لفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد، ويصل نسبه إلى مناة بن تميم، والفرزدق لقب غلب عليه ومعناه الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت، وقيل هو القطعة من العجيبن التي تبسط فيخبز منها الرغيف، وشبه وجهه بذلك لأنه كان غليظا جهما، وكني بـ"أبي فراس".
ولد الفرزدق في البصرة، ونشأ وعاش حياة لهو وسكر وخلاعة، ولكن الفرزدق تأثر أيضا بأهل الشعر وجو البصرة حاضرة اللغة والأدب والشعر في عصرها، ومال إلى شعر الفخر والهجاء، فلم يسلم من لسانه حتى شعراء بني قومه، وعاش متنقلا بين الخلفاء والأمراء والولاة يمدحهم، ثم لا يلبث أن يهجوهم ثم يمدحهم من جديد!
رغم اتصاله ببني أمية إلا أن ذلك لم يخف تشيعه وحبه لآل البيت.
عاش الفرزدق في كنف أبيه غالب الذي كان أحد سادات قومه ممن أسلم أيام النبي، وللفرزدق ثلاثة أولاد ذكور وهم: خبطة ولبطة وسبطة، أما بناته فهن خمس أو ست، وكانت علاقته بهم سيئة للغاية خاصة مع شيخوخته وعجزه.
تميز شعر الفرزدق بالنمط البدوي ولم يتأثر بالحضر، وكان قوي الأسلوب والنظم، فصيح الألفاظ، تبدو قصيدته متراصة كالبنيان، وقد قال فيه الأخطل: "رأيت الفرزدق ينحت من صخر، وجريرا يغرف من بحر".
وكان شعره طبيعيا، في منأى عن الصناعة والزخرف، ولذلك فقد يجيء أحيانا غريب الكلام صلب الألفاظ خشنها، لكنه يظل وثيقة تاريخية هامة في حياة العرب، والأدب العربي.
وتحتل النقائض حيزا كبيرا من شعره، فكثير من شعره إنما هو يرد فيه على جرير أو يبادره فيفتح له بابا جديدا للرد، وقد لزم هذا المنوال حتى وفاته، وتوفي بعده جرير بستة أشهر.
********
روى أبو عبيدة أن راكبا أقبل من اليمامة، فمر بالفرزدق وهو جالس، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من اليمامة، فقال: هل أحدث ابن المراغة – يقصد جريرا- بعدي من شيء؟ قال: نعم! قال: هات! فأنشد الرجل:
هاج الهوى بفوائد المهتاج
فقال الفرزدق:
فانظر بتوضح باكر الأحداج
فأنشد الرجل:
هذا هوى شغف الفؤاد، مبرح
فقال الفرزدق:
ونوى تقاذف غير ذات خداج
فأنشد الرجل:
إن الغراب بما كرهت لمولع
فقال الفرزدق:
بنوى الأحبة، دائم التشحاج
فقال الرجل: هكذا والله، أفسمعتها من غيري؟
قال الفرزدق: لا، ولكن هكذا ينبغي أن يقال، أو ما علمت أن شيطاننا واحد؟! ثم قال: أمدح بها الحجاج؟ قال الرجل: نعم، قال: إياه أراد.
القصيدة:
لا قوم أكرم من تميم، إذا غدت
عوذُ النساء يسقن كالآجال
الضاربون إذا الكتيبة أحجمت
والنازلون غداة كل نزال
والضامنون على المنية جارهم
والمطعمون غداة كل شمال
أبنو كليب مثل آل مجاشع،
أم هل أبوك مدعدعا كعقال
دعدع بأعنقك التوائم، إنني
في باذخ، يا بن المراغة، عالي
وابن المراغة قد تحول راهبا
متبرنسا لتمسكن وسؤال
ومكبل ترك الحديد بساقه
أثرا من الرسفان في الأحجال
وفدت عليه شيوخ آل مجاشع
منهم، بكل مسامح مفضال
ففدوه، لا لثوابه، ولقد يرى
بيمينه ندب من الأغلال
ما كان يلبس تاج آل محرق
إلا هم ومقاول الأقوال ................
ولد الفرزدق في البصرة، ونشأ وعاش حياة لهو وسكر وخلاعة، ولكن الفرزدق تأثر أيضا بأهل الشعر وجو البصرة حاضرة اللغة والأدب والشعر في عصرها، ومال إلى شعر الفخر والهجاء، فلم يسلم من لسانه حتى شعراء بني قومه، وعاش متنقلا بين الخلفاء والأمراء والولاة يمدحهم، ثم لا يلبث أن يهجوهم ثم يمدحهم من جديد!
رغم اتصاله ببني أمية إلا أن ذلك لم يخف تشيعه وحبه لآل البيت.
عاش الفرزدق في كنف أبيه غالب الذي كان أحد سادات قومه ممن أسلم أيام النبي، وللفرزدق ثلاثة أولاد ذكور وهم: خبطة ولبطة وسبطة، أما بناته فهن خمس أو ست، وكانت علاقته بهم سيئة للغاية خاصة مع شيخوخته وعجزه.
تميز شعر الفرزدق بالنمط البدوي ولم يتأثر بالحضر، وكان قوي الأسلوب والنظم، فصيح الألفاظ، تبدو قصيدته متراصة كالبنيان، وقد قال فيه الأخطل: "رأيت الفرزدق ينحت من صخر، وجريرا يغرف من بحر".
وكان شعره طبيعيا، في منأى عن الصناعة والزخرف، ولذلك فقد يجيء أحيانا غريب الكلام صلب الألفاظ خشنها، لكنه يظل وثيقة تاريخية هامة في حياة العرب، والأدب العربي.
وتحتل النقائض حيزا كبيرا من شعره، فكثير من شعره إنما هو يرد فيه على جرير أو يبادره فيفتح له بابا جديدا للرد، وقد لزم هذا المنوال حتى وفاته، وتوفي بعده جرير بستة أشهر.
********
روى أبو عبيدة أن راكبا أقبل من اليمامة، فمر بالفرزدق وهو جالس، فقال له: من أين أقبلت؟ قال: من اليمامة، فقال: هل أحدث ابن المراغة – يقصد جريرا- بعدي من شيء؟ قال: نعم! قال: هات! فأنشد الرجل:
هاج الهوى بفوائد المهتاج
فقال الفرزدق:
فانظر بتوضح باكر الأحداج
فأنشد الرجل:
هذا هوى شغف الفؤاد، مبرح
فقال الفرزدق:
ونوى تقاذف غير ذات خداج
فأنشد الرجل:
إن الغراب بما كرهت لمولع
فقال الفرزدق:
بنوى الأحبة، دائم التشحاج
فقال الرجل: هكذا والله، أفسمعتها من غيري؟
قال الفرزدق: لا، ولكن هكذا ينبغي أن يقال، أو ما علمت أن شيطاننا واحد؟! ثم قال: أمدح بها الحجاج؟ قال الرجل: نعم، قال: إياه أراد.
القصيدة:
لا قوم أكرم من تميم، إذا غدت
عوذُ النساء يسقن كالآجال
الضاربون إذا الكتيبة أحجمت
والنازلون غداة كل نزال
والضامنون على المنية جارهم
والمطعمون غداة كل شمال
أبنو كليب مثل آل مجاشع،
أم هل أبوك مدعدعا كعقال
دعدع بأعنقك التوائم، إنني
في باذخ، يا بن المراغة، عالي
وابن المراغة قد تحول راهبا
متبرنسا لتمسكن وسؤال
ومكبل ترك الحديد بساقه
أثرا من الرسفان في الأحجال
وفدت عليه شيوخ آل مجاشع
منهم، بكل مسامح مفضال
ففدوه، لا لثوابه، ولقد يرى
بيمينه ندب من الأغلال
ما كان يلبس تاج آل محرق
إلا هم ومقاول الأقوال ................