العم يوسف وحكاياته الجميلة
كان العم يوسف الأحمد يمتهن الزراعة كعادة ابناء القرية ، يخرج في الصباح الى مزرعته يحمل مسحاته وبعض الطعام وقليل من الماء العذب ليبقى يعمل فيها حتى المساء ويعود الى داره متعبا وقد لفحت الشمس بشرته السمراء وهد قامته القصيرة التعب والارهاق ، وبعد ان يتناول طعام العشاء مع ولديه وابنيه وزوجته يذهب الى مضيف الحاج متعب ليحتسي القهوة ويتعرف على اخبار القرية وما حدث فيها في ذلك اليوم ثم يخرج ليذهب الى بيت ابي حسين ويلعب الدومينو مع بعض الاقرباء هناك واشتهر يوسف عند ابناء القرية بكونه يحب السمر والسهر كثيرا ولا سيما في ليالي الشتاء حتى انه يتنقل في الليلة الواحدة الى اكثر من بيت في قريته او في القرى المجاورة ثم يعود الى بيته ، وقد اقترب الفجر وربما ظهر كان الحاج يوسف يمتاز بانه يستطيع ان لاينام اكثر من ليلة واحدة فكان يسهر في بعض الاحيان حتى شروق الشمس ثم يذهب الى عمله في مزرعته ويواصل حياته من جديد ، ذات يوم عاد من سهرته فسمع صوت الراديو عاليا عند جاره ابي محمد فظن ان جاره وزوجته مستيقظين فطرق الباب في الساعة الواحدة والنصف في ليلة شتائية باردة ، ففتح ابو محمد الباب وسلم عليه يوسف قائلا له : هل انتما نائمين ؟ قال: ابو محمد : لا ، ادخل . فلما دخل قامت ام محمد بعمل قدح من الشاي لكيلهما وقدمته واخذ يوسف يتحدث مع ابي محمد ، وابو محمد يستمع له ، فسمع ابو محمد صوت مؤذن القرية الذي نادى لصلاة لفجر . فقال : ياام محمد ضعي فراشا ليوسف لكي ينام . قال العم يوسف : شكرا لا اريد النوم عندك بيتي بجواري بيتك يا ابا محمد اليس نحن جيران ؟
قال له ابو محمد : متى تقوم لكي تنام الفجر قد بزغ وبعد ساعة او ساعتين سوف نخرج الى عملنا انت لم تسترح ولم تتركنا نرتاح .فاراد العم يوسف ان يخرج الى بيته قال ابو محمد: والله لن تخرج قومي ياام محمد : اعدي لنا طعام الفطور وبعد ان تناولاه سوية خرجا من دار ابي محمد الى العمل دون ان ينام العم يوسف ولو ساعة واحدة .
*****
ومن حكاياته الكثيرة : في يوم كان يسهر في قرية مجاورة تبعد عن القرية زهاء (5) كم فلما عاد قبيل الفجر وهو يسير على قدميه راه احد ابناء القرية ويدعى علي كان رجل طويل القامة ممتلئ الجثة يمتاز بالفكاهة والدعابة طيب القلب مرح وكان يعمل كراخا ( اي يقوم على تنظيم نوبات الري في مشروع المنطقة الاروائي ) كان يخرج لعمله على عجلة وهو يحمل بندقيته دائما معه راه الحاج علي من بعيد فصرخ عليه ، واراد منه الوقوف كانت المنطقة تعاني من اوضاع امنية غير مستقرة وذلك بسبب احداث الشمال وكانت مزيجا بين العرب والاكراد وكانت تعاني في بعض الاحيان من الخروقات الامنية حيث تخطف بعض السيارات او يقتل بعض الاشخاص من قبل بعض العصبات وكانت التهمة بمثل هذه الحوادث تلقى على( البيشمركة ) ولكن العم يوسف رفض الوقوف . قام الحاج علي باطلاق النار عليه ثم ركب دراجته واتجه اليه مسرعا محاولا الحاق به، اخذ العم يوسف يركض بسرعة كبيرة محاولا ان يبتعد اكثر عن الحاج علي ، وكانا يسيران بطريقين متوازين فاذا نزل الحاج علي من دراجته القى العم يوسف نفسه ارضا في وسط الطريق لكونه ينخفض قليلا عن مستوى الارض المجاورة .
