الله في كل المجالات .
وكان رحمه الله تعالى يقول : علينا إتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء في حياتنا وفي العلم والتعليم كذلك . وان نبتعد عن تزييف الشعارات وأن لا نسير خلف الرايات الخداعة .
معرفتي به :
لقد تشرفت بمعرفته في صيف عام 2003م في مدينة بغداد في منطقة الأعظمية وتحيدا في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان حيث ذهبنا معد عدد كبير من علماء الموصل لغرض حضور تأسيس هيئة علماء المسلمين وهناك تعرفت عليه ، حيث إنني كنت اسمع به من قبل ولم يحصل بيننا لقاء فلازمته في سفري هذا فوجدته كيم النفس يبذل بسخاء على إخوته من العلماء وخدوماً ومتواضعاً .
كما سعدت بلقائه مرات عديدة وفي أماكن شتى منها تأسيس رابطة المعلمين والمدرسين العراقية للتطوير التربوي فوجه لي دعوة للإفطار في بيته وكان في 17 رمضان من عام 2004 م ، وكنت بعد كل لقاء ازداد حبا لهذا الرجل وإعجاباً بأخلاقه وعمله لدعوته وبساطته وتواضعه وحسن حديثه وطريقته في الدعوة ومعايشته لمشكلات الناس فخرجت معه في أكثر من مناسبة في ناحية النمرود وقراها لغرض إلقاء المحاضرات الدينية والتثقيفية على أبناء المنطقة.
استشهاده :
خرج من جامع بعد أداء صلاة العصر في السابع عشر من رمضان المصادف 29/9/2007 وهو يبكي على استشهاد (الشيخ غانم قاسم فرج ) إمام وخطيب جامع الهدى في حي القدس الذي استشهد في التاسعة والنصف من صباح ذلك اليوم .
أثار استشهاده غضباً عارماً في أوساط الناس الذين عرفوه . وترك فراغاً لم يشغله أحد بعده فالعاملون كثيرون ولكنَّ المخلصين قلة في هذا الزمان .
رحم الله الشهيد سالم شيت وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وان لله وان إليه راجعون ..... رحم الله شهيدنا واسكنه فسيح جناته .
فأعمار الرجال لا تقاس بالأعوام والأيام والساعات وأعمال الدعاة إلى لا تحصر بين لحظة الولادة ولحظة الوفاة فقد يعمر الرجل وتكون حياته سحابة صيف ، وقد يزف الموت رجالاً في زهو الشباب ، وقد مات قوم وهم في الناس أحياء ، فكيف برجل قضى أكثر عمره في سبيل نشر الإسلام وإصلاح المجتمع .
فما تلك إلا شذرات ولمحات لرجل قد أكرمه الله تعالى بالشهادة ولهم من المزايا يفوق ما سطرته فما هي إلا قطرات من بحر سجاياه التي أنعم الله عليهم بها وأردت ان تكون لمست وفاء لمن كان له قدم في الدعوة إلى الله تعالى .
فهذه نبذه يسيرة عن شمائله التي لاتعد ولاتحصى لان حياته كانت حافلة بالعمل والدعوة والتربية .