الشيخ المُلّا عثمان الجبوري
(1909ـ 1984م)
الشيخ المُلّا عثمان بن محمد الجبوري ، ولد في الموصل بتاريخ (1327هـ / 1909م ) والمكنى (بأبي المعقول) حسبما كناه المرحوم الشيخ عبد الكريم المدرس .
درس العلوم من الصرف والنحو والمنطق والحكمة والبلاغة , على كبار علماء عصره آنذاك , حيث درس على يد الشيخ قاسم أفندي الصائغ العلوم العقلية , ثُمَّ أخذ إجازة التجويد على يد الشيخ العلامة صالح أفندي الجوادي رحمه الله , ثُمَّ درس عند كل من الشيخين صالح أفندي الحبار والشيخ مصطفى أفندي الدباغ والذي عرف بأمين الفتوى .
وتاقت نفسه للمزيد فاتجه صوب شمال العراق , فحط رحاله عند الشيخ (محمد بن عبد الخالق العقري) فنال إجازة العلوم في المنطق المفهوم , ثم بعد أن عاد , حط عند الشيخ الحاج أحمد أفندي الجوادي فقرأ عليه رسالة الامام الشافعي في أصول الفقه ، برع في علم الصرف والنحو , وعلم المنطق فدرس ذلك فترة من الزمن في شمال العراق , وحط رحاله عند بعض علماء الكرد .
وعندما اكتملت عدته , وأصبح مؤهلاً لأن يعطي العلوم لطلاب العلم , جلس للتدريس في عدة جوامع في الموصل , وكان طلابه من افضل الذين تلقوا العلوم الشرعية والدينية في الموصل وأصبحوا من علماء الموصل البارزين اما المدارس التي جلس للتدريس فيها فهي :
مدرسة مريم خاتون في سنة 1356 هـــ/1938 ، ثُمَّ مدرسة النبي شيت في سنة 1376 هـــ/1956، ثُمَّ التدريس في المعهد الإسلامي سنة 1395 هـــ/1975، ثُمَّ التدريس في جامع عمر الأسود في شهر سوق ، ثُمَّ التدريس في مسجد حسان البكري في منطقة عمو البقال القريبة من جامع النبي جرجيس .
كان يحب المشي على الأقدام , حيث يأتي ماشياً يومياً من داره إلى مدرسة النبي شيت عليه السلام , وبعد أن انتقل إلى حي اليرموك , درج على نفس خطاه , يركب بالباص ويجلس مردداً لآيات القرآن الكريم محافظاً على حفظ القرآن الكريم , كما درس في المدرسة الاحمدية لبعض طلاب العلم ومحبي الدروس الدينية .
كان طويل القامة يلبس اللباس البسيط , والناظر إليه يجده إنساناً بسيطاً ، ما إن يطلع على علمه حتى يقف إجلالاً لهذا الرجل البسيط العالم الكبير , هادئ الطبع , مسبحاً لله , لا يتكلم إلا عنده الحاجة أو السؤال , وأقتصر لباسه على العباءة دون الجبة .
كان غزير العلم والمعرفة في علم الفقه ، وعلوم الحديث , والقراءات ، والمواريث ، والأحكام .
يشير الأستاذ الشيخ الدكتور أكرم عبد الوهاب أنه كان شغوفاً بتدريس العلوم وبث هذه الأمانة الشريفة ، وقد غلب أقرانه في علم المنطق والحكمة والمناظرة وغيرها وذلك لدراسته على يد الشيخ محمد عبدالخالق العقري , قال لي الشيخ فاخر الرفاعي : انه حضر درسه عدد من علماء بغداد فلما أنهى درسه قال لهم ماذا تقولون في طريقة تدريسي فلما أشادوا به قال هذا علم الأكراد ـ أي هذه الطريقة أخذتها مني شيخي الشيخ محمد عبدالخالق العقري رحمه الله ـ يشير إلى العلامة الشيخ عبد الكريم بيارة مفتي العراق (ت 2005 م ) رحمه الله كان قد حضر إلى الموصل , والتقى بعدد كبير من علماء الموصل في لقاء مع الشيخ عبدالكريم بيارة ، فطرح المرحوم الشيخ عبدالكريم بيارة عدة أسئلة عملية فقهية, فلم يتقدم من الحاضرين للإجابة عليها , فتقدم المرحوم الشيخ عثمان فأجاب عليها جميعاً بادراك ينمُّ على حفظه وذكائه وعلميته .
وكانت الأسئلة في علم المنطق في ذلك الحين سماه الشيخ بيارة الشيخ ( أبو معقول ) تقديراً لتفننه وعمليته في الإجابة .
عرف عن الشيخ عثمان انه كان يحفظ المتون للكتب ويكثر المراجعة والترديد لمواصلة الحفظ خوفاً من النسيان ، ذكر لي الشيخ أحمد محمد طيب قال : قال لي يوماً الشيخ عثمان تعال مُلّا أحمد نقرأ الألفية حفظاً أنا وأنت نأتي من الأسفل أنا أقرأ بيتاً وأنت تقرأ بيتاً أعلى منه حتى نصل إلى أول بيت .
التزام بالورع وعدم الإسراف والتبذير في حياته , ومنها المأكل والشرب والملبس , لم يحب الظهور , فعشق البساطة , وابتعد عن الشهرة والوجاهة , غلب عليه الورع والتقوى والزهد ، كان الصدق هاجسه وأنيسه في حياته اليومية , لم يقبل أن يركب سيارة لأحد وهو في طريقه إلى داره , وتسامى علمه .
طلابه من العلماء:
درس على يده الكثير من طلاب العلم وأصبحوا من العلماء العاملين المشهورين في الموصل , فأخذوا العلم منه وتأثروا به فحازوا على العلوم وأتقنوها وبرعوا فيها , وأصبحوا نجوماً يُهتدى بهم من قبل المسلمين وهم : المرحوم الشيخ محمد ياسين عبدالله السنجاري ، المرحوم الشيخ محمد علي ألياس العدواني , المرحوم الشيخ ذنون البدراني ، الشيخ محمود حسن عكله ،الشيخ أكرم عبدالوهاب ، والشيخ أحمد محمد طيب آل طيب السليفاني .
مؤلفاته :
1- تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة في ( 3) أجزاء .
2- الفهرس القاموس المحيط .
3- علاقة المحسنات البديعية في الكتب الأربعة .
4- العلماء الذين وردت أسماؤهم في كتاب مغني اللبيب .
5- فهرس شواهد أبيات ( جمع الجوامع ) .
6- الفهرس لمفردات كتاب الراغب لمؤلفه الأصفهاني .
7- ترجمة علماء الشافعية في (3) أجزاء .
8- الأعلام والكنى والألقاب .
9- التواريخ لبعض الأعلام اللغوية .
10- الحج ومناسكه .
11- المباحث المختلفة .
وفاته :
توفي رحمه الله في الموصل في سنة 1405هـ /1984م وشيعه العديد من علماء الموصل وأبناء المدينة وأبّنه الكثيرون وأثنوا على مسيرته( ) .
(1909ـ 1984م)
الشيخ المُلّا عثمان بن محمد الجبوري ، ولد في الموصل بتاريخ (1327هـ / 1909م ) والمكنى (بأبي المعقول) حسبما كناه المرحوم الشيخ عبد الكريم المدرس .
درس العلوم من الصرف والنحو والمنطق والحكمة والبلاغة , على كبار علماء عصره آنذاك , حيث درس على يد الشيخ قاسم أفندي الصائغ العلوم العقلية , ثُمَّ أخذ إجازة التجويد على يد الشيخ العلامة صالح أفندي الجوادي رحمه الله , ثُمَّ درس عند كل من الشيخين صالح أفندي الحبار والشيخ مصطفى أفندي الدباغ والذي عرف بأمين الفتوى .
وتاقت نفسه للمزيد فاتجه صوب شمال العراق , فحط رحاله عند الشيخ (محمد بن عبد الخالق العقري) فنال إجازة العلوم في المنطق المفهوم , ثم بعد أن عاد , حط عند الشيخ الحاج أحمد أفندي الجوادي فقرأ عليه رسالة الامام الشافعي في أصول الفقه ، برع في علم الصرف والنحو , وعلم المنطق فدرس ذلك فترة من الزمن في شمال العراق , وحط رحاله عند بعض علماء الكرد .
وعندما اكتملت عدته , وأصبح مؤهلاً لأن يعطي العلوم لطلاب العلم , جلس للتدريس في عدة جوامع في الموصل , وكان طلابه من افضل الذين تلقوا العلوم الشرعية والدينية في الموصل وأصبحوا من علماء الموصل البارزين اما المدارس التي جلس للتدريس فيها فهي :
مدرسة مريم خاتون في سنة 1356 هـــ/1938 ، ثُمَّ مدرسة النبي شيت في سنة 1376 هـــ/1956، ثُمَّ التدريس في المعهد الإسلامي سنة 1395 هـــ/1975، ثُمَّ التدريس في جامع عمر الأسود في شهر سوق ، ثُمَّ التدريس في مسجد حسان البكري في منطقة عمو البقال القريبة من جامع النبي جرجيس .
كان يحب المشي على الأقدام , حيث يأتي ماشياً يومياً من داره إلى مدرسة النبي شيت عليه السلام , وبعد أن انتقل إلى حي اليرموك , درج على نفس خطاه , يركب بالباص ويجلس مردداً لآيات القرآن الكريم محافظاً على حفظ القرآن الكريم , كما درس في المدرسة الاحمدية لبعض طلاب العلم ومحبي الدروس الدينية .
كان طويل القامة يلبس اللباس البسيط , والناظر إليه يجده إنساناً بسيطاً ، ما إن يطلع على علمه حتى يقف إجلالاً لهذا الرجل البسيط العالم الكبير , هادئ الطبع , مسبحاً لله , لا يتكلم إلا عنده الحاجة أو السؤال , وأقتصر لباسه على العباءة دون الجبة .
كان غزير العلم والمعرفة في علم الفقه ، وعلوم الحديث , والقراءات ، والمواريث ، والأحكام .
يشير الأستاذ الشيخ الدكتور أكرم عبد الوهاب أنه كان شغوفاً بتدريس العلوم وبث هذه الأمانة الشريفة ، وقد غلب أقرانه في علم المنطق والحكمة والمناظرة وغيرها وذلك لدراسته على يد الشيخ محمد عبدالخالق العقري , قال لي الشيخ فاخر الرفاعي : انه حضر درسه عدد من علماء بغداد فلما أنهى درسه قال لهم ماذا تقولون في طريقة تدريسي فلما أشادوا به قال هذا علم الأكراد ـ أي هذه الطريقة أخذتها مني شيخي الشيخ محمد عبدالخالق العقري رحمه الله ـ يشير إلى العلامة الشيخ عبد الكريم بيارة مفتي العراق (ت 2005 م ) رحمه الله كان قد حضر إلى الموصل , والتقى بعدد كبير من علماء الموصل في لقاء مع الشيخ عبدالكريم بيارة ، فطرح المرحوم الشيخ عبدالكريم بيارة عدة أسئلة عملية فقهية, فلم يتقدم من الحاضرين للإجابة عليها , فتقدم المرحوم الشيخ عثمان فأجاب عليها جميعاً بادراك ينمُّ على حفظه وذكائه وعلميته .
وكانت الأسئلة في علم المنطق في ذلك الحين سماه الشيخ بيارة الشيخ ( أبو معقول ) تقديراً لتفننه وعمليته في الإجابة .
عرف عن الشيخ عثمان انه كان يحفظ المتون للكتب ويكثر المراجعة والترديد لمواصلة الحفظ خوفاً من النسيان ، ذكر لي الشيخ أحمد محمد طيب قال : قال لي يوماً الشيخ عثمان تعال مُلّا أحمد نقرأ الألفية حفظاً أنا وأنت نأتي من الأسفل أنا أقرأ بيتاً وأنت تقرأ بيتاً أعلى منه حتى نصل إلى أول بيت .
التزام بالورع وعدم الإسراف والتبذير في حياته , ومنها المأكل والشرب والملبس , لم يحب الظهور , فعشق البساطة , وابتعد عن الشهرة والوجاهة , غلب عليه الورع والتقوى والزهد ، كان الصدق هاجسه وأنيسه في حياته اليومية , لم يقبل أن يركب سيارة لأحد وهو في طريقه إلى داره , وتسامى علمه .
طلابه من العلماء:
درس على يده الكثير من طلاب العلم وأصبحوا من العلماء العاملين المشهورين في الموصل , فأخذوا العلم منه وتأثروا به فحازوا على العلوم وأتقنوها وبرعوا فيها , وأصبحوا نجوماً يُهتدى بهم من قبل المسلمين وهم : المرحوم الشيخ محمد ياسين عبدالله السنجاري ، المرحوم الشيخ محمد علي ألياس العدواني , المرحوم الشيخ ذنون البدراني ، الشيخ محمود حسن عكله ،الشيخ أكرم عبدالوهاب ، والشيخ أحمد محمد طيب آل طيب السليفاني .
مؤلفاته :
1- تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة في ( 3) أجزاء .
2- الفهرس القاموس المحيط .
3- علاقة المحسنات البديعية في الكتب الأربعة .
4- العلماء الذين وردت أسماؤهم في كتاب مغني اللبيب .
5- فهرس شواهد أبيات ( جمع الجوامع ) .
6- الفهرس لمفردات كتاب الراغب لمؤلفه الأصفهاني .
7- ترجمة علماء الشافعية في (3) أجزاء .
8- الأعلام والكنى والألقاب .
9- التواريخ لبعض الأعلام اللغوية .
10- الحج ومناسكه .
11- المباحث المختلفة .
وفاته :
توفي رحمه الله في الموصل في سنة 1405هـ /1984م وشيعه العديد من علماء الموصل وأبناء المدينة وأبّنه الكثيرون وأثنوا على مسيرته( ) .