فقام الحاج علي باطلاق النار عليه ثم ركب دراجته وجاءه مسرعا ركض العم يوسف لعله يقترب من القرية او يجد من ينتصر له من هذا الباغي . واستمر هذا المطاردة وكرر الحاج علي هذه المحاولة لاكثر من عشر مرات. فوصلا بوقت واحد الى القرية دخل العم يوسف القرية من وسطها والحاج علي من اعلاها واخذ العم يوسف يصرخ عندما راى اهل القرية قد خرجوا وهم يحملون سلاحهم وقدموا اليه قالوا له مابك قال قطاع طريق ولعلهم بيشمركة .
فجاء الحاج علي وقال لماذا هذا التجمهر من قبلكم ماذا حدث ؟ قالوا الحمد لله انت هنا لم تذهب الى نوبة عملك هذه الليلة . قال الحاج علي لماذا ؟ قالوا قطاع الطريق او المخربين في المنطقة لا تذهب لكي لا تتعرض للقتل او للاختطاف .
فقال الحاج علي من اخبركم هذا انا عدت قبل قليل ولم ارى شيئا ابدا.
قالوا العم يوسف : احدهم اراد قتله ورماه باكثر من ثلاثين اطلاقة .
توجه الحاج علي الى العم يوسف وقال: كم اطلاقة رماك بها ؟ قال العم يوسف اكثر من ثلاثين اطلاقة .
قال الحاج علي ( موعيب ) رجل كبير بالسن وتكذب هُنّ عشر اطلاقات فقط .
قالوا كيف عرفت عددهنَّ ؟ قال كيف لا اعرف عددهنَّ وانا من قام باطلاقهنَّ عليه ، اريده ان يتوب من الخروج ليلا الى القرى المجاورة لانه يعرف ان الاوضاع غير مستقرة ونخشى ان يقتل فيتسبب مقتله توترا بين ابناء المنطقة، واذا رايته مرة اخرى سوف اقوم باطلاق الرصاص بين قدميه وليس فوق راسه. واشتد النزاع بينهما واراد العم يوسف ان يصل الى الحاج علي ليقوم بضربة ولكن الناس حالت بينهما.
عاد ابناء القرية الى منازلهم وهم يضحكون لما قام به الحاج علي من دعابة ثقيلة مع العم يوسف .
وعاد العم يوسف وهو غضبان الى داره وهو يتوعد الحاج علي بالويل والثبور وفي مساء اليوم التالي، قام الحاج أحمد بالاصلاح بينهما وقبل الحاج علي راس العم يوسف وهو يعتذر منه والعم يوسف يقول له ( ماتبطل سوالفك هذه) ـ اي ما تترك اعمالك ـ واهل المجلس يضحكون كثيرا لاجل تلك الدعابة .
*****
كان العم يوسف يعاني من مرض جلدي فنصحه احد الاشخاص ان يقوم بدفن نفسه في الرمال الحارة لعله يشفى من هذا المرض فذهب العم يوسف الى نهر الزاب وعلى شاطئ قام بحفر حفرة له وهناك قام بدفن نفسه تحت شجرة فلم يبقى الا راسه وقد غطاه باوراق الاشجار وبعض القماش وفي هذا الاثناء جاءت بعض نساء الى هذه المنطقة لجمع الحطب المتساقط من الاشجار الذي كان قد يبس كي تستخدمه هذه النسوة في ايقاد التنناير لعمل الخبز ، فجاءت احداهنَّ واخذت تلتقط الحطب الذي هو الى جنب العم يوسف وكانت احدى رجليه قد ظهرت من الرمال فاخذت قدمه ظانة انها جذع شجرة واذا بها قدم انسان فصرخت المراة قائله انه ميت ظهر هنا.
فخرج العم يوسف من تحت الرمال ، فهربت النسوة وهن يصرخن ان ميت قد ظهر لهن من تحت الارض ، فهرع الرجال من الحقول المجاورة لنجدتهن ، احدهم يحمل بندقية واخر يحمل عصا واخر يحمل مسحاة ، فلما قدموا وجدوه العم يوسف فقص عليهم الخبر فعادوا ادراجهم وهم يضحكون من فعله هذا.
*****
وفي احد الايام قام بطلاء جسمه بمادة لا نعرفها مما ادت الى ان يسبب له تسمم فتمرض على اثرها واخذ الناس في القرية يزورنه فذهبت الية وكان على وشك الموت . فقمت الى نقله الى مستشفى الحمدانية ، وهناك قاموا باعطائه العلاج الازم فما عدت الى البيت الا وهو معي , فلما خرجت وجدته في حديقة المستشفى وفي يده قطعة من الايس كريم وهو يتناولها . فضحكت لما رايته فلقلت له ما هذا ياعم يوسف ؟ فقال : المريض والطفل كحالة واحدة لقد اشتهيت ان اتناول الايس كريم فعلت .
*****
كان لدى العم يوسف صديق اسمة ابو أحمد وكان الحاج ابو أحمد متزوج من امراتين كانت احدهما جميلة وهي الزوجة الكبرى ام أحمد ، فحدث بينهما شجار في احدى الايام فذهب ابو أحمد الى زوجتة الثانية وبقي لديها عدت ايام وطلب من العم يوسف بالتدخل لانهاء هذا الخصام بينهما بحكم العلاقة الحميمة مع افراد هذه العائلة .
فتدخل العم يوسف بالوساطة بينها ، فجاء في وقت الظهيرة الى دار الزوجة الكبرى ام أحمد ودخل الدار بدون استئذان ، وام أحمد تظن انه ابو أحمد ، وكانت في قيلوتها فادعت انها نائمة فكلمها ، ولكنها لم تتعرف علية ، وردت علية اذا اردت ان اصالحك ، فيجب عليك ان تعتذر مني وتقبلني .
فقام العم يوسف وقبلها اكثر من مرة فاحست بانه ليس زوجها ابو أحمد فلما فتحت عينيها وجدته العم يوسف ، وهنا اخذت تصرخ باعلى صوتها ، واخذت تستنجد بمن في دارها من ابنائها وبناتها فهرب العم يوسف مخلفا خلفه حذائه ، وهي تركض مع ابنائها خلفه ثم تبعهم ابو أحمد وزوجته الثانية والجيران ، ثم اهل المنطقة التي يسكن بها واستمر بالركض والناس خلفه يحملون العصي واتجه خارج القرية قاصدا حقل ابو حامد ، وكان بينة وبيني هذا الحقل عددا من الحقول وارضا فيها( الا شوال العاقول والقطب ) فما ان وصل الا والدماء تسيل من قدميه ، فاستنجد بالسيد ابو حامد كي ينقذه من الناس فكلمه عن فعلته التي اوجبت هذه الضجة في القرية فقال لم افعل شيء سوى اني قبلت ام أحمد بعد ان طلبت مني ذلك .
فلما وصل الناس اليهما دافع عنه ابو حامد ومنعه من الناس وقال : الخطا كان خطاها وبرر فعلته كي يقوم بحماية، وبعد ان عاد الناس قام بتانيبه بعنف على ما فعله وحذره من تصرفاته هذه التي كانت دائما توقعه في المشاكل مع الناس.
كان العم يوسف الأحمد يمتهن الزراعة كعادة ابناء القرية ، يخرج في الصباح الى مزرعته يحمل مسحاته وبعض الطعام وقليل من الماء العذب ليبقى يعمل فيها حتى المساء ويعود الى داره متعبا وقد لفحت الشمس بشرته السمراء وهد قامته القصيرة التعب والارهاق ، وبعد ان يتناول طعام العشاء مع ولديه وابنيه وزوجته يذهب الى مضيف الحاج متعب ليحتسي القهوة ويتعرف على اخبار القرية وما حدث فيها في ذلك اليوم ثم يخرج ليذهب الى بيت ابي حسين ويلعب الدومينو مع بعض الاقرباء هناك واشتهر يوسف عند ابناء القرية بكونه يحب السمر والسهر كثيرا ولا سيما في ليالي الشتاء حتى انه يتنقل في الليلة الواحدة الى اكثر من بيت في قريته او في القرى المجاورة ثم يعود الى بيته ، وقد اقترب الفجر وربما ظهر كان الحاج يوسف يمتاز بانه يستطيع ان لاينام اكثر من ليلة واحدة فكان يسهر في بعض الاحيان حتى شروق الشمس ثم يذهب الى عمله في مزرعته ويواصل حياته من جديد ، ذات يوم عاد من سهرته فسمع صوت الراديو عاليا عند جاره ابي محمد فظن ان جاره وزوجته مستيقظين فطرق الباب في الساعة الواحدة والنصف في ليلة شتائية باردة ، ففتح ابو محمد الباب وسلم عليه يوسف قائلا له : هل انتما نائمين ؟ قال: ابو محمد : لا ، ادخل . فلما دخل قامت ام محمد بعمل قدح من الشاي لكيلهما وقدمته واخذ يوسف يتحدث مع ابي محمد ، وابو محمد يستمع له ، فسمع ابو محمد صوت مؤذن القرية الذي نادى لصلاة لفجر . فقال : ياام محمد ضعي فراشا ليوسف لكي ينام . قال العم يوسف : شكرا لا اريد النوم عندك بيتي بجواري بيتك يا ابا محمد اليس نحن جيران ؟
قال له ابو محمد : متى تقوم لكي تنام الفجر قد بزغ وبعد ساعة او ساعتين سوف نخرج الى عملنا انت لم تسترح ولم تتركنا نرتاح .فاراد العم يوسف ان يخرج الى بيته قال ابو محمد: والله لن تخرج قومي ياام محمد : اعدي لنا طعام الفطور وبعد ان تناولاه سوية خرجا من دار ابي محمد الى العمل دون ان ينام العم يوسف ولو ساعة واحدة .
*****
ومن حكاياته الكثيرة : في يوم كان يسهر في قرية مجاورة تبعد عن القرية زهاء (5) كم فلما عاد قبيل الفجر وهو يسير على قدميه راه احد ابناء القرية ويدعى علي كان رجل طويل القامة ممتلئ الجثة يمتاز بالفكاهة والدعابة طيب القلب مرح وكان يعمل كراخا ( اي يقوم على تنظيم نوبات الري في مشروع المنطقة الاروائي ) كان يخرج لعمله على عجلة وهو يحمل بندقيته دائما معه راه الحاج علي من بعيد فصرخ عليه ، واراد منه الوقوف كانت المنطقة تعاني من اوضاع امنية غير مستقرة وذلك بسبب احداث الشمال وكانت مزيجا بين العرب والاكراد وكانت تعاني في بعض الاحيان من الخروقات الامنية حيث تخطف بعض السيارات او يقتل بعض الاشخاص من قبل بعض العصبات وكانت التهمة بمثل هذه الحوادث تلقى على( البيشمركة ) ولكن العم يوسف رفض الوقوف . قام الحاج علي باطلاق النار عليه ثم ركب دراجته واتجه اليه مسرعا محاولا الحاق به، اخذ العم يوسف يركض بسرعة كبيرة محاولا ان يبتعد اكثر عن الحاج علي ، وكانا يسيران بطريقين متوازين فاذا نزل الحاج علي من دراجته القى العم يوسف نفسه ارضا في وسط الطريق لكونه ينخفض قليلا عن مستوى الارض المجاورة .
فقام الحاج علي باطلاق النار عليه ثم ركب دراجته وجاءه مسرعا ركض العم يوسف لعله يقترب من القرية او يجد من ينتصر له من هذا الباغي . واستمر هذا المطاردة وكرر الحاج علي هذه المحاولة لاكثر من عشر مرات. فوصلا بوقت واحد الى القرية دخل العم يوسف القرية من وسطها والحاج علي من اعلاها واخذ العم يوسف يصرخ عندما راى اهل القرية قد خرجوا وهم يحملون سلاحهم وقدموا اليه قالوا له مابك قال قطاع طريق ولعلهم بيشمركة .
فجاء الحاج علي وقال لماذا هذا التجمهر من قبلكم ماذا حدث ؟ قالوا الحمد لله انت هنا لم تذهب الى نوبة عملك هذه الليلة . قال الحاج علي لماذا ؟ قالوا قطاع الطريق او المخربين في المنطقة لا تذهب لكي لا تتعرض للقتل او للاختطاف .
فقال الحاج علي من اخبركم هذا انا عدت قبل قليل ولم ارى شيئا ابدا.
قالوا العم يوسف : احدهم اراد قتله ورماه باكثر من ثلاثين اطلاقة .
توجه الحاج علي الى العم يوسف وقال: كم اطلاقة رماك بها ؟ قال العم يوسف اكثر من ثلاثين اطلاقة .
قال الحاج علي ( موعيب ) رجل كبير بالسن وتكذب هُنّ عشر اطلاقات فقط .
قالوا كيف عرفت عددهنَّ ؟ قال كيف لا اعرف عددهنَّ وانا من قام باطلاقهنَّ عليه ، اريده ان يتوب من الخروج ليلا الى القرى المجاورة لانه يعرف ان الاوضاع غير مستقرة ونخشى ان يقتل فيتسبب مقتله توترا بين ابناء المنطقة، واذا رايته مرة اخرى سوف اقوم باطلاق الرصاص بين قدميه وليس فوق راسه. واشتد النزاع بينهما واراد العم يوسف ان يصل الى الحاج علي ليقوم بضربة ولكن الناس حالت بينهما.
عاد ابناء القرية الى منازلهم وهم يضحكون لما قام به الحاج علي من دعابة ثقيلة مع العم يوسف .
وعاد العم يوسف وهو غضبان الى داره وهو يتوعد الحاج علي بالويل والثبور وفي مساء اليوم التالي، قام الحاج أحمد بالاصلاح بينهما وقبل الحاج علي راس العم يوسف وهو يعتذر منه والعم يوسف يقول له ( ماتبطل سوالفك هذه) ـ اي ما تترك اعمالك ـ واهل المجلس يضحكون كثيرا لاجل تلك الدعابة .
*****
كان العم يوسف يعاني من مرض جلدي فنصحه احد الاشخاص ان يقوم بدفن نفسه في الرمال الحارة لعله يشفى من هذا المرض فذهب العم يوسف الى نهر الزاب وعلى شاطئ قام بحفر حفرة له وهناك قام بدفن نفسه تحت شجرة فلم يبقى الا راسه وقد غطاه باوراق الاشجار وبعض القماش وفي هذا الاثناء جاءت بعض نساء الى هذه المنطقة لجمع الحطب المتساقط من الاشجار الذي كان قد يبس كي تستخدمه هذه النسوة في ايقاد التنناير لعمل الخبز ، فجاءت احداهنَّ واخذت تلتقط الحطب الذي هو الى جنب العم يوسف وكانت احدى رجليه قد ظهرت من الرمال فاخذت قدمه ظانة انها جذع شجرة واذا بها قدم انسان فصرخت المراة قائله انه ميت ظهر هنا.
فخرج العم يوسف من تحت الرمال ، فهربت النسوة وهن يصرخن ان ميت قد ظهر لهن من تحت الارض ، فهرع الرجال من الحقول المجاورة لنجدتهن ، احدهم يحمل بندقية واخر يحمل عصا واخر يحمل مسحاة ، فلما قدموا وجدوه العم يوسف فقص عليهم الخبر فعادوا ادراجهم وهم يضحكون من فعله هذا.
*****
وفي احد الايام قام بطلاء جسمه بمادة لا نعرفها مما ادت الى ان يسبب له تسمم فتمرض على اثرها واخذ الناس في القرية يزورنه فذهبت الية وكان على وشك الموت . فقمت الى نقله الى مستشفى الحمدانية ، وهناك قاموا باعطائه العلاج الازم فما عدت الى البيت الا وهو معي , فلما خرجت وجدته في حديقة المستشفى وفي يده قطعة من الايس كريم وهو يتناولها . فضحكت لما رايته فلقلت له ما هذا ياعم يوسف ؟ فقال : المريض والطفل كحالة واحدة لقد اشتهيت ان اتناول الايس كريم فعلت .
*****
كان لدى العم يوسف صديق اسمة ابو أحمد وكان الحاج ابو أحمد متزوج من امراتين كانت احدهما جميلة وهي الزوجة الكبرى ام أحمد ، فحدث بينهما شجار في احدى الايام فذهب ابو أحمد الى زوجتة الثانية وبقي لديها عدت ايام وطلب من العم يوسف بالتدخل لانهاء هذا الخصام بينهما بحكم العلاقة الحميمة مع افراد هذه العائلة .
فتدخل العم يوسف بالوساطة بينها ، فجاء في وقت الظهيرة الى دار الزوجة الكبرى ام أحمد ودخل الدار بدون استئذان ، وام أحمد تظن انه ابو أحمد ، وكانت في قيلوتها فادعت انها نائمة فكلمها ، ولكنها لم تتعرف علية ، وردت علية اذا اردت ان اصالحك ، فيجب عليك ان تعتذر مني وتقبلني .
فقام العم يوسف وقبلها اكثر من مرة فاحست بانه ليس زوجها ابو أحمد فلما فتحت عينيها وجدته العم يوسف ، وهنا اخذت تصرخ باعلى صوتها ، واخذت تستنجد بمن في دارها من ابنائها وبناتها فهرب العم يوسف مخلفا خلفه حذائه ، وهي تركض مع ابنائها خلفه ثم تبعهم ابو أحمد وزوجته الثانية والجيران ، ثم اهل المنطقة التي يسكن بها واستمر بالركض والناس خلفه يحملون العصي واتجه خارج القرية قاصدا حقل ابو حامد ، وكان بينة وبيني هذا الحقل عددا من الحقول وارضا فيها( الا شوال العاقول والقطب ) فما ان وصل الا والدماء تسيل من قدميه ، فاستنجد بالسيد ابو حامد كي ينقذه من الناس فكلمه عن فعلته التي اوجبت هذه الضجة في القرية فقال لم افعل شيء سوى اني قبلت ام أحمد بعد ان طلبت مني ذلك .
فلما وصل الناس اليهما دافع عنه ابو حامد ومنعه من الناس وقال : الخطا كان خطاها وبرر فعلته كي يقوم بحماية، وبعد ان عاد الناس قام بتانيبه بعنف على ما فعله وحذره من تصرفاته هذه التي كانت دائما توقعه في المشاكل مع الناس